خبراء روس: نووي إيران قد يتسبب بكارثة "تشيرنوبل" جديدة

خبراء روس: نووي إيران قد يتسبب بكارثة "تشيرنوبل" جديدة
ربّما الخوف من فشل المشروع النووي الإيراني يُعدُّ أكبر من نجاح ذلك المشروع، فلا خبراء في نظام الملالي يُمكنهم الوقوف بوجه أيِّ خللٍ قد يُصيب تلك المنشآت، ولا جديّة بالتعامل والرد على أيِّ كارثةٍ قد تُصيبها، ولا سيما منشأة بوشهر النووية.

آخر تلك التحذيرات خرجت عن خبراء روس أكّدوا احتمال تكرار "كارثة تشيرنوبيل" في إيران، وذكر تلفزيون "دُرَّ" أن نسخة من الوثائق التي كانت متاحة، حذّر فيها علماء نوويون روس يعملون في محطة بوشهر الحكومة الروسية من حصول هذه الكارثة.

وقال التلفزيون الإيراني المعارض إنّ الخبير الروسي يفغيني ساتانوفسكي حذر صراحةً العلماء الروس من أنّ النظام الإيراني يسير على طريق الاتحاد السوفياتي السابق.

وانتقد ساتانوفسكي وهو رئيس معهد الشرق الأوسط في موسكو المسؤولين الروس لعدم أخذهم التحذيرات على محمل الجد، قائلاً إنهم يعتبرون ذلك أمراً طبيعياً.

وقال الخبير الروسي إن "قادة النظام الإيراني، تجاهلوا تحذيرات العلماء الروس واتبعوا سياسة عدم الشفافية والأمن، واتخذوا نفس مسار قادة الاتحاد السوفياتي السابق"، وأضاف: "إذا استمر هذا الاتجاه؛ فهناك خطر تكرار كارثة تشيرنوبيل المريرة في بوشهر بإيران".

الخوف من فشل إيران

الصحفي زياد الفيفي قال في مقالة له بموقع اندبندنت عربية إنّ باعث المخاوف لا يقف عند مقارنة القدرات الإيرانية بأخرى أكثر كفاءة لم تَسلَم من الأخطاء القاتلة، بل يتجاوز ذلك إلى عدم مراعاتها لضوابط السلامة في تطوير محطتها، بحسب جهات دولية وعواصم إقليمية.

ويضيف الفيفي: "فبجوار محطة نطنز التي اكتسبت شهرتها من كثرة الحوادث التي وقعت فيها، تقف منشأة بوشهر التي طالتها تهمة التسريب أكثر من مرة لعوامل طبيعية لا تملك المحطة قدرة بنيوية عالية لحماية نفسها منها. ففي 2006، ضرب زلزال المدينة المُطلّة على الخليج العربي، قبالة السواحل السعودية الطويلة إضافة إلى الكويت والعراق، قالت تقارير إنه تم رصد مواد مشعّة في مياه الخليج، إلا أن محمد باقر نبوي، مدير عام مكتب البيئة البحرية التابع للمنظمة الإيرانية للحفاظ على البيئة، نفى علاقة بلاده بها".

وذكرت صحيفة ذي تايمز البريطانية نقلاً عن وثيقة سرّية أن محطة بوشهر النووية الإيرانية قد تتسبب في "مأساة مفجعة للبشرية" نظراً لطبيعتها غير الآمنة، وأضافت الصحيفة أن الوثيقة بيّنت وجود احتمال كبير أن يكون مفاعل بوشهر مسرحاً لكارثة نووية قادمة بعد الحادثين اللذين وقعا في محطة تشيرنوبل بأوكرانيا وفوكوشيما باليابان.

وتعود منشأة بوشهر النووية إلى مشروع أطلقته شركة سيمنز الألمانية عام 1975، لكن النظام الإيراني أوقفه مرتين الأولى عام 1979 إبان صعود النظام على السلطة، والثانية إبان حرب العراق عام 1980 إلى 1988، ثم عاودت روسيا استئناف العمل عليه عام 1995 لتضعه في الخدمة عام 1999.

يُشار إلى أنّ كارثة تشيرنوبل تُصنف عالمياً كأسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية حتى الآن، وحدثت الكارثة عند إجراء الخبراء بالمحطة تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء عليها، وأدى خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال، وحدوث انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل.

وتسبب انفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية آلاف شخص، وشككت منظمات دولية أخرى في هذه الأرقام وتوقعت وفاة ما بين عشرة آلاف وأكثر من تسعين ألف شخص نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت، وتنبأت منظمة السلام الأخضر بوفاة 93 ألف شخص بسبب الإشعاعات الناشئة عن الحادث، وسجلت المنظمة الطبية الألمانية ضد الحرب النووية إصابة أربعة آلاف شخص في منطقة الحادث بسرطان الغدة الدرقية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات