قسد تستجدي حلفاءها وتركيا تتوعد.. هل أزفت ساعة الحرب؟

قسد تستجدي حلفاءها وتركيا تتوعد.. هل أزفت ساعة الحرب؟
بترقبٍ شديد، تحشد ميليشيات قسد قوّاتها في المناطق التي اعتادت أن تستخدمها منطلقاً لعمليّاتها العسكرية ضد الوجود التركي أو المناطق المحررة شمال سوريا، وعلى الجانب الآخر يبدو أن تركيا حسمت أمرها بإطلاق عمليّة عسكرية لتطهير تلك المناطق من وجود ميليشيات قسد.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن صالح مسلم عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" قوله إنّ "تركيا تهدف للقضاء على الشعب الكردي وشعوب المنطقة. تريد تركيا القضاء على كل مكونات المنطقة والقضاء على الأكراد أيضاً، ونشر المرتزقة الإرهابيين التابعين لها في كامل هذه المناطق"، حسب زعمه، في حين يعتقد المعارض السوري فارس التمو في تصريحات لأورينت نت أنّ قيام أي عمليّة عسكرية في المنطقة لن يتم دون وجود توافق دولي على هذا الأمر.

وأضاف التمو: "أيّ عملية عسكرية في الشمال السوري مرهونة بتوافق دولي، ميليشيا قسد لا تملك من الأمر أن توقفه أو تمنعه"، وتابع: "هناك استعدادات من الجانبين، غير أنّ استعادات قسد عبارة عن بروبوغندا إعلامية، هي عبد مأمور، وستُسلّم إذا تمّ التوافق على توغل تركي في المنطقة". 

وفي السياق ذاته؛ طالب رئيس المبادرة الوطنية للكورد السوريين المقربة من نظام أسد عمر أوسي بإنشاء غرفة عمليّات مشتركة بين ميليشيا أسد وميليشيا قسد للتصدي لما أسماه "الأطماع التوسعية الاستعمارية التركية في الأراضي السورية"، غير أنّ التمو أكد وجود هكذا غرفة للعمليّات، يقول: "التنسيق بين نظام أسد وقسد لم ينقطع منذ إعلان هذه الميليشيا عن انطلاقها".

وأشار التمو إلى أنّه من الممكن الإعلان عن تشكيل هكذا غرفة الآن، سيكون الهدف من هذا الإعلان إعلامياً بحتاً، ولن يكون له أيّ جدوى على الأرض، غير أنّ النظام لن يستطيع المشاركة أبداً بأي عمل عسكري إلى جانب تلك الميليشيات، فهو وقسد مرهونان بالتوافق الروسي التركي.

بدوره المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي المعارض علي تمي قال لأورينت إنّ الروس يطلبون من الأتراك استبدال بعض المناطق في جبل الزاوية مع أخرى في شرق الفرات، لكن الأتراك مترددون في قبول العرض لأنهم يفضلون التفاهم مع الأمريكان وعدم التصادم معهم في شرق الفرات".

وتابع تمي: "قسد تعمل عكس الأجندات الأمريكية في سوريا وتراعي مصالح الإيرانيين، وبالتالي فالتهديدات التركية هي جديّة، طالما لم تفكَّ قسد ارتباطها مع حزب العمال الكردستاني، وبالتالي تضع قسد حلفاءها الأمريكان في موقف محرج أمام الأتراك" وأضاف: "أعتقد أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت".

صحيفة المونيتور قالت في تقريرٍ لها إنّ استعدادات أنقرة تركز على بلدة تل رفعت شمال غرب سوريا، حيث أدت سلسلة من الهجمات الصاروخية استهدفت المناطق المجاورة التي تسيطر عليها المعارضة السورية المدعومة من تركيا خلال الأسابيع الماضية، إلى مقتل العديد من القوات التركية على الأرض، وأكد الرئيس التركي طيب أردوغان أنّ بلاده مصممة على "القضاء على التهديدات القادمة من تلك المناطق".

ونقلت الصحيفة في تقريرها عن مصادر مطلعة على المداولات بين أنقرة وموسكو، أنه وعلى الرغم من استعداد روسيا لإعطاء الضوء الأخضر لتوغل تركي محدود في سوريا من حيث المبدأ، غير أنّ المحادثات بين العاصمتين حول موقع مثل هذه العملية لم يحسم بعد، مع بقاء الكرملين متردداً في خيار تل رفعت.

وترى المونيتور في تقريرها أنّ سبب اختيار تل رفعت لتكون هدف العملية التركية هو وقوعها على مفترق طرق حاسم يربط بين عفرين ومنطقة درع الفرات وإدلب، وسيؤدي الاستيلاء على المدينة إلى إخضاع المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات في شمال سوريا بالكامل لسيطرة تركيا.

ويذهب فارس التمو إلى أنّ العملية العسكرية المُقبلة من المُتوقع أن تشمل كافة المناطق الموجودة على الشريط الحدودي السوري – التركي، حيث من المُمكن أن تشمل تلك العملية مدن (منبج، عين العرب، الدرباسية، المالكية، رميلان، عامودا وتل رفعت)، وذلك في تطبيق عملي لاتفاق أضنة الذي يسمح لتركيا بالتوغل في الأراضي السورية لتطهير الحدود من الإرهابيين.

ويعتقد التمو أنّ ميليشيا قسد قد تُبدي نوعاً من المقاومة في حال انطلاق العمليّة العسكرية، وذلك بالطبع لحفظ ماء الوجه أمام مؤيديها، غير أنّها تعلم جيداً أنّ انطلاق هذه العملية سيكون بغطاءٍ دولي لن تنفع معه أي مقاومة.

العمليّة التركية المُرتقبة أجبرت ميليشيا قسد على بدء حملة علاقات عامة كبيرة في الدول الأوربية، كونها تعلم أن تركيا لن تقوم بإطلاق هكذا عمليّة دون وجود تنسيق وربّما غطاء دولي، لتبدأ قسد حملة علاقات عامة كبرى في الدول الأوروبية في محاولةٍ منها لإظهار أن التوغل التركي وانحسار سيطرة قسد من شأنه أن يُعيد داعش إلى المنطقة.

ويقول الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي في حديث سابق لأورينت نت إنّ ما تُسوّقه قيادة قسد ومسد خلال الحملة الدعائية التي تشمل الندوات وغيرها مع الشخصيات الغربية البارزة والوقفات الصامتة والعمل الإعلامي والحقوقي، لا يعني صحّة ما تزعمه، فعلى سبيل المثال حزب العمال الكردستاني يقود الإدارة الذاتية وقسد بكامل التفاصيل وليس مجرّد المشاركة والتمثيل، وهذه القضية هي أصل الخلاف بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي الذي بدوره يعارض الوجود العسكري التركي في سوريا. كما إنّ قسد تُحاول احتكار تمثيل الأكراد وتضليل الرأي العام الغربي في هذا الصدد.

إذاً؛ فالأيام القليلة المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت، وتنبئ مقدماتها بأنّها لن تكون سهلةً على ميليشيا قسد، فتاريخ المواجهات العسكرية التركية مع ميليشيا قسد يؤكد أنّ هذه العمليّة لن تطول كثيراً، فهل ستكون هذه العمليّة وكما قيل بتوافق تركي روسي أمريكي من شأنّه أن يجعلها سريعة وقليلة الخسائر؟، أم إنّها ستكون مفتوحة على احتمالات لم تكن محسوبة؟.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات