دراسة أوروبية: دمار من نوع آخر يهدد أهالي الساحل بسبب نظام الأسد

دراسة أوروبية: دمار من نوع آخر يهدد أهالي الساحل بسبب نظام الأسد
قالت دراسة أجرتها منظمة هولندية لبناء السلام (PAX) إنّ صور الأقمار الصناعية العامة والتجارية لتقييم الأضرار التي لحقت بالمياه قبالة ميناء بانياس، حيث تسرب النفط في آب/ أغسطس الماضي، أظهرت تسرب آلاف الأطنان من النفط إلى البحر الأبيض المتوسط.

وأكد التقرير حسبما ترجم أورينت نت أنّ "الهجمات المباشرة على البنية التحتية للطاقة وتدهورها، ونقص الصيانة، وفشل الإدارة البيئية هي المصادر الرئيسية للتلوث في السواحل السورية".

وقال التقرير إنّ مدينة بانياس، وهي مكان تمركز الشركة السورية لنقل النفط، والتي تدير أسطولًا من ناقلات تخزين النفط، ترتبط مصفاتها بخطوط أنابيب النفط تحت الماء المرتبطة بناقلات النفط الزائرة، كما إنها موطنٌ لمحطة طاقة حرارية تولد الكهرباء باستخدام زيت الوقود الثقيل وتقع على الشاطئ.

وأشار التقرير إلى أنّ جزءا كبيرا من البحر الأبيض المتوسط يُعاني بالفعل من التلوث، ومع ذلك، فقد وجد التقرير أن عقدا من الصراع في سوريا حول ساحلها إلى مصدر قلق بيئي كبير، حيث دمّرت وما تزال التسريبات وتصريفات المياه العادمة الناجمة عن الحرب التي شنّها أسد على السوريين وما تسببته من قتلٍ لمئات آلاف السوريين وتشريد ما يقرب من نصف السكان.

تسرب النفط المدمر

وكشف الاستشعار عن بعد الذي أجرته PAX زيادة الانسكابات بين عامي 2019 و2021، وبلغت ذروتها مع تسرب كبير في آب/ أغسطس الماضي من هذا العام وصل إلى المياه قبالة سواحل قبرص وتركيا، وحدث تسرب نفطي في 23 أغسطس الماضي، لما يقرب من 12000 متر مكعب من الوقود في محطة بانياس للطاقة الحرارية على الساحل الغربي الذي يسيطر عليه نظام أسد.

وحذر الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) في أيلول/ سبتمبر كما يقول التقرير من أن التسرب يمكن أن تكون له "عواقب مدمرة محتملة على التنوع البيولوجي البحري والنظم البيئية" وأن آثار الانسكاب "ستظل محسوسة لأكثر من عقد من الزمان".

ونقل موقع ميدل إيست آي عن منسق برنامج الاقتصاد الأزرق المستدام في مبادرة البحر الأبيض المتوسط التابعة للصندوق العالمي للطبيعة ماورو راندوني قوله: "الحد الأدنى هو 15 عاماً، وبعد ذلك يمكن أن تصبح المخاطر أعلى".

وأشار التقرير إلى أن الشواطئ والشعاب المرجانية والكثبان الرملية في اللاذقية، الواقعة شمالاً على الساحل السوري، تأثرت بشكل كبير نتيجة الانسكاب النفطي.

بدوره المؤلف المشارك للتقرير فيم زويجنينبيرج حذّر من أن "خطر تكرار السيناريو - أو ما هو أسوأ – مرتفع".

وقال لوكالة فرانس برس زويجنينبيرج إنّ هذه المخاوف لا تزال قائمة بعد التسرب النفطي في 23 آب/ أغسطس، حيث لم يتم تخصيص أي موارد لإصلاح واستعادة البنية التحتية للطاقة والمياه المتهالكة والمتداعية.

وأشار إلى أنّ نظام أسد يمتنع عن تطبيق اللوائح البيئية، بينما التهديدات بالتخريب ضد ناقلات النفط الإيرانية التي تنقل النفط ما تزال موجودة.

مخاطر صحية حادة

وإضافة إلى الساحل السوري، وجد تقرير PAX أنّ التلوث هناك يؤثر أيضاً على بقية الشعب الذي يعاني حالياً من الجفاف الشديد، حيث تؤثر الانسكابات النفطية على مصادر المياه وكذلك الأراضي الزراعية.

وفقا للأمم المتحدة، فإنّ سوريا تواجه حالياً كما يقول التقرير أسوأ موجة جفاف منذ 70 عاماً، وحذرت جماعات إغاثية في أغسطس/ آب من أن سدّين في شمال سوريا - يزودان ثلاثة ملايين شخص بالكهرباء - معرضان لخطر الإغلاق الوشيك نتيجة المياه.

في غضون ذلك، شهدت مناطق الحسكة وحلب والرقة ودير الزور زيادة في انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، وقال التقرير إن "البيئة السورية بأكملها تعاني بشدة بسبب الصراع، ولا يمكن أن يشكل ذلك مخاطر صحية حادة للمدنيين من التعرض للمخلفات السامة للحرب فحسب، بل يمكن أن يمتد الضرر ليصل إلى الموارد الطبيعية ويؤثر على سبل العيش والتنوع البيولوجي، بما في ذلك الآثار التي تتفاقم بسبب آثار الجفاف وموجات الحر المرتبطة بالمناخ".

وختم التقرير بأنّ نقص هطول الأمطار في المنطقة بأكملها يحتوي على مخاطر جسيمة على مستقبل الزراعة والحصول على مياه الشرب والكهرباء، والتي غالباً ما تتفاقم بسبب الإغلاق المتعمد لتدفقات المياه في الأنهار ومحطات الضخ.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات