طريقهم عبر مينسك معبد بالمؤامرات..لوكاشينكو يساوم الغرب باللاجئين

طريقهم عبر مينسك معبد بالمؤامرات..لوكاشينكو يساوم الغرب باللاجئين
أسد ولوكاشينكو؛ ثنائي اتخذ من السوريين الهاربين من محرقة أسد وميليشياته في سوريا سبيلاً للضغط على أوروبا، كلُّ واحدٍ منهم تدفعه مآربه لذلك الاستغلال، فأسد يُريد التطبيع مع الغرب بأيِّ شكلٍ كان وإزالة العقوبات المفروضة عليه، وكذلك لوكاشينكو يُريد، لم يجد الاثنان أفضل من وضع ورقة اللاجئين على البازار السياسي بوجه الغرب.

اللاجئون في "البازار" السياسي

واتّهمت ست دول غربية بيلاروسيا بممارسة "استغلال منظّم للبشر" بهدف "زعزعة استقرار" الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو" ومنذ القرصنة الجويّة التي قامت بها مخابراته واختطافه للمعارض "رومان بروتاسيفيتش" وما تبعه من قمع للمتظاهرين، فتح أبواب الغضب الأوروبي بوجهه، تبعها فرض عقوباتٍ قاسية بحق نظام لوكاشينكو، وبات يبحث هذا عن مخرجٍ للمأزق الذي يعيشه نظامه.

الدكتور نصر اليوسف الخبير بالشأن الروسي قال في حديث لأورينت إنّه من المعروف أنّ نظام الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو وقع تحت عقوبات غربيّة صارمة، أولاً بسبب استخدام العنف المُفرط جداً ضدّ المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجاً على نتائج الانتخابات التي جرت في آب 2020.

وأكّد اليوسف أنّ العقوبات تكرّست وتشدّدت على خلفية إقدام نظام لوكاشينكو على اختطاف الصَّحفي المعارض البيلاروسي "رومان بروتاسيفيتش" الذي كان يستقل طائرة من أثينا إلى لتوانيا، مروراً بأجواء بيلاروسيا، حيث أقنعت المخابرات البيلاروسية قائد الطائرة بأنّ طائرته مفخخة وأن يهبط بها في أقرب مطار ممكن في بيلاروسيا، وما إن هبطت الطائرة حتى قامت المخابرات باعتقال هذا المعارض، حيث وصف الاتحاد الأوروبي العملية بـ (القرصنة)، ونتيجةً لذلك يقع نظام لوكاشينكو تحت عقوبات صارمة.

رهانات خاطئة

بوجه تلك العقوبات والحالة السيِّئة التي يعيشها نظام لوكاشينكو، قرر الأخير وبالشراكة مع نظام أسد الانتقام من الغرب أو رُبّما فتح باب البازار السياسي معهم، وكان السوريّون والعراقيون الهاربون من أتون الحروب، الورقة التي اتفق عليها نظاما القمع (أسد ولوكاشينكو). يقول اليوسف: "أقدم نظام لوكاشينكو على هذه الخطوة الرّعناء حيث قالها علانية: سأغرقكم باللاجئين".

الغرب الخارج من أزمة كورونا وما تبعها من أزمات اقتصادية، إضافة لبدء بعض الدّول بترحيل عدد من السوريين بذريعة أن سوريا باتت آمنة، لن يخضع للابتزاز السياسي لنظام لوكاشينكو. يقول اليوسف: "الغرب ليس مَعنياً بما يجري هناك، فتلك أرض بيلاروسيّة، لوكاشينكو استضاف اللاجئين وهو المسؤول عنهم، في أحسن الأحوال يمكن أن يُقدم الغرب مُساعدات إنسانيّة، فقط لا غير، الغرب لن يخضع لابتزاز لوكاشينكو".

وأضاف اليوسف: "لوكاشينكو قصير النظر وغبي، هو حفر حفرة للغرب، لكنه سيقع هو بها، فالغرب تنبأ بهذا الموضوع سابقاً، فهذا الأمر ليس جديداً، فأزمة اللاجئين قائمة منذ بداية الصيف، حيث إنّ الكثير من اللاجئين تمكّنوا من عبور الحدود البيلاروسيّة اللتوانيّة، وغيرها من حدود الدول المجاورة ليبلاروسيا، وتلك الدول اتخذت احتياطاتها في الوقت المناسب لها، بعد أن لاحظت تسرّب العديد من اللاجئين، وظلّت بولندا بمأمنٍ نوعاً ما، إلى أن ازدادت في الآونة الأخيرة عمليّات العبور بشكل كبير جداً".

وتابع: "الطيران السوري يُرسل مئات الرّحلات الجويّة إلى مينسك، كذلك الرّحلات القادمة من العراق وخاصة من محافظة أربيل، واليوم تجمّعت أعداد هائلة جداً وهذا ما أثار حفيظة الغرب، كون الأعداد المُتدفقة كبيرة جداً، وأصبح الجميع ولسهولة عبور الحدود يحلم أو يُقدِم على هذه المغامرة".

 

المصلحة الروسية

موسكو الحليف الأبرز لنظامي أسد ولوكاشينكو ادّعت مراراً أنّها لا تقف خلف هذه المؤامرة التي تستهدف الاتحاد الأوروبي، واستبقت اجتماع مجلس الأمن الخاص بأزمة اللاجئين على حدود بولندا بنفي الاتّهامات الغربية الموجّهة إليها بالمشاركة في إرسال مهاجرين إلى حدود بيلاروسيا مع بولندا، وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتّحدة ديمتري بوليانسكي للصحفيين قُبيل بدء الجلسة الطارئة لمجلس الأمن ردّاً على سؤال عمّا إذا كانت موسكو أو حليفتها مينسك تساهمان في تدفّقهم "كلا.. إطلاقاً".

وأضاف بوليانسكي بحسب ما نقل التلفزيون الألماني: "هؤلاء أشخاص قدِموا بشكل قانوني إلى بيلاروسيا ويسعَون لدخول دول أوروبية، وبخاصة ألمانيا، لا يُسمح لهم بعبور الحدود، ويتعرّضون للمُلاحَقة والضرب، هذا عار مطلق وانتهاك كامل للاتفاقيات الدولية"، وعلى ما جرت عليه العادة شدّد الدبلوماسي الروسي على أنّ "أيّ مخرج لهذه الأزمة لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق الحوار"، وهو الحوار ذاته الذي أوصل السوريين إلى ما هم عليه.

الدكتور نصر اليوسف كان رأيه مُختلفاً، إذ أكّد أنّ موسكو لا ناقة لها ولا جمل بهذه الأزمة، وهم بعيدون عن حياكة هذه المؤامرة. يقول اليوسف: "بوتين ولافروف وحتى زخاروفا أعلنوا جميعهم أنّه لا علاقة لروسيا بهذا الأمر".

وأضاف: "للمرة الأولى أتفق وأصدّق التصريحات الروسية، ارتجل الغبي لوكاشينكو هذا الأمر بمفرده، هو يُريد أن يُرغم الغرب على التعامل والتواصل معه، حيث إن الدول الغربية تُقاطعه بشكل كامل ولا تتحدث معه بأيِّ شأن، هو يأمل بانتزاع بعض المكاسب من خلال تخفيف بعض العقوبات، غير أنّ تصرف لوكاشينكو ذلك زاد الطين بلّة، وانقلب السحر على الساحر وآتت أفعاله نتائج عكسيّة تماماً".

طبول الحرب

بمواجهة الأزمة التي تشهدها الحدود البولندية – البيلاروسية أعلن الاتحاد الأوربي دعمه الكامل لبولندا بمواجهة بيلاروسيا، وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي الناتو بعد اجتماع مغلق: "قال الحلفاء بوضوح إن بيلاروسيا تتحمل مسؤولية الأزمة، وإن استخدام نظام لوكاشينكو للمهاجرين كسلاح شيء مُنافٍ للإنسانية ومخالف للقانون وغير مقبول".

وأضاف المسؤول الأوروبي بحسب ما نقلت عنه دويتشه فيله: "الأطلسي على استعداد لتقديم المزيد من المساعدات لحلفائنا، والحفاظ على السلامة والأمن في المنطقة".

وفي الوقت ذاته اتخذت روسيا خطوة نادرة، إذ أرسلت قاذفتين استراتيجيتين بقدرات نووية للقيام بدورية في المجال الجوي لبيلاروسيا اليوم، تعبيراً عن دعمها لحليفتها المقربة، وجاء قرار موسكو بتصعيد الموقف في الوقت الذي يبحث فيه الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على بيلاروسيا.

ويتهم الاتحاد الذي طالما فرض عقوبات على بيلاروسيا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، يتهم مينسك بجذب مهاجرين من الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا ثم دفعهم للعبور إلى بولندا لإحداث فوضى على حدود التكتل، في حين قالت موسكو إنه من غير المقبول أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على بيلاروسيا بسبب الأزمة، وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله بألا "ينجرّ" الأوروبيون الذين يتحلَّون بالشعور بالمسؤولية "إلى دوامة خطيرة بشكل واضح".

التعليقات (1)

    لوكاشينكو مشروع البيزنطيين الاحرار

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    بوتين لديه جيش حمايتهم ويتساوم مع رفاقه قاءلا كم جثة تريدون ان نرسل لكم ،ولم تتحدث اي دولة صرماية اوربية عن هذا الحقد والكراهية، وهذا سبب وجود الارمن والشركس واليهود في سوريا بقصص ملفقة وكاذبةكما حضارتهم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات