أورينت ترصد أسباب عودة مهنة حلج الصوف لإدلب وآليات العمل (صور)

أورينت ترصد أسباب عودة مهنة حلج الصوف لإدلب وآليات العمل (صور)
تعتبر مهنة حلج الصوف أصعب المهن، إذ إن فرز الصوف وتنظيفه من الشوائب والأتربة والأشواك، وغسله بالماء باستخدام أنواع متعددة من المنظفات، وصولاً إلى تجفيفه وفك تجعيدات أليافه، هي عمليات ومراحل تحتاج الكثير من الجهد والوقت.

ورغم أن هذه المهنة اندثرت بشكل شبه كلي منذ أكثر من عقد، غير  أن الظروف القاسية التي أدت إليها الحرب وخاصة خلال السنتين الأخيرتين دفعت بعض الحرفيين في إدلب وريفها إلى تجديدها.

حلج الصوف .. مهنة بدائية

أحمد الورد يعمل هو زوجته في مهنة حلج الصوف بأدوات بدائية منذ 30 عاماً، حيث كان يبيع الأغطية الشتوية لجميع سكان المنطقة بأسعار مقبولة.

توقّف الورد عن العمل بسبب الحملة العسكرية الأخيرة على ريف إدلب الجنوبي، ونزح إلى مخيمات الشمال السوري، وعاد للعمل من جديد داخل خيمته من خلال شراء الصوف وتجهيزه ثم بيع القطع الصوفية الشتوية.

ويقول الورد لأورينت نت: "في السابق كان تأمين الصوف والعمل به أسهل من الآن وحركة البيع والشراء كانت أقوى بكثير من هذه الأيام، حيث إن المهنة في الوقت الحالي باتت لا تؤمّن الدخل الكافي للعيش".

وأضاف: "كنا نصدّر الصوف والأغطية لمحافظات أخرى، أما الآن فإن المبيع انحصر في مناطق إدلب وريفها ومناطق شمال حلب، لذلك خفّضنا عملنا لأكثر من 60 بالمئة بعد نزوحنا إلى المخيمات".

ولا يقتصر العمل بالصوف على صنع الأغطية بل بات الكثير من النساء يتلقّينَ دورات تدريبية لتعلم مهنة حياكة الصوف، من أجل الحصول على مدخول شهري يساعدهن على المعيشة.

يشاهده جيران الورشة وهو يحمل الصوف يومياً بعد تنظيفه، لينشره على الحبال المعلقة بغرض تجفيفه، معرضاً أليافه لأشعة الشمس، فـ "أبو خالد" يعمل مع عائلته وأقربائه في ورشة غسيل الصوف بالقرب من "مخيم الكريم" الذي يقيمون به شمال محافظة إدلب.

آلية عمل حلج الصوف

يقول أبو خالد لأورينت نت: "أعمل في هذه الورشة الخاصة في تنظيف صوف الخراف منذ شهر أنا و عائلتي، والعمل في هذه الحرفة صعب جداً، عائلتي تعمل في غسل الصوف بالمياه ثم عصره، لأقوم بعدها بدوري بنشره على الحبال وأعرّضه لحرارة الشمس". 

ويضيف: "لم أجد أي فرصة عمل خلال بحثي الطويل، فالعمل في هذا المكان أشبه بالمستحيل، أعيش في المخيم مع عائلتي المكونة من ثمانية أفراد، وهذا ما يجعلني مضطراً للعمل في هذه المهنة الشاقة".

و يعمل أصحاب المهنة على شراء صوف الأغنام بعد ذبحها ثم تنظيفها وتنشفيها، ليتم وضعها على عدة مراحل قبل أن يتم حلجها ثم صنع الأغطية للشتاء أو تصدير كميات من الصوف لمناطق أخرى.

أما أبو عبد الله صاحب الورشة التي تعمل بها العائلة، فيقول لأورينت نت: "لقد قمت باستهداف سكان المخيم للقيام بهذا العمل، فهم الشريحة الأضعف مادياً، ومزاولتهم لهذه المهنة تساعدهم على تأمين أبسط احتياجاتهم".

قد يكون "أبو عبد الله" وعائلته محظوظين لحصولهم على فرصة عمل، مقارنةً بأمثالهم من السوريين النازحين في المخيمات، والذين لا يجدون قوت يومهم، وينتظرون المساعدات من المنظمات الدولية، بالرغم من تقليص المخصصات بشكل تدريجي.

جدير بالذكر أن عشرات المهن القديمة باتت مهددة بالانقراض في شمال غرب سوريا، بسبب غياب الدعم وتوقف حركة الاستيراد والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السكان.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات