السودان.. العسكر يقبضون على الحكم بقرارات جديدة والمظاهرات تستمر

السودان.. العسكر يقبضون على الحكم بقرارات جديدة والمظاهرات تستمر
تتواصل الاحتجاجات الشعبية في السودان المناهضة للانقلاب العسكري الأخير الذي فرض قانون الطوارئ واعتقل الحكومة الحالية ونصّب نفسه حاكماً مُطلقاً للبلاد، ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً بشأن آخر التطورات، خاصة مع ارتفاع حدّة العنف المستخدم تجاه المتظاهرين الرافضين لحكم العسكر والمطالبين بإعادة الشرعية الثورية للسودان.

وذكرت وكالات محلية ودولية منها "الأناضول" اليوم الثلاثاء، أن أربعة متظاهرين قُتلوا وأصيب أكثر من 80 آخرين برصاص قوات المجلس العسكري خلال احتجاجات اندلعت منذ أمس، للتنديد بقرارات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، التي تمثّلت باعتقال وزراء الحكومة الحالية وفرض قانون الطوارئ.

وشهد السودان انقلاباً عسكرياً جديداً يوم أمس، حين أعلن المسؤول العسكري الأول، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة، بعد أن أصدر قراراً بحل مجلس السيادة والحكومة التي يرأسها عبد الله حمدوك، وجميع المؤسسات المدنية والديمقراطية، كما اعتُقل حمدوك ومعظم وزراء الحكومة والأعضاء المدنيين في مجلس السيادة الذي كان يترأسه البرهان نفسه.

بدوره اعتبر البرهان أن قواته اتخذت تلك القرارات والخطوات "لحفظ ثورة ديسمبر 2018" التي أطاحت بحكم عمر البشير حينها، وأنه يسعى بذلك لتصحيح مسار الثورة، حيث أعلن البرهان في كلمة متلفزة يوم أمس فرض "حالة الطوارئ العامة في كل البلاد… وحلّ مجلس السيادة وحلّ مجلس الوزراء"، وأشار إلى أنه متمسك بالوثيقة الدستورية التي توصل إليها العسكريون والمدنيون عقب الثورة السوادنية قبل عامين وحتى "إكمال التحوّل الديموقراطي إلى حين تسليم قيادة الدولة إلى حكومة مدنية".

وتشهد البلاد توتراً واسعاً واستنفاراً عسكرياً مترافقاً مع انقطاع للأنترنت بشكل كبير، مع استمرار المظاهرات المناهضة للانقلاب وخاصة في العاصمة الخرطوم، وسط دعوات من نقابة الأطباء والمصارف وغيرها إلى عصيان مدني واسع للاحتجاج على الانقلاب العسكري الأخير.

حراك ثوري

ودفع ذلك السودانيين للنزول إلى شوارع الخرطوم للتنديد بما أسموه "انقلاب البرهان" عبر مظاهرات شعبية واسعة ترفض تلك الخطوات التعسفية وإعادة البلاد إلى نفق الحكم العسكري وطمس معالم الثورة السودانية المستمرة منذ سنوات، خاصة أن البلاد تعيش في وضع متوتر منذ سقوط حكم الرئيس السابق، عمر البشير واعتقاله في نيسان 2019، والذي أعقبه تسلم البرهان للمجلس العسكري، والذي تعهد في خطابه أمس بالحفاظ على ثورة السودانيين والوصول بالسودان إلى "بر الأمان" عبر الانتخابات الشرعية.

 كما دعا "تجمّع المهنيين السودانيين"، أبرز تيارات الثورة السوادنية إلى "المقاومة الشرسة للانقلاب العسكري الغاشم". وأعتبر أنه "لن يحكمنا العسكر والميليشيات. الثورة ثورة شعب.. السلطة والثروة كلها للشعب".

ومن المتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً اليوم بشأن السودان، وذلك بطلب من المملكة المتحدة وإيرلندا والنرويج والولايات المتحدة وفرنسا وإستونيا، بحسب وكالة "فرانس برس"، وذلك بعد تنديد دولي واسع بدأته الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية.

ويعيش السودان فترة انتقالية مستمرة منذ 53 شهراً، أي منذ سقوط عمر البشير واعتقاله بثورة شعبية أطاحت بنظامه حينها، ومنذ ذلك الوقت تتوزع السلطة بين الجيش والقوى المدنية وبعض الحركات المسلحة ضمن ما عُرف بـ "اتفاق سلام" وقع في 2020.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات