على خطا أسد.. قسد تهدد موظفيها: التشبيح مقابل الوظائف

على خطا أسد.. قسد تهدد موظفيها: التشبيح مقابل الوظائف
تُجبر ميليشيا قسد التي تُسيطر على مناطق واسعة شرق نهر الفرات المعلمين والموظفين لديها على الاشتراك في منصات التواصل الاجتماعي، والدخول بحملات مناصرة ودعم لتلك الميليشيا، كما يُطلب من المتقدمين لوظائف التدريس أن يأخذوا دورة مصممة لتمجيد قوات سوريا الديمقراطية وقاداتها.

وذكرت "تي أر تي الدولية" أنّ البلدات والأحياء ذات الأغلبية العربية في شمال شرق سوريا تتعرض لتغيير أيديولوجي سريع أطلقته قسد، حيث تستخدم تلك الميليشيا المدعومة من الولايات المتحدة المؤسسات المدنية بما في ذلك المدارس في محافظات الرقة ودير الزور لإحكام سيطرتها في المنطقة وكسب بعض القبول من السكان الأصليين للبلاد.

ونقلت القناة عن أحد المُدرسين في ريف الرقة قوله إن ما أسماها "قوات سوريا الديمقراطية تمارس ضغوطاً عليهم من خلال مكتب التعليم الذي يتبع مجلس الرقة المدني، وهو هيئة إدارية اخترقتها ميليشيا سوريا الديمقراطية يقول المعلم: "بشكل دوري، يبلغنا مكتب التعليم في مجلس قيادة الثورة بمظاهرات في المدينة لدعم أفكار حزب العمال الكردستاني، وهذا يحدث عادةً عندما تخسر قوات سوريا الديمقراطية منطقة في معركة، وأحياناً لا تحتاج المظاهرات إلى سبب محدد، نحن فقط نجمع ونردد الشعارات المؤيدة لقوات سوريا الديمقراطية".

وأضاف المعلم أن قسد فصلت ثلاثة معلمين كانوا من زملائه، من مدرسة في المدينة تشرين في آب/ أغسطس 2019، واعتقلت أحدهم لرفضه المشاركة في المظاهرات التي ترعاها الميليشيا، يقول: "قوات سوريا الديمقراطية تبتزنا قائلة إننا سنخسر وظائفنا ورواتبنا، والأموال التي نكسبها لإطعام عائلاتنا، إذا لم ننضم إلى حملاتهم ومظاهراتهم، نحن لا نهتم بهم على الإطلاق، لا نعرف القائد الذي يتحدثون عنه، ولم نسمع قط بالأسماء الكردية التي يكررونها طوال الوقت لتغيير أسماء المدن العربية مثل تل أبيض ورأس العين".

المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي علي تمي أكد في تصريح لأورينت نت وجود معلومات تفيد بأنّ ميليشيا قسد تطلب من المعلمين وجميع الموظفين لديها إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر والترويج لـ (عبد الله أوجلان) والمشاركة في الحملات الإعلامية لإطلاق صراحه.

وأكد التمي أنّه لا يخفى على أحد أن قسد تستثمر جميع الطاقات في مناطق شرق الفرات، وذلك خدمة لأجندات حزب العمال الكردستاني مستغلين الغطاء الأمريكي، مُشيراً إلى أنّ نظام أسد يعتبرهم (عملاء) لأمريكا استخدمتهم في فترة معينة ضد الثورة السورية، ويبحث النظام حالياً عن مخرج للتخلص منهم بأقلِّ الخسائر.

وأضاف: "باعتقادي هذا الموضوع خرج من سياقه الوطني السوري وتحولت قسد إلى جزء من أجندات حزب العمال الكردستاني في المنطقة، والكرة الآن بحوزة الأمريكان كونهم الداعم الأساسي لهذه القوة على الأرض".

مجرمو حرب

وقالت تقرير الـ (تي أر تي) إنّ عدة مجموعات حقوقية أثارت مخاوف بشأن محاولات ميليشيا قسد المستمرة لتغيير التركيبة السكانية لشمال شرق سوريا، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2019، أصدر مركز أبحاث سوري (حبر) تقريراً سلط فيه الضوء على "الانتهاكات والتغيير الديموغرافي" التي تنفذها قوات سوريا الديمقراطية وفصائلها في شمال شرق سوريا.

وكانت منظمة العفو الدولية قالت في تقريرٍ لها إنّ المدنيين القاطنين في مناطق شمال سوريا الواقعة تحت سلطة الأمر الواقع للإدارة الذاتية التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي يتعرضون لمجموعةٍ من الانتهاكات الخطيرة تتضمن التهجير القسري وهدم المنازل، مُشيرة إلى أنّ سلطات الإدارة الذاتية لم تنفك تتقاعس عن تعويض المدنيين عما تكبدوه من خسائر أو توفير مساكن بديلة لهم، ولا يوجد أي مكان آخر يمكن للمدنيين المتضررين التوجه إليه بعد أن فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، ومع أن البعض منهم قد قرر اللجوء إلى مناطق جنوب تركيا، فما زال البعض الآخر منهم نازحاً داخل سوريا متنقلاً في إقامته على المدارس أو المخيمات أو المكوث في منازل الأقارب.

ويوثق التقرير الذي نشرته المنظمة الدولية قيام أجهزة قسد لا سيما شرطتها وجناحها العسكري بتعمد هدم منازل المدنيين وتهجيرهم، وطال ذلك سكان قرىً بكاملها في بعض الأحيان، ومع أن تُصرُّ على أن سياستها المتبعة على صعيد تهجير المدنيين ليست تعسفية الطابع وإنما جاءت ضرورية لاعتبارات عسكرية أو أمنية أو من أجل حماية السكان، يوثق التقرير حالات تثبت عدم صحة هذا التبرير، وترى منظمة العفو الدولية أن عمليات الهدم المتعمد للمنازل وتهجير السكان ومصادرة ممتلكاتهم الواردة في التقرير الحالي تشكل جرائم حرب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات