وزير خارجية لبنان يعمق الأزمة بعد تسريب صوتي أساء فيه للسعودية

وزير خارجية لبنان يعمق الأزمة بعد تسريب صوتي أساء فيه للسعودية
أدت التسجيلات الصوتية المسربة لوزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، إلى تعميق الأزمة بين الحكومة اللبنانية والسعودية لما تحمله من إساءة و"حقد" تجاه المملكة وحكومتها، في ظل أزمة خليجية متفاقمة نتجت عن تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ودفعت خمس دول خليجية لسحب سفرائها من لبنان.

ونشرت صحيفة "عكاظ" السعودية يوم أمس، تسجيلات صوتية حصلت عليها من مصادر خاصة وتتضمن تصريحات مسربة للوزير بو حبيب أدلى بها لبعض الصحفيين و"حاول التراجع عنها وإخفاءها وعدم نشرها، بعد أن نصحه مستشاروه بالتراجع الفوري عنها لئلا يثير المزيد من الغضب في الشارع اللبناني المحتقن على حكومته وسياستها وتخبط وزرائها".

وأضافت الصحيفة أن تصريحات بو حبيب: "أظهرت حقده على السعودية ودول الخليج، وانسجامه مع الدعايات المغرضة التي يروجها زعيم ميليشيا حزب الله وأعوانه في طهران، وتناقض طرحه في الخفاء عما يظهر في العلن أمام اللبنانيين، وسعيه لشيطنة دول الخليج والتقليل منها، إذ بدأ حديثه بكل صفاقة وإساءة للتقليل من دول الخليج والتعدي على سيادتها، وإطلاق الاتهامات اللامسؤولة تجاه المملكة، على نحو يعكس توجهات نظام بلاده السياسي وفق رؤى الحزب الخاضع لوصاية إيرانية".

تعقيد الأزمة

تصريحات الوزير اللبناني جاءت في سياق الحديث عن الأزمة اللبنانية الخليجية الراهنة التي فجرتها تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي، تسيء لدور التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات في حربها ضد ميليشيا الحوثيين في اليمن، لتبدأ بعدها عاصفة سياسية دفعت السعودية والإمارات والكويت والبحرين واليمن لسحب سفرائهم من لبنان.

وفي هذا الصدد قالت "عكاظ" تعقيبا على تسريبات بو حبيب: إن "الوزير الذي يأتي على رأس هرم الدبلوماسية اللبنانية، بدا منفعلاً من القرار الخليجي، وحاول اختزال الأزمة في تصريحات القرداحي التي يراها اختلافاً، حين عاد إلى تصريحات سلفه شربل وهبة مبرراً بقوله (حتى عندما أقلنا وهبة لم تقدّر السعودية)، مضيفاً (إذا كنا لا نستطيع أن نختلف ما بدي هيك أخوة، اليوم إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من المملكة؟ لا شيء.. سيطلبون أموراً أكثر)، بل إن حديث الوزير بدا أكثر سذاجة وهو يبرر تهريب المخدرات وتصديرها عبر بلاده إلى المملكة أن سوقها للمخدرات هو الدافع الرئيسي خلف التهريب، لا تجار المخدرات في بيروت وضواحيها!".

وزير الخارجية يبرر

بدوره رد بو حبيب على تقرير "عكاظ" بسلسلة تغريدات على "تويتر" جاء فيها: "كنت أتمنى من الصحيفة الكريمة أن تساعدنا على السعي لحل هذه الأزمة بدل نشر سرديات مجتزأة ومغلوطة تصب الزيت على النار لتأجيج محاولات مد جسور التلاقي"، مضيفا: "سنصدر توضيحا مفصلا حول الموضوع، ونأمل من كافة وسائل الإعلام أن تكون وسيلة للتقارب لرأب الصدع والمساهمة البناءة في التقريب بيننا وبين الأخوة والأشقاء العرب".

وتفجّرت الأزمة الحالية بسبب تصريحات قرداحي التي أدلى بها ضمن برنامج "برلمان شعب"، خلال الأيام الماضية، وأعرب قرداحي من خلالها عن وقوفه وتضامنه مع ميليشيا الحوثي في اليمن، وقال إن "الحوثيين يدافعون عن أنفسهم.. في وجه اعتداء خارجي"، وإن "منازلهم وقراهم وجنازاتهم وأفراحهم تتعرض للقصف بطائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية".

ورفض الوزير الحالي والإعلامي المعروف التراجع عن تصريحاته التي اعتبرها "آراء شخصية" وقال في تغريدة على حسابه في تويتر: "أنا لم أخطئ في حق أحد. ولم أتهجم على أحد. فلِمَ أعتذر؟".

ودفعت تلك التصريحات العدائية كلا من السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن لسحب سفرائهم من لبنان ومطالبة السفير اللبناني مغادرة أراضيهم، إلى جانب إعلان الرياض وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة، وقالت في بيانها إن "التصريحات المسيئة للمملكة الصادرة من قبل وزير الإعلام اللبناني، تمثّل حلقة جديدة من المواقف المستهجَنة والمرفوضة الصادرة عن مسؤولين لبنانيين تجاه المملكة".

وعلاوة على ذلك، أكدت مصادر أكاديمية وإعلامية أن الإمارات عرضت مقر سفارتها في لبنان للبيع، بحسب منصة "صوت بيروت إنترناشونال" التي نقلت عن مصدر إماراتي رفيع قوله "سيتم عرض مقر السفارة الإماراتية في لبنان للبيع، وأنه لم يعد هناك أي دبلوماسي أو موظف إماراتي من وزارة الخارجية في لبنان، وأن عودتهم لبيروت مرتبطة بعودة السيادة لهذا البلد".

ونقلت صحيفة "عربي21" عن الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، قوله: "خبر عرض مقر سفارة الإمارات في بيروت للبيع صحيح 100%، فالإمارات تود إقامة علاقة مع دولة لبنان والحوار مع حكومة وطنية في لبنان وليس الحوار مع دولة وحكومة حزب إيران في لبنان"، مشيرا إلى أن: "رسالة الإمارات قوية وواضحة.. لا عودة إلى لبنان بعد اليوم في ظل حكم وتحكم حزب إيراني على قرار لبنان السيادي"

وما زالت الأزمة الحالية متفاقمة في لبنان بعد فشل رئاسة لبنان وحكومته إصلاح الموقف تجاه السعودية بإقالة الوزير قرداحي الذي رفض الاستقالة أو حتى الاعتذار، إضافة لاستغلال تلك الأزمة لمصلحة محور إيران (حزب الله وشركاه)، رغم الانعكاسات السلبية على لبنان وشعبه ومحاولة عزله عن محيطه العربي.

ويتمسّك محور إيران (حزب الله وحركة أمل) بتصريحات قرداحي المنحاز تماماً لمشروع خامنئي في المنطقة العربية، ويرفضون بشكل قاطع إقالته أو دفعه للاستقالة، وهو أمر يعمّق الأزمة بين لبنان وأشقائه العرب باعتبار أن الخلاف العربي مع لبنان يدفعه بشكل أكبر تجاه إيران، وهو ما سعى إليه حزب الله لإكمال مشروعه التخريبي لمصلحة أسياده في طهران، خاصة وأن الحكومة اللبنانية الحالية (حكومة نجيب ميقاتي) تعرف بولائها للمحور الإيراني بغالبية وزرائها.

التعليقات (1)

    HOPE

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    الاخطاء المتكرره لما يسمى محور الممانعه والنتائج الكارثيه التي تترتب على هذه التصريحات دليل المستوى الوضيع لهؤلاء ومن يدفع الثمن المواطن العادي. في لبنان كما في سوريا الشعبين رهينه ويتم ابتزاز العالم بحجة المدنيين لتحقيق مصالح ضيقه. كل ادعاءاتهم كذب وكل شعاراتهم دجل!!
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات