محللون يكشفون خيارات النظام للتغطية على أزمته المالية المتفاقمة

محللون يكشفون خيارات النظام للتغطية على أزمته المالية المتفاقمة
أعلن نظام أسد مؤخراً عن عجز كبير في موازنته لعام 2022 حيث وصلت نسبتها 30 في المئة، من إجمالي الموازنة البالغ 13.325 ترليون ليرة سورية.

وشكك خبراء اقتصاديون في دقة هذه البيانات الاقتصادية، وتحدثوا لـ"أورينت نت"، عن أرقام عجز أكبر بكثير من التي أُعلن عنها، وعن صعوبة تغطيتها إلا في حالة واحدة، وهي لجوء النظام إلى طباعة العملة السورية بصرف النظر عن التداعيات.

طباعة العملة الخيار الوحيد

ويبدو من شبه المؤكد لنائب نقيب الاقتصاديين في الشمال السوري خيرو العبود، أن النظام سيلجأ إلى طباعة العملة، وبفئات نقدية أكبر من الفئات المطروحة.

ويوضح لـ"أورينت نت" أن حكومة أسد مضطرة لطباعة العملة، لدفع الرواتب والمصاريف التشغيلية، مرجحاً أن يلجأ النظام لطباعة فئات نقدية كبيرة لتقليل كلفة عمليات الطباعة.

ويجزم العبود بأن طباعة العملة باتت الخيار الوحيد أمام أسد لتغطية عجز الموازنات، نظراً لعدم توفر الإيرادات عبر الضرائب والجمارك، نظراً لحالة الشلل التي تضرب بنية الاقتصاد السوري.

ويتفق مع العبود الباحث في العلوم الاقتصادية الدكتور رفعت عامر، ويقول لـ"أورينت نت": "إن طباعة المزيد من العملة يكون مطلوباً عندما يكون الطلب على العملة الوطنية أكبر من المعروض منها، وهذا الامر يتحقق عندما يكون الطلب على السلع والخدمات الوطنية كبيرا بالقياس للطلب المحلي على السلع والخدمات الأجنبية".

ويضيف أن "طباعة العملة بعبارة أخرى تصبح ضرورية عندما تكون الصادرات أكبر من الواردات، عندها تكون الحاجة لزيادة المعروض من العملة الوطنية لتلبي الطلب المتزايد على السلع والخدمات الوطنية".

زيادة مستويات الفقر

ويستدرك عامر قائلاً: "لكن، في الحالة السورية فإن زيادة المعروض المالي لسد العجز، سيؤدي إلى ارتفاع جنوني  للأسعار وتوقف عملية الاستثمار التي هي شحيحة أساساً، والى اضطراب السوق وفتح الباب لمزيد من سيطرة المافيات وأمراء الحروب والفساد على ما تبقى من اقتصاد السوق، وبالتالي زيادة مستويات الفقر والجوع".

وعلى النسق ذاته، يوضح الخبير الاقتصادي سمير طويل، أن السوق السورية تعاني أصلاً من تخمة السيولة المحلية، وبالتالي فإن أي طباعة مبالغ جديدة وضخها في السوق، ستؤدي فوراً إلى ارتفاع أسعار السلع بشكل جنوني.

هبوط سعر الصرف

وإلى جانب ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم، فإن من شأن طباعة المزيد من العملة هبوط سعر صرف الليرة السورية، على ما أكد طويل لـ"أورينت نت".

وحذر طويل من آثار كارثية على السوريين، متوقعاً أن يضيق الخناق الاقتصادي على السوريين بمناطق أسد.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى تمهيد النظام لطباعة المزيد من العملات من خلال حديث مصادر موالية عن أن الخطوة باتت وشيكة، وذلك في إشارة إلى حديث الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور شفيق عربش عن حتمية طباعة المزيد من العملة السورية لتغطية عجز الموازن، رغم زيادة التضخم الناجمة عن هذه الخطوة.

من المؤكد، أن تداعيات الحرب المستمرة منذ عقد، قد أدت في نهاية المطاف إلى إيصال الاقتصاد السوري لحافة الانهيار، في حين لا يتوانى أسد عن اتخاذ أي خطوة من شأنها مساعدته على البقاء في الحكم، دون النظر إلى تبعاتها على السوريين الذين باتوا بغالبيتهم المطلقة تحت خط الفقر.

والأرجح أن يُقدم النظام على تقليص الإنفاق الحكومي على دعم السلع الرئيسية والمواد التموينية، وهو ما يعني حكماً زيادة المتاعب الاقتصادية أمام السوريين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات