من هو عبد الفتاح البرهان قائد انقلاب السودان وكيف تشبه بحافظ أسد؟

من هو عبد الفتاح البرهان قائد انقلاب السودان وكيف تشبه بحافظ أسد؟
واحد وعشرون عاماً على موت حافظ الأسد؛ غير أنّه كما أورث ابنه السلطة في سوريا، أورث أيضاً طريقة الانقلاب في السودان. عبد الفتاح البرهان المنقلب الجديد على السلطة في السودان، استنسخ تجربة الأسد الأب في انقلابه عام 1970، الذي أطاح برفاقه الذين شاركهم في الانقلابات التي حدثت منذ العام 1963 وحتى انقلابه المشؤوم عام سبعين.

وعلى طريقة الأسد الأب؛ خرج البرهان يوم أمس الإثنين على شاشات التلفزة مُرتدياً بزّته العسكرية؛ وبنبرةٍ لا تخلو من التهديد والوعيد أعلن انقلابه على الحكومة، بعد أن اعتقلت قوّاته ومنذ الفجر العديد من الوزراء ووكلاء الوزارات، مُدّعياً أنّه يُريد تصحيح الثورة، وكأنّه يتمثل بحافظ الأسد بعد انقلابه على رفاقه وإيداعهم السجن.

من هو البرهان؟

لأسرةٍ صوفيّة ومن قريةٍ قندتو النائية بولاية نهر النيل شمال السودان انطلق البرهان. درس المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس قريته، لينتقل بعدها إلى مدينة شندي ويُكمل تعليمه الثانوي قبل أن ينضم للكلية الحربية السودانية ضمنَ ضُباط الدفعة 31.

منذ تخرجه في الكلية الحربية التحق البرهان بوحدات الجيش السوداني العاملة في العاصمة الخرطوم، تدرّج البرهان خلال مسيرته المهنيّة بعدّة مناصب مُبتدئاً بجندي في قوات حرس الحدود ليُصبح قائداً لها ثمّ نائباً لرئيس أركان عمليات القوات البرية، كما اشترك في الحرب بدارفور والحرب بجنوب السودان ومناطق أخرى، وتلقى دورات عسكرية في مصر والأردن وعُيّن قائداً للقوات البريّة للجيش السوداني في شباط/ فبراير من العام 2018.

شغل البرهان منصب المفتش العام للجيش لفترةٍ من الزمن، وفي 26 شباط/ فبراير من عام 2019، وخلال الاحتجاجات التي عمّت السودان والتي طالبت بإسقاط عمر البشير؛ لمع نجم البرهان من خلال القرارات التي أصدرها الرئيس المعزول؛ حيث رُقّي البرهان من رتبة فريق ركن إلى رتبة فريق أول.

عقل العسكري

عبد الفتاح البرهان هو ثالث ثلاثة أبلغوا الرئيس المعزول عمر البشير بقرار عزله، حيث أخرجت المظاهرات التي عمّت السودان الرجل من الظل إلى العلن، وكأنّها كانت الفرصة التي ينتظرها، وككل الديكتاتورات في العالم تحوّل من رجلٍ عسكري قضى جُلّ حياته في العمل بالجيش والقوّات المُسلّحة إلى صاحب المنصب الأول في السودان.

في آب/ أغسطس 2019، وبعد عنف في الشارع ومفاوضات مع "ائتلاف قوى الحرية والتغيير" الذي قاد الاحتجاجات الشعبية، وقّع المجلس العسكري اتفاقاً مع الائتلاف عُرف بـ "الوثيقة الدستورية" ونصّت هذه الوثيقة على مرحلة انتقالية يتقاسم خلالها المدنيون والعسكريون السلطة لقيادة البلاد نحو انتخابات وحكم مدني.

ترأس البرهان بموجب هذا الاتفاق مجلس السيادة الذي كُلّف بالإشراف على إدارة المرحلة الانتقالية، وقبل شهر من انقلابه على القوى المدنية في السودان يوم أمس الإثنين؛ وجّه البرهان نداءه للسودانيين خلال زيارته قاعدة عسكرية في العاصمة الخرطوم، وخاطب السودانيين: "لن نسلم السودان إلى جهة مجهولة وغير معروفة، وإنما تتسلمه قوى وطنية حريصة على أمنه وسلامته ووحدته وشعبه، الذي نعمل الآن على معالجة أوضاعه، وما يزال لدينا أمل في أن نصل في النهاية إلى أن نتّحد كقوى مدنية وعسكرية، حتى نبني السودان الذي يحلم به أبناؤنا، بشعارات حقيقية هي الحرية والسلام والعدالة".

لا صوت يعلو صوت الديكتاتور

بعد قُرابة العامين من المرحلة الانتقالية، اعتاد البرهان على الأضواء، وباتت سلوكياته تشي بأنّه يتصرف على أنه رئيس دولة، وعامله المجتمع الدولي على هذا الأساس، على الرّغم من وجود شريك له بمجلس السيادة، وبات يستقبل المسؤولين والمبعوثين الأجانب الذين يزورون السودان على أنّه رئيس البلاد.

وبعد أن استتبّ له الأمر؛ ادّعى البرهان أنّه يُريد إكمال العملية الانتقالية وقيادة البلاد نحو "حكومة مدنية منتخبة"، غير أنّ الأقوال تكشفها الأفعال؛ حلّ البرهان مجلس السيادة والحكومة الحالية وأعفى الكثير من المسؤولين وأعلن حالة الطوارئ في كل البلاد.

وغداة سيطرة الجيش على السلطة؛ حلّ البرهان النقابات والاتحادات المهنية، وأعلن حال الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، كما أعلن حل أغلب المؤسسات التي كان يفترض أن تؤمن مساراً ديمقراطياً نحو الانتخابات والحكم المدني.

أنهى البرهان انقلابه؛ وأمسك بالسلطة من أطرافها الأربعة، ومنذ اليوم ابتُلي السودانيون بحكمٍ عسكري جديد لا أحد منهم يعرف تاريخ انتهائه، وهو الذي قام بثورةٍ عارمة أطاحت بعد سقوط عشرات الضحايا بحكم عمر حسن البشير الذي وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري على الحكومة المنتخبة حينها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات