ماذا وراء نشر روسيا لمقاتلات حربية في مطار القامشلي؟

ماذا وراء نشر روسيا لمقاتلات حربية في مطار القامشلي؟
مع تزايد المؤشرات عن اقتراب عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، ضد ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تبعث الخطوة الروسية غير المسبوقة، المتمثلة بنقل طائرات حربية من طراز "سوخوي" إلى مطار القامشلي في ريف الحسكة رسائل مختلفة لأطراف عديدة.

وكانت الأنباء التي أكدتها مصادر متطابقة، عن إرسال روسيا لطائرات حربية من القاعدة العسكرية الروسية في حميميم إلى مطار القامشلي، قد حظيت بحصة واسعة من المداولات والنقاشات، وتحديداً لجهة تزامنها مع التسخين التركي السياسي والتحركات الميدانية في الشمال السوري.

ويبدو أن روسيا قد تعمدت القيام بهذه الخطوة في هذا التوقيت، للتذكير بوجودها كلاعب رئيسي في المنطقة، وهو ما أكد عليه الكاتب المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد لـ"أورينت نت".

وأضاف عبد الواحد، أن المحاولات الروسية الهادفة إلى توسيع النفوذ في مختلف المناطق السورية، لم تتوقف يوماً، مؤكداً أن روسيا تولي منطقة شرق الفرات أهمية خاصة، نظراً لثروتها النفطية والزراعية من جانب، ولأهمية موقعها في إدارة الشأن السورية داخلياً وفي إدارة العلاقات مع الأطراف الخارجية الأخرى الموجودة على الأراضي السورية، من جانب آخر.

مطار القامشلي وحدود التفاهمات

ومما لا شك فيه، وفق الكاتب أن لإرسال مقاتلات روسية إلى مطار القامشلي، أكثر من رسالة ودلالة، موضحاً: "تحاول موسكو التلويح للأتراك بأنها لن تتخلى عن المنطقة، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال شنت القوات التركية عمليات عسكرية جديدة في المنطقة، لا سيما إن تجاوزت تركيا في عملياتها المتوقعة حدود التفاهمات مع الروس".

وإلى جانب تركيا، يضيف عبد الواحد، أنه قد يكون الهدف أيضاً إيصال رسالة للولايات المتحدة مفادها أن روسيا موجودة في المنطقة، وعبر مطار القامشلي الخاضع لسيطرة حليفها الأسد، يمكنها توسيع قدراتها القتالية في المنطقة".

ورقة أمام تركيا

ولا يذهب القيادي في "الجيش الوطني" النقيب عبد السلام عبد الرزاق، بعيداً عن القراءة السابقة لدلالات الخطوة الروسية، ويرجح خلال لـ"أورينت نت"، أن تزويد روسيا من وجودها في شرق سوريا خلال الفترة اللاحقة.

ويشير إلى حالة من اليقين الروسي بانسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، حيث تعد روسيا العدة لتكون ورقة شرق الفرات بيدها لتزيد من حظوظها في المفاوضات حول الملفات المتشابكة مع تركيا، من سوريا إلى ليبيا وصولاً إلى أذربيجان، وأوكرانيا.

وفي السياق ذاته، يصف الصحفي حسام محمد، الخطوة بـ"التطور بالغ الأهمية"، ويردف: "الواضح في حال دقة هذه الأنباء، أن روسيا تتجه لتثبيت وجودها بقواعد جديدة في الشمال الشرقي من سوريا، بعد اقتصار ذلك الوجود على تحركات لم تكن ذات تأثير كبير في المنطقة التي كانت تعتبر حتى وقت قريب محرمة على الروس بقرار أمريكي".

تفاهمات روسية أمريكية غير معلنة

ويضيف لـ"أورينت نت" أن هذا التطور يشير نوعاً ما إلى وجود تفاهمات أمريكية روسية تم التوصل إليها في الخفاء، وكذلك إلى تفاهمات تم التوصل إليها بين "قسد" ونظام الأسد، وغالباً قد تكون حصلت بموافقة أمريكية ضمنية.

 

وحسب محمد، فإن كل ما يجري من تطورات يدلل على أن موسكو باتت أقرب لواشنطن من أنقرة، خاصة مع عدم وجود تأييد أوروبي واضح لمساعي تركيا في الملف السوري.

 

ويفسر كل ذلك، من وجهة نظر الصحفي تأخر العملية التركية، ويقول: "إن الخلافات مع روسيا والولايات المتحدة، وعدم الوصول إلى تفاهمات سياسية، ساعد الروس على استغلال عامل الوقت ودخول القامشلي وثبيت مواقع سيكون لها دور كبير في المستقبل المتوسط والبعيد".

 

ويستكمل بقوله: "في حين أن تركيا تسعى من خلال عمليتها التي تتحدث عنها إلى ربط غرب الفرات بشرقه، وإتمام السيطرة على ثلثي الشريط الحدودي"، متسائلاً: "بعد كل هذه التعقيدات، هل ستحقق تركيا ما تريده عسكرياً، أم سنشهد تفاهمات سياسية؟".

يذكر أن وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، قد اعتبر في تصريح الخميس، أن اعتداءات الوحدات الكردية/قسد قد زادت، وقال" لم تفِ روسيا والولايات المتحدة بوعودهما حول سحبهم من مناطق في سوريا، وفي وضع كهذا يجب علينا فعل ما يلزم".

التعليقات (2)

    روسيا لاتعرف غير قتل الاطفال

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    الشعب الجبان الذي سرق المانيا لياكل ويتاجر بنساءه، ماذا يمكنه الفعل غي السرقة وقتل الاطفال، وهم جبناء وبوتين ايضا ولولا امريكا لكانوا شحادين عند الخليج، للاسف القذارة الغربية لقتل الاطفال لامثيل لها والصرامي العربية ترجف من الخوف.

    سوريا وطني

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    تركية دولة ارهابية وتقتل الشعوب الأصيلة في المنطقة وأظن أمريكان وروس هم قوتان العظمة ومن يقف في وجهم قد يضيع بين الاقدامهم
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات