وفي مقال لها بعنوان (عندما ترقص منظمة الصحة العالمية بين أنقاض سوريا) أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هذا الفيديو الذي نشرته المنظمة العالمية وحذفته لاحقاً، هو رسالة تطبيع مع نظام أسد المسؤول عن كل ما حدث في سوريا منذ أكثر من عشر سنين.
وأضافت أن المنظمة حاولت تصوير الحياة في دمشق وكأنها جميلة جداً، وأن كل شيء فيها يسير على ما يرام لدرجة أن العاملين يظهرون في المقطع المصور وهم يرقصون من السعادة ويقفزون على موسيقا غربية والابتسامات تعلو شفاههم، إلى أن ينتهي هذا الاستعراض المُهين برفع علم نظام أسد والأمم المتحدة.
وتابعت "لوموند".. إن الرسالة التي حاولت المنظمة إيصالها عبر هذا الفيديو القصير غير مفهومة وهي على كل الأحوال غير متوافقة مع الوضع القائم في سوريا، فالناس تعيش أزمة اقتصادية وسط الأنقاض المنتشرة على طول البلاد وعرضها، كما إن الحرب لا تزال مشتعلة بعدة مناطق ولا يزال نظام أسد وميليشياته يقصفون المدنيين في إدلب.
تراجع واعتذار
وبيّنت الصحيفة الفرنسية أنه سرعان ما تراجع وفد منظمة الصحة العالمية في سوريا عن موقفه، ففي تغريدة لها على موقعها في تويتر بررت المنظمة المقطع المصور بالرغبة في تعزيز التضامن بين الناس والعزم على مستقبل أكثر صحة للجميع، مضيفة أن فريقها ما لبث أن سحب المقطع بعد ساعات قليلة من نشره، بعد أن أثار ردود فعل غاضبة.
ونقلت عن الخبير السوري ومستشار الأمم المتحدة في بيروت "باسل كغدو" أن هذا الفيديو يوضح خفّة أسلوب هؤلاء الأشخاص في التعامل مع الوضع في سوريا وطريقتهم في رؤية الصراع وكأنها كارثة طبيعية لم يترتب عليها تدمير النسيج الاجتماعي بالبلاد كلها.
واعتبرت "لوموند" أن خطوات الرقص التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية جعلت الناس يتذمرون في مكاتب الأمم المتحدة الأخرى في دمشق، في حين اعتبرها مصدر دبلوماسي مُطّلع على الشأن السوري "مقاربة ليست ذكية للغاية" وتبدو وكأنها هدية صغيرة لنظام أسد.
ولفتت إلى أن الممثلة السابقة لمنظمة الصحة العالمية في سوريا "إليزابيث هوف" ارتكبت نفس العمل عام 2016 حين وجهت تحذيراً من مخاطر التبغ كما لو كان ذلك أولوية، في وقت تتساقط فيه القنابل على المدنيين من قبل نظام أسد إلى جانب الحصار الشديد الذي فرضته ميليشياته على المدنيين في العديد من المناطق الثائرة دون أي كلمة إدانة من جانبها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه -وبحسب السيد كغدو- يجب استنكار تبنّي بعض مسؤولي الأمم المتحدة في سوريا منذ عام 2011 لرواية نظام أسد، وأن هذا الفشل الأخير ليس من المرجح أن يعيد صورة الأمم المتحدة لدى جزء كبير من السوريين الذين يتهمونها بالانفصال عن الواقع.
التعليقات (1)