التطهير الطائفي طريقهم للبقاء..الميليشيات الشيعية تلاحق سنة ديالى

التطهير الطائفي طريقهم للبقاء..الميليشيات الشيعية تلاحق سنة ديالى
تواصل الميليشيات الطائفية الشيعية عمليّات التطهير الطائفي لسكان القرى السنيّة في قضاء المقدادية شمال محافظة ديالى العراقية، وذلك بعد أن قتل تنظيم داعش عدداً من أفراد تلك الميليشيات، وقالت مصادر خاصة لأورينت إنّ تنظيم داعش قتل 12 شخصاً من قرية الهواسة الشيعية ينتمون إلى قبيلة بني تميم.

تطهير طائفي

لم تنتظر الميليشيات الشيعية طويلاً، لتبدأ حملة تطهير طائفي بحق العرب السنّة الموجودين في محافظة ديالى الحدودية مع إيران، ولاحقت السنّة في كافة القرى التي هربوا إليها، وأظهرت صور ومقاطع فيديو ملاحقة تلك الميليشيات للعوائل السنيّة في القرى التي فرّوا إليها، حيث اتجه النازحون من قرية نهر الإمام التي شهدت مجزرة كبيرة من قبل الميليشيات الطائفية، لقرية مجاورة هي "شوك الريم"، وبعد يومين تعرضت القرية لقصف بالهاونات؛ بسبب استقبالها للمهجرين من القرية المستهدفة.

عمليات القتل المُمنهج التي تجرب حالياً في محافظة ديالى تجري في ظل وجود 18 جهازاً أمنياً بالمحافظة، غير أنّ جميع تلك الأجهزة يقودها الشيعة الموالون للميليشيات الطائفيّة، وأكدّت مصادر لأورينت أنّ أحداً من تلك الأجهزة لم يهتم بالنداءات التي أطلقها السكّان، كما إنّ الجيش العراقي الذي يُفترض به أن يقوم بحماية العراقيين، لم يُمارس -والحديث للمصادر- واجبه بحمايتهم من الميليشيات الشيعية، غير أنّه سهّل ارتكابها للمجازر وطالب الأهالي بالهرب منها.

المجزرة التي ارتكبها التنظيم، شكّلت ذريعةً للميليشيات العراقية لتبدأ حملة تطهير طائفي ضد سُكّان المنطقة من السنّة في مشهد أعاد للأذهان عمليّات التطهير التي جرت بين عامي (2006 - 2008)، غير أنّ أسباب الحرب الجديدة التي أعلنتها الميليشيات الشيعية الآن، غير تلك التي انتهت عام 2008.

الخروج من المشهد السياسي

منذ دخول الاحتلال الأمريكي للعراق وإسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدّام حسين؛ تصدّرت الميليشيات المشهد السياسي في العراق، ليشهد العراق ومنذ ذلك الوقت وحتى الانتخابات التي جرت قبل أيام شهد العراق واحدة من أسوأ الحقب التي عاشها في التاريخ.

وخلال هذه الفترة تسلطت إيران على العراق، وباتت صاحبة الأمر هناك، الأمر الذي فجّر ثورة تشرين العراقية ضد كافة الطغمة السياسيّة الحاكمة، وبدا حنق الثوّار (غالبيّتهم العظمى من الشيعة العرب) واضحاً ضد إيران وممارساتها وميليشياتها الحاكمة في العراق، وبدا هذا الأمر جليّاً من خلال الهجوم على القنصليّات الإيرانية في كربلاء والنجف والبصرة، وإحراقها، وهو الأمر الذي أثار رعب نظام الولي الفقيه نتيجة خوفه من فقدان العراق.

أكثر من ذلك؛ أفرزت الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت مؤخراً وجوهاً جديدة ستدخل قبّة البرلمان العراقي، غير أنّها أفرزت أيضاً خروج الميليشيات (الولائية) من المشهد السياسي، والتهديد التي أطلقها مقتدى الصدر بأنّ الحكومة الجديدة ستسحب السلاح غير الشرعي من كافة الميليشيات، تلك الخسارة وما تبعها من تهديدات الصدر؛ أجبرت تلك الميليشيات على افتعال حدث كبير في العراق للمطالبة بالإبقاء على سلاحها وطبعا الذريعة هي مُحاربة تنظيم داعش.

أمّا السبب الثاني، فهو مجاورة محافظة ديالى لإيران، وهي المحافظة ذات الغالبيّة السنيّة، وهذا الأمر بالطبع لن يُرضي إيران، خصوصاً بعد أن خسرت ميليشياتها الغالبيّة البرلمانيّة، والتهديدات التي أطلقها الصدر، لتقوم إيران بالإيعاز لمرتزقتها في العراق بافتعال تلك الأحداث الطائفية، وذلك لتسهيل مهمّتها في السيطرة المُطلقة على العراق، خصوصاً وأنّ ديالى لا تبعد عن بغداد أكثر من ستين كيلومترا، وهي ذات غالبيّة سنيّة، وتنتشر بها بعض القرى الشيعية المُتناثرة هنا وهناك، ولهذا السبب تعمل إيران على إفراغ المنطقة من المكوّن السني بهدف السيطرة على المنطقة  المجاورة لها.

وكان الباحث والمحلل السياسي العراقي عمر عبد الستار قال في حديث سابق لأورينت نت إنّ الانتخابات التي أُجريت مؤخراً هي أزمة جديدة تُضاف إلى أزمات العراق، وهي من تداعيات ثورة تشرين ومقتل سليماني وإزاحة حكومة عادل عبد المهدي، لذلك ربما سيكون دور الحكومة في الأعوام الأربعة القادمة محاولة ضبط الأزمة من أن تنفجر في وقت لا تستطيع الحكومة فيه أن تُسيطر على الوضع، ولا يوجد تحالف دولي يستطيع أن يتعامل معه، وهذا متوقع في ظل انصراف أمريكا عن العراق والحوار السعودي الإيراني وفي ظل خريف إيران الساخن على حدود أذربيجان.

ويعتقد الصحفي العراقي حيدر الجنابي أنّه وخلال الانتخابات الأخيرة لم يتوقف السياسيون عن ضخ جرعات التحشيد الطائفي إلى جمهورهم، حيث (تمسّح) كثير من المرشحين بالطائفة والمذهب على أمل حصد الأصوات بعد دورات برلمانية فاشلة.

التعليقات (2)

    USA is the leader

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    USA after creating ississ they give the political line to kill innocents by iranian troops and was prepared in romania and france with golf money

    nadim

    ·منذ سنتين 5 أشهر
    استراتيجية المجوس الفرس عند احتلالهم لأي بلد1- ,يقومون بزرع المقامات في الأماكن المهمة 2-التصفية الجسدية للنخبة من علماء دين وأطباء ومهنديسين وخطف الفتيات لإجبار الناس للرحيل والهرب .3-نشر الرعب والمخدرات والحبوب وإدخال الزنى والذي يسمونه المتعة تعددت الأسماء والفعل واحد لإغراء الشباب بالتشيع أو قل إذا شئت تحويل الناس إلى المجوسية .4-تشييع ماتبقى من الجهال. 5جلب الغرباء والإستيطان .
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات