بعد استهدافها لجيش روسيا.. هل تشعل بيرقدار أزمة بين أنقرة وموسكو؟

بعد استهدافها لجيش روسيا.. هل تشعل بيرقدار أزمة بين أنقرة وموسكو؟

على الطريقة التركية؛ نشرت القوّات العسكرية الأوكرانيةتسجيلاً كاملاً لاستهداف طائرات بيرقدار المُسيّرة لمواقع عسكرية للانفصاليين الموالين لموسكو في إقليم دونباس شرق البلاد، الأمر الذي فتح باب انتقادات واسعاً من قِبل سياسي روسيا، فهم أكثر من غيرهم خبروا فعاليّة تلك الطائرات في الشمال السوري.

هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية قالت في بيانٍ لها "إنّ مجموعة من مدافع الهاوتزر D-30 التابعة للقوات الإرهابية الروسية أطلقت النار على مواقع القوات الأوكرانية، وأصيب جنديان من القوات المسلحة الأوكرانية بجروح خلال القصف وقتل أحدهما فيما بعد"، وأضاف البيان: "من أجل إجبار العدو على وقف إطلاق النار، تم استخدام طائرات بيرقدار بأمر من القائد العام للقوات المسلحة لأوكرانيا، ولم تعبر الطائرة بدون طيار خط التماس ودمرت مدفعاً واحداً من مدافع قوات الاحتلال الروسي بقذيفة موجهة".

وما إن انتهت العمليّات العسكرية، حتى بدأ سيل من الانتقادات الموجّهة، ليس لأوكرانيا، بل لتركيا التي زوّدت الأوكرانيين بتلك الطائرات، فالروس قبل غيرهم يعلمون قدرات تلك الطائرة، وما تزال صدى الجملة التي قالها أحد مرتزقة عصابة حزب الله (حصدونا حصد) تتردد من الكرملين مروراً بالدوما ووصولاً إلى وزارة الدفاع الروسية، واليوم بدأ الروس يتذوقون طعم البيرقدار في الشرق الأوكراني بعد إعلان عدد من أتباعهم هناك (100 شخص) عن إعلان جمهورية لم يعترف بها أحد حتى الآن، وهي جمهورية دونيتسك الشعبية.

انتقادات روسية

خلال اليومين الأخيرين عجّت الصحف والمواقع الإخبارية الروسية بعشرات التصريحات المُنتقدة لوجود البيرقدار على الأراضي الأوكرانية، على الرّغم من أنّ الحكومة الأوكرانية اشترتها من تركيا ودفعت ثمنها، وهو ما أكدّه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو "إن الطائرات المسيرة تركية الصنع المستخدمة في منطقة دونباس عائدة لأوكرانيا"، وأضاف: "أي سلاح تشتريه دولة ما من تركيا أو غيرها لا يمكن الحديث عنه على أنه سلاح تركي أو روسي أو أوكراني، وإنما يصبح ملكاً للبلد الذي اشتراه".

موقع روسيا اليوم قال إن هذه "ليست المرة الأولى التي شوهدت فيها "بيرقدار" في سماء دونباس، حيث كانت تقوم بمهمات استطلاع فقط، وتشير مصادر متفرقة بحسب روسيا اليوم إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم ما لا يقل عن 12 طائرة من هذا النوع، والقادرة كذلك على توجيه ضربات المدفعية والصواريخ".

المحلل السياسي ألكسندر نازاروف هدد في مقالٍ له بموقع روسيا اليوم من أن استمرار أنقرة بتصدير السلاح إلى أوكرانيا هو مصدر إزعاج قوي لموسكو، يقول نازاروف: "بعد إسقاط الطائرة المقاتلة التركية للقاذفة الروسية من طراز (سو-24) في سماء سوريا، وحتى بعد اعتذار الرئيس أردوغان بفترة طويلة، حظرت روسيا استيراد الطماطم التركية، وأوقفت الرحلات الجوية إلى تركيا بالنسبة للسائحين الروس، وهو ما مثّل وقتها ضربة قوية للاقتصاد التركي".

وتابع نازاروف مهدداً: "أعلنت أوكرانيا الاستيلاء على قرية "ستاروماريوفكا"، التي تعدّ وفقاً لاتفاقيات مينسك، تابعة لجمهورية (دونيتسك) ومن بين السكان المحليين الذين تم أسرهم، هناك حوالي 40 مواطناً روسياً، يستخدمهم الجيش الأوكراني كدروع بشرية، بينما يقوم بتجهيز مواقع دفاعية في القرية مباشرة".

بدوره رئيس لجنة الدفاع بمجلس "الدوما" الروسي أندريه كارتابولوف أكد أنّ استخدام الجيش الأوكراني للطائرات بدون طيار في دونباس سيؤدي إلى مزيد من تصعيد الأزمة الأوكرانية، وأضاف: "في الوقت الحالي، اكتسبت لوغانسك ودونيتسك بعض الخبرة في مكافحة الطائرات بدون طيار، بناءً على تجربة صد الأعمال العدائية في مناطق أخرى من العالم، هناك وسائل مناسبة يمكن أن تقلل أو تلغي بشكل كبير قدرات هذا الجهاز" حسب زعمه.

الرئاسة الروسية ذهبت أبعد من ذلك؛ وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن تصدير تركيا طائرات مسيرة إلى حكومة أوكرانيا قد يؤثر سلباً على الوضع في منطقة دونباس جنوب شرق هذا البلد، وتابع "للأسف، تتحقق مخاوفنا من أن تصدير مثل هذه الأنواع من الأسلحة إلى العسكريين الأوروبيين من شأنه أن يؤدي إلى تقويض الاستقرار في خط التماس في منطقة نزاع جنوب شرق أوكرانيا".

إذن؛ اخترق صدى محركات البيرقدار الآذان الروسيّة، وباتت اليوم تعلم جيداً أن استخدام الجيش الأوكراني لهذا النوع من الطائرات من شأنه أن يقوّض مشروعه التوسعي شرق أوكرانيا، وباتت كييف قادرة مع هذه الطائرات على اقتناص الأهداف الروسية التي وضعتها في الجمهورية التي لم يعترف بها أحد حتى الروس أنفسهم، الذين يرغبون بضمِّ هذا الإقليم إلى أراضيهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات