وحمل المتظاهرون لافتات تندد بسياسية ميليشيا الجولاني على المستوى العسكري والاقتصادي والفلتان الأمني الحاصل، ونددوا بهجومه على بعض الفصائل بتهم مختلفة بهدف إقصائها وسيطرته المطلقة على محافظة إدلب.
كما رفعوا لافتات تؤكد مطالبهم وكتب على بعضها "أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" و"تقاتل أخاك وعدوك وراك"، إضافة لهتافات رددوها وكان أبرزها "ياالله الشعب أعزل ياالله" "يسقط الاقتتال" "طلعنا للحرية، لا جولاني ولا غيرو، دمرتوا الشام، انتو شبيحة، يسقط الجولاني، تسقط شبيحة الجولاني".
وبحسب فيديوهات بثها ناشطون على "فيس بوك"، اتهم المتظاهرين الجولاني بسرقة سلاح الفصائل الأخرى وتخزينها بكميات كبيرة بالمستودعات في وقت سابق مقابل عدم الدفاع عن المنطقة أمام هجمات ميليشيا أسد وروسيا، وفي الوقت الراهن يهاجم بقية الفصائل بالسلاح الذي سرقه بهدف إقصائها.
وتشهد إدلب في الأيام الحالية اقتتالاً بين الفصائل، بعد هجوم ميليشيا الجولاني على فصيل "جنود الشام" الذي يقوده مسلم الشيشاني وفصيل "جند الله" بقيادة أبو فاطمة التركي، وهما فصيلان منتشران على أهم جبهات الشمال السوري التي تعدّ حصنا استراتيجيا، بمناطق جسر الشغور وريف اللاذقية الشمالي، المنطقة التي عجرت ميليشيا أسد وروسيا عن اقتحامها في السنوات الماضية.
وأثار ذلك الهجوم غضبا شعبيا في أواسط العسكريين والمدنيين في الشمال السوري، لما يشكله ذلك من خطر على الجبهات الاستراتيجية ولاسيما محاولات ميليشيا أسد وروسيا المتكررة لشن عملية عسكرية على أرياف إدلب وتحقيق السيطرة على طريق (M4) على امتداد منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب إلى جسر الشغور غربا وريف اللاذقية الشمالي.
كما تتزامن المظاهرة مع تصعيد لافت بغارات روسية مكثفة على مناطق غرب وجنوب إدلب، ومترافقة بقصف صاروخي على منطقة ترمانين شمالا وأسفرت في حصيلتها الأولية عن مقتل طفل وإصابة مدنيين آخرين، وسبقها تصريحات عدوانية أطلقها الاحتلال الروسي في الفترة الماضية.
ويشتكي سكان إدلب من أوضاع معيشية سيئة بسبب الغلاء الفاحش والتدهور الاقتصادي الناجم عن سياسية حكومة الإنقاذ (الذراع الإداري لميليشيا الجولاني)، إضافة للتضييق الأمني والاعتقالات المتكررة تجاه المدنيين والإعلاميين والانتهاكات المتكررة من عناصر وقيادات الميليشيا (تحرير الشام).
التعليقات (4)