4 أسباب تحرم شريحة من فتيات إدلب مواصلة التعليم

4 أسباب تحرم شريحة من فتيات إدلب مواصلة التعليم
أعاد الواقع المعيشي الصعب في المناطق المحررة مجموعة من المشكلات الاجتماعية كانت مندثرة، منها حرمان شريحة كبيرة من فتيات من التعليم وذلك لعدة أسباب يأتي في مقدمتها؛ الفقر المدقع الذي تعاني منه معظم الأسر، والنزوح وفقدان الأمان إلى جانب هيمنة العادات والتقاليد الاجتماعية التي تجعل بعض الآباء في إدلب يعتقدون أن تعليم الفتاة أمراً ثانوياً وأنها في النهاية ستكون ربة منزل.

وفي تصريح لـ "أورينت نت" وصفت الفتاة بثينة الأطرش (١٦ عاماً) ما يصيبها من يأس وإحباط عندما تتذكر أنها لن تتمكن مجدداً من إكمال دراستها وتحقيق حلمها بأن تصبح معلمة للغة العربية، وذلك بعد إجبارها من قبل والدها على ترك المدرسة لكي تتفرغ وتهتم بشؤون المنزل بدلاً من أمها، مضيفة أنها حاولت مراراً إقناع والدها بالعدول عن قراره لكنه رفض، متذرعاً بأنها ستتزوج عاجلاً أم آجلاً وستصير ربة منزل فلا حاجة للتعليم والشهادات.

أما فاتنة البيوش (١٧ عاماً) فتروي لأورينت حكايتها عندما تم حرمانها هي الأخرى من حقها بالتعلم، بسبب الظروف الققاسية التي مرت بها عائلتها،  حيث قتل والدها بقصف طيران نظام أسد على كفر نبل وأوضاعهم المعيشية أصبحت صعبة وخاصة بعد نزوحهم المتكرر، لذا أجبرتها والدتها على ترك المدرسة، كما تلفت إلى أنها في المستقبل لن تسمح لبناتها أن يعانين كما عانت، وستسعى لإكمال تعليمهن مهما كلفها ذلك من ثمن.

وبالنسبة للفتاة منال العيدو (٢٠ عاماً) فتقول: إن الأحوال القاسية جعلت أهلها يجبرونها على ترك المدرسة والزواج في سن الـ ١٦، وبعد أربعة أعوام توفي زوجها تاركاً لها ثلاثة أطفال، فأصبحت تبحث عن طريقة لإعالتهم دون جدوى، مضيفة أنها كانت تتمنى لو أنها أكملت تعليمها لتتمكن من الحصول على وظيفة مناسبة تؤمن لها ولأطفالها حياة كريمة.  

تمييز في التعليم 

وبحسب صفاء الكبتاوي (١٣ عاماً) من مدينة بنش فإن بعض الأهل يميلون للتمييز بين الإخوة وتفضيل الذكور على الإناث في مسألة التعليم، اعتقاداً منهم أن الفتاة لا حاجة لها بالشهادات العلمية، كما وصفت ما حدث معها عندما أرغمها أهلها على ترك المدرسة بعد أن أتمت مرحلة التعليم الأساسي، في حين شجعوا إخوتها الذكور على مواصلة تعليمهم.

ويرى الناشط الحقوقي وائل سرميني (٣٥ عاماً) من مدينة إدلب أن حرمان الفتيات من حقهن بالتعليم يعني خلق فتيات أميات غير قادرات على مساعدة أبنائهن في التعلم مستقبلاً، وكذلك حرمانهن من التمكين الاقتصادي وإبقاء الفتاة في حالة تبعية دائمة للرجل سواء كان أباً أو أخاً أو زوجاً، إضافة إلى ما يسببه ذلك من خلل مجتمعي ينعكس بدوره على مكانة ووضع المرأة في المجتمع.

في حين توضح المرشدة الاجتماعية منى العلي (٤٥ عاماً) أهمية التعليم بالنسبة للفتاة بالقول: يعتبر العلم قوة فكرية للفتاة، ويساعدها على اتخاذ قرارات صائبة في المستقبل، ويعزز ثقتها بنفسها ويجعلها أكثر وعياً وإدراكاً للأمور، كما تصبح أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين والتفاعل مع المجتمع، وتستطيع الفتاة عن طريق العلم أن تحقق ذاتها وتطور شخصيتها، ويحميها هذا بدوره من العزلة التي يفرضها عليها البقاء بالمنزل غائبة عن العالم الخارجي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات