مهاترات حول مكان الدفن
أولى هذه الأخطاء وأبرزها كانت محاولة النظام سلب المغني الراحل من أحبابه وتراثه وأبناء مدينته، إذ حاول مسؤولو النظام أن يتم دفنه في مقبرة الدحداح بدمشق وليس في مدينة حلب، وهو من يُعتبر رمزاً من رموزها الثقافية.
لكن وبعد جدل كبير من محبّي الفنان الحلبي وأفراد عائلته وجد نظام أسد نفسه مضطراً لتدارك الخطأ الكبير ورضخ لمطالب نقل جثمانه إلى حلب حيث دفن في مقبرة "الحديثة"، فيما لم يقدم مسؤولو أسد أي توضيحات عن السبب الذي دفعهم لمحاولة دفن الفنان في دمشق.
الأغاني بدلاً عن القرآن
وخلال التشييع برز خطأ آخر، حيث وثقت صفحات موالية للنظام حالة الفشل الأخلاقي التي رافقت عملية تشييع الفقيد في دمشق بحضور كبار مسؤولي النظام.
وذكرت صفحات موالية أن زوجة الراحل أصيبت بالدهشة والغضب نتيجة قيام القائمين على التشييع ببث أغاني الراحل في موكب تشييعه.
ووفقاً لتلك الصفحات اعترضت الزوجة وطالبت بوقف بث أغنية "يا مال الشام" من سيارة دفن الموتى و استبدالها على الفور بالقرآن الكريم فما كان من القائمين على التشييع إلا الرضوخ والامتثال.
تزيين مؤقت للشارع
وفي موقف ثالث تداولته صفحات موالية، أظهرت صور قيام حكومة أسد بجلب بعض نباتات الزينة لمحاولة تجميل شارع الثورة وسط دمشق حيث تم تنظيم التشييع.
إلا أنه وما أن انتهى التشييع الذي شارك به مسؤولو أسد وبثته وسائل إعلامه حتى سارع المنظمون إلى إزالة تلك النباتات واستردادها دون أي تبرير.
ضريح أسمنت
وفي حلب، بدأ سوء التنظيم جلياً وسط غياب أي إجراءات وقائية من جائحة كورونا التي تعصف منذ أسابيع بمناطق سيطرة النظام حيث أظهرت الصور و اللقطات المتداولة تجمع الآلاف داخل وفي محيط مسجد عبد الله بن عباس بحضور مسؤولي النظام، وسط غياب تام لإجراءات التباعد المكاني أو الكمامة للوقاية من كورونا.
غير أن الأغرب كان قيام المنظِّمين بعد مواراة الجثمان الثرى بوضع كميات من الأسمنت في موضع دفنه دون وجود قبر حجري أو أي شاهدة على أقل تقدير كما جرت العادة، وذلك في مؤشر واضح على سوء التنظيم والاستهتار.
وتوفي المطرب والفنان السوري الكبير صباح فخري الثلاثاء الماضي بمشفى الشامي في دمشق عن عمر 88 عاماً.
التعليقات (7)