وظهر رئيس "المخابرات العامة" في نظام أسد، اللواء حسام لوقا برفقة نظرائه من رؤساء المخابرات العربية في (المنتدى العربي الاستخباراتي) الذي أقيم مؤخراً في العاصمة المصرية القاهرة، والذي شارك فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خلال كلمة ألقاها عبر "الفيديو"، وحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
ونشر ناشطون صورة للواء لوقا يجلس بجانب رئيس المخابرات السعودية الفريق خالد الحميدان، ضمن لقاء ثنائي نادر على هامش الاجتماع الاستخباراتي، في إشارة فسرها محللون موالون على أنها تحول في الموقف السعودي تجاه نظام أسد، وأن "الأمور تسير نحو تسوية قريبة (سورية – سعوديّة) وإعادة فتح صفحة جديدة بعد أن تغيرت مصالح السعودية بطريقة إيجابية نحو دمشق"، بحسب تعبيرهم.
كما هلّل الإعلام الموالي بمشاركة لوقا بالاجتماع العربي معتبرين أن هذه الخطوة تأتي تمهيداً لعودة النظام للجامعة العربية وإعادة العلاقات مع دول المنطقة.
واحتضنت العاصمة المصرية القاهرة، "المنتدى العربي الاستخباراتي" في 9 من الشهر الحالي، كأول اجتماع عربي من نوعه وبحضور معظم رؤساء الاستخبارات العربية، ورغم أن التنسيق المخابراتي مستمر بين جميع الدول بشكل سري رغم الخلافات السياسية، إلا أن الاجتماع الأخير كان يتميز بعلانيته وما يحمل من إشارات سياسية.
شرعنة نظام الإجرام
وتعد الدعوة العربية لحضور نظام أسد في الاجتماع الاستخباراتي الأخير، تجاوزاً لمواقف الدول العربية السابقة تجاه مجرمي أسد، وتمهيداً لتطبيع عربي واسع بدأه الأردن في الفترة الماضية بضوء أخضر أمريكي لإعادة أسد إلى جامعة الدول العربية بعد عشرة أعوام على طرده منها بسبب جرائمه تجاه الشعب السوري الثائر.
وتسعى بعض الدول العربية لإعادة نظام أسد إلى مقعده في جامعة الدول العربية بضغط روسي لشرعنته عربياً ودولياً، ولكن عودته مشروطة بموافقة جميع الدول الأعضاء وخاصة الدول الخليجية التي اتخذت موقفاً مناهضاً لسياساته الإجرامية تجاه السوريين منذ بداية ثورة الكرامة عام 2011.
وآخر تلك المواقف الرافضة عبّر عنها وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حول أن الدوحة لا تنظر في المرحلة الحالية في إمكانية تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد، معرباً عن أمله في أن تُحجِمَ دول أخرى عن المزيد من الخطوات في سبيل تطبيع العلاقات مع النظام.
كما أعلن الأردن الذي كان من أوائل الدول العربية في إعادة العلاقات مع الأسد ، أنه لا يوجد أي خطط باتجاه زيارة سوريا قريباً، وأكد وزير خارجيته أيمن الصفدي أمس الجمعة، أن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ليس قراراً أردنياً بل هو قرار عربي.
من هو حسام لوقا؟
وينحدر لوقا من منطقة خناصر جنوب حلب، ومنذ بدء الثورة السورية في آذار 2011، تقلد عدة مناصب رفيعة في كل من مديرية الأمن السياسي ودائرة المخابرات العامة، بما في ذلك منصب رئيس فرع الأمن السياسي في حمص وحماة.
وأثناء عمله في حمص ورد أن لوقا ارتكب عدداً من المجازر، وكان مسؤولاً عن تعذيب المعتقلين في دائرته، كما أكدت تقارير صحفية مشاركة لوقا بـ"مجزرة العيد" في حي الوعر، حيث تمّ قصف ملعب للأطفال وقتل 19 شخصاً بينهم 14 طفلاً.
ويعد حسام لوقا أبرز أدوات نظام أسد الإجرامية في سحق الثورة السورية، ولا سيما دوره الأخير في "التسويات" التي فرضتها روسيا في محافظة درعا خلال الأشهر الماضية، حيث كان لوقا العقل المدبر لإفراغ تلك المناطق من سلاحها، وإسكات صوتها الثوري عبر التهديد العسكري والأمني الموجه لأهالي البلدات الحورانية.
ويندرج لوقا في قائمة العقوبات الأمريكية (قانون قيصر) وكذلك العقوبات الأوروبية على خلفية جرائمه الواسعة بحق السوريين خلال السنوات العشرة الأخيرة، وتعتبر مشاركته في المنتدى العربي الاستخباراتي تحدياً واضحاً للعقوبات الدولية، بعد أن تغاضت واشنطن وحلفاؤها عن مجرمي أسد وأفسحت لهم المجال لبدء مرحلة "تسوية" جديدة على حساب دماء آلاف المدنيين.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية في أيلول عام 2020 أدرجت رئيس المخابرات العامة، اللواء حسام لوقا على قوائم عقوباتها بسبب جرائمه تجاه السوريين، وسبق أن أدرجه الاتحاد الأوروبي على قائمة عقوباته أيضا عام 2012 بسبب مشاركته في تعذيب وقتل المتظاهرين السلميين خلال المظاهرات المناهضة لنظام أسد.
التعليقات (3)