طلاب ومكونات من المجلس الإسلامي يُطالبون بإسكات أيمن الجمال

طلاب ومكونات من المجلس الإسلامي يُطالبون بإسكات أيمن الجمال
أصدر مجموعة من طلاب العلم الشرعي المستقلين أو المنتسبين للمجلس الإسلامي السوري أو بعض مكوناته "بيان استنكار" قدّموه إلى المجلس الإسلامي السوري ورابطة العلماء السوريين، وذلك فيما يخص تصريحات "محمد أيمن الجمال" التي صدرت عنه في الآونة الأخيرة، في قضية الصحفي السوري ماجد شمعة، وقبلها في قضية حرق أردني لزوجته المسكينة، وقبلها كلامه في موضوع الوزير الكندي عمر الغبرا، والعديد غيرها. مع اعتقادنا بحق كل إنسان في التعبير عن رأيه شريطة ألا يُضرّ بالمكونات التي يمثلها.

وقال البيان: "إن عموم طلاب العلم في تركيا وسوريا يشعرون بأن الدكتور أيمن يسيء إلى المجلس الإسلامي السوري ورابطة العلماء السوريين، وعموم طلاب العلم وأهل الدين، ويمثل قدوة سيئة للشباب في التعامل مع الأوضاع الحساسة التي تحيط بشعبنا".

وأضاف البيان: "وإذ يستنكر طلاب العلم ما يصدر من شخص مسؤول عن واحد من أكبر فروع رابطة العلماء السوريين، فإنهم يستغربون صمت علمائنا الأجلاء في المجلس والرابطة عن هذه الأخطاء، بل وتأكِّد أخبار بوقوف مجموعة من أهل العلم خلفه في أخطائه ومساندتهم له لدوافع حزبية أو مناطقية مُستنكرَة قامت الثورة لأجل محاربتها".

وأبدى الموقعون على البيان "انزعاجهم الشديد" من تعويم (محمد أيمن الجمال) أمام العامة وصغار طلاب العلم من خلال زيادة المهام الموكلة إليه، وذلك بعد كل خطأ معرفي واجتماعي يرتكبه، يقول البيان: "كان المنتظَر من مجلسنا الموقر تقويم الاعوجاج والتبرؤ من المنكر".

لا بديل عن إسكاته

وطالب البيان المجلس الإسلامي ورابطة العلماء السوريين بإيقاف الجمال "عن الحديث فيما لا علم له به من شؤون الناس العامة، أو التكلم من غير مسؤولية، بما يسيء للمكونات الإسلامية السورية ويفرق الصف ويصد عن دين الله، ويسقط هيبة أهل العلم في نفوس الناس ويعرضهم وديننا الحنيف لأقذع الشتائم والألفاظ".

وإضافة لما سبق طالب الموقِّعون بسحب المسؤوليات التي أوكلت إلى الجمال وأساء استخدامها، ومقاضاته في ذلك وفق اللوائح الناظمة لعمل المجلس والرابطة، وإعلان ذلك في المجموعات الخاصة بالمجلس الإسلامي ومكوناته، لتهدئة غضب الكثير من أهل العلم وطلابه".

كما طالب البيان بالتوضيح لعموم السوريين خصوصاً من خارج المجتمع العلمي الشرعي أن كلام جمّال لا يمثل المكونات الإسلامية التي هو عضو فيها، لعله يكون في ذلك صلاح له، وعبرة لمن يتصدى من ممثلي المكونات الشرعية للحديث في الفتاوى والشؤون العلمية والاجتماعية، فينضبط بالشرع المطهَّر والعرف والحكمة ولا يتكلم وفق هواه، أو ينسب آراءه الفاسدة إلى الدين ويوهم الناس أنها من الشرع.

أخيراً: "طلاب العلم ينتظرون إلى المساء جواب المجلس الإسلامي الموقر ممثلاً برئيسه أستاذنا المربي الشيخ أسامة الرفاعي حفظه الله، وجواب أمانة رابطة العلماء السوريين، في هذا الموضوع عبر الغرف الداخلية للمجلس والرابطة، قبل أن يفيض السيل وتتشقق الصفوف، ويخرج الأمر إلى العلن.. نسأل الله سبحانه أن يديم وحدة الصف الإسلامي ويبعد عنه كل من يحاول تمزيقه أو جعله أضحوكة للمتربصين وفتنة لأهل الدين".

وبعد تقديم البيان للمجلس الإسلامي السوري كان رد الشيخ أسامة الرفاعي وفق ما نشره محمد علي النجار وهو أحد من صاغوا البيان إيجابياً وشاكراً، كما وعد الشيخ الرفاعي بإحالة الدعوى إلى اللجنة المختصة لمتابعة الأمر، وكان هذا جواب معظم علماء المجلس الذين راسلهم النجار، مؤكداً تنديدهم بما فعله الجمال ومن هم خلفه، وأكّد النجار أنّ من قام بالتصعيد وصمم على المواجهة والاستمرار في قسم الصف السوري فهو الدكتور أحمد حوى ومجموعته المتطرفة التي تحامي عن منهج الدكتور البوطي والغلو والتطرف ضمن المجلس الإسلامي السوري والرابطة.

اعتذار.. ولكن

وبعد إصدار ذلك البيان؛ كتب المدعو محمد أيمن الجمال منشوراً اعتبره اعتذاراً عمّا بدر منه من أخطاء، مؤكداً أنّ تحميل مجموعة كاملة وزر أخطائه هو (تنمُّر) يقول الجمال في منشوره: "ولا تزر وازرة وزر أخرى، تحميل مجموعة مسؤولية تصرف فرد (تنمّر)، والاتهام بناء على فهم غير منضبط لا يليق، ما أكتبه هنا يمثلني شخصيا (فقط)! وأتحمّل مسؤوليّته الكاملة أمام الله تعالى وأمام الناس، وأعدّه من واجب النصح للأمة".

وأضاف الجمال في منشوره أنّ ما دعاه لهذا التوضيح هو اتهامات بعض المغرضين، يقول الجمال: "دعاني إلى هذا التوضيح اتهام بعض المغرضين لمؤسسات أنتمي إليها تحاملاً على ما أكتبه".

لم يتأخر رد محمد علي النجار على توضيح الجمال ليؤكد أنّ مجموعة من أعضاء المجلس الإسلامي السوري، أرسلوا له اعتذار أيمن الجمال، وأنه بحسب ما نُقِل له "كافٍ لإقناع طلاب العلم الشرعي بسحب بيانهم الذي طالبوا فيه بفصل أيمن الجمال من المجلس الإسلامي السوري ومن الرابطة ومن الائتلاف، ومنعه من الكلام باسم الدين، بما يخالف الشرع، ويصد عن دين الله، كما في قضية الرجل الذي أحرق زوجته أمام أطفالها، وقضية ترحيل الصحفي ماجد شمعة، وقبلها الكثير من الأخطاء العلمية، والشؤون الاجتماعية، التي علّق عليها بما يخالف الدين ويثير الفتنة".

وأضاف النجار: "الحقيقة: أنني محتار فيما أقول! إذا كان هذا بيان اعتذار، فكيف سيكون بيان الهجوم؟ لو عرضت هذا النص على ناقد أدبي وطبيب نفسي وخبير اجتماعي لكتبوا عشرات الصفحات السوداء في تحليل هذه السطور القليلة، بما تتضمنه من انفصام في إنكار للواقع وادعاء أن معركته مع العلمانيين، واستناده إلى إيديولوجيات مؤامراتية خطيرة لا تختلف عن إيديولوجيا البوطي ونظام البعث، واحتقاره الآخرين الذين يمثلون أغلبية المجلس الإسلامي السوري وهم أكثر منه ومن جماعته عدداً وأعلى رتبة في العلم وأكثر حكمة في الواقع، كما أن قوله البعض وهم أكثرية، يذكرنا بقول فرعون عن نبي الله موسى عليه السلام ومن معه {إِنَّ هَؤُلَاءِ ‌لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}، كما يذكرني بما قال القذافي والأسد في السنوات الماضية".

وأشار النجار إلى أنّه وبقيّة الموقعين على البيان من طلاب العلم والعلماء يَبرَؤون مما كتبه الجمال باسم الدين والشرع، وأثار فتنة بين المسلمين وشق صفوف أهل العلم، وأنّهم كانوا يأملون من اجتماع رابطة علماء السوريين أمس أن يُصدر بيان اعتذار للناس وتصحيح للأخطاء، وإيقاف لمن يتحدث باسم الدين بما لا يرضاه الله، لكن وللأسف كما يقول النجار استمرّ الهجوم على العلماء وطلاب العلم الذين نبهوا إلى أخطاء هذا الرجل، والمضي في الفتنة إلى آخرها، مع أن كل ذلك كان يمكن الاستغناء عنه، بسطر اعتذار وكلمة فصل.

وتعرض الجمال لهجوم واسع وانتقاد كبير من عموم السوريين بعد حديثه عن اعتقال الزميل ماجد شمعة، والشماتة الواضحة التي أبداها بحق مأساة السوريين، كان آخر تلك الانتقادات البيان المذكور أعلاه.

التعليقات (1)

    حسين هنداوي

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    يعني اسكتو بالعربي ....حاج بقى روحو ربو ولادكم بعدين تفضلو ربو الشعب المسكين ...هاد بدل ما توقفو مع شعوبكم الي استحو ماتو
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات