التعفيش يطال الأموات ويمحو هويتهم في حمص

التعفيش يطال الأموات ويمحو هويتهم في حمص
في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه جميع المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات أسد، التي باتت صاحبة السطوة والقرار في تلك المناطق وفرضت سلطة أمر واقع،  كان التعفيش والإجرام بحق المدنيين أبرز سماتها، امتدت هذه الانتهاكات لتشمل مؤخراً الأموات أيضاً بعد وقوع سرقات طالت القبور في حمص.

سرقة القبور

وفقاً لما أورده موقع تلفزيون الخبر الموالي لنظام أسد، فإن مقبرة (الفردوس) الواقعة في حي الأرمن الشرقي بمدينة حمص، تعرّضت لسرقة جديدة وكلمة (جديدة) هنا تعني أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض لها القبور في تلك المقبرة للسرقة، حيث نقل الموقع عمن أسماه (شاهد عيان) قوله إنه "شاهد مجموعة أشخاص يقومون بسرقة شواهد القبور من داخل المقبرة المذكورة، مشيراً إلى أنه وفي البداية اعتقد أن اللصوص هم من أقارب المتوفَّين ولكن مع سحب قطع حجر (النحيت) وتحميلها في الشاحنة التي تنتظر خارج سور المقبرة تبين أن هؤلاء ما هم إلا لصوص".

تجّار لا يوفرون شيئاً... ولكن!

رغم أن (شاهد عيان الموقع) وجه اتهامه لمن أسماهم (التجار الذين لا يوفرون شيئاً)، إلا أنه أغفل متعمداً (هوية التجار)، حيث إن استعمال لفظ التجار مع حوادث السرقة سواء تلك التي شملت كابلات الكهرباء أو مضخات المياه والعدادات وشواهد القبور، يدل على أن هؤلاء التجار ما هم إلا جهات نافذة تحمي العصابات الموكَّلة بعمليات السرقة والقتل ولاسيما في ظل الانتشار الأمني المكثف لحواجز مليشيا أسد ، كما أكد الموقع الموالي  أنه حاول التواصل مع جميعة النهضة المسؤولة عن المقبرة للاستفسار عن السرقات التي تكررت مؤخراً ومعرفة سبب غياب حارسها، مشيراً إلى أنه لم يلقَ رداً على جميع الاتصالات.

سرقة الأموات بطريقة أخرى

وقال (عبد الرحمن المصطفى) وهو شاب حلبي كان يقطن حي بستان القصر إلى وقت مضى في حديث لـ أورينت نت، إن "عمليات النهب والتخريب التي طالت المقابر لا تستند لدافع واحد بل لعدة دوافع، ففي حي بستان القصر مثلاً وبعد سيطرة ميليشيات أسد على القسم الشرقي من المدينة سنة 2016، أقدمت الأخيرة على نبش (بعض القبور) الواقعة داخل بعض الحدائق، وخاصة التابعة لناشطين ثوريين معروفين بمعارضتهم لنظام أسد، فيما أقدمت ميلشيا أسد على نهب (حجارة القبور) في حي جمعية الزهراء الموالي بدعوى البحث عن سلاح، مع العلم أن المقبرة كانت تقع في القسم الخاضع لسيطرتها من الحي.

المقابر.. هدف لأطراف عدة

وسبق أن نشر موقع أورينت نت، تفاصيل تتعلق بعمليات السرقة التي طالت المقابر وانتهاك حرمة موتاها منذ بدايات الثورة وخاصة المقابر المسيحية، حيث كشف الموقع حينها تورط مجموعات أرمنية مسلحة بنبش العديد من القبور في المقابر المسيحية، ضمن قناعة رسخت في عقول كثيرين مفادها أن بعض المسيحيين كانوا في السابق يدفنون موتاهم مع ذهبهم وأموالهم، وعليه فإنه وتحت هذه الحجة تعرضت الكثير من القبور للتخريب وتم نبشها وانتهاك حرمة أمواتها، ولم تترك ميليشيات أسد الميليشيات المسيحية والأرمنية الأخرى تقوم بهذه المهمة وحدها، حيث شاركتها بنبش القبور فضلاً عن عمليات نهب المنازل التي خلت من أصحابها وحتى الكنائس لم تنجُ من النهب والتدمير.

التعليقات (1)

    سليمان

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    الله ينتقم من كل لا يحترم حرمة الأحياء والأموات وكأننا نعيش في غابة القوي يأكل الضعيف وليس هناك من يحمي أو يحاسب يا ويلهم من الله أحكم الحاكمين
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات