في العاطفة الوطنية

في العاطفة الوطنية
هل هناك حياة نحياها خالية من العواطف؟ وهل لحضورها أثر إيجابي أم سلبي في سلوكنا ،ليكن الجميع على علم أنه ما من حقل من حقول البشر إلا وللعواطف فيه مكان،حتى في الرياضيات هناك من يحبها وهناك من يكرهها، والموقف العاطفي لا يرتد إلى المصلحة أبداً وإنما إلى موقف من الحياة،بل وإن الموقف من الحياة قد ينتصر على المصلحة.

حديثي لا ينصب على العواطف بعامة بل على العاطفة الوطنية.

العاطفة الوطنية بالتعريف حب الوطن.

فالوطن هو اللغة والعادات والتقاليد والطبيعة والقرابة والصداقة وعادات الأفراح والأتراح وثقافة الطهو والموسيقى والأغنية والفلكلور والحرية والكرامة والانتماء والولاء له.

وكل من يظن بأن مواطناً غادر وطنه عن طيب خاطر فهو واهم، لا أحد يترك وطنه إلا إذا أحس بالخطر داخله ،من خطر الجوع إلى خطر السجن إلى خطر القتل إلى خطر القمع.

فحب الوطن لا يمكن أن يعيش في ظل الخوف على الحياة داخل الوطن.

ماذا تفعل الدكتاتورية في الوطن: تحمل الناس يحسون بالخطر على الفرار من الوطن.

فالدكتاتور يماهي بينه وبين الوطن من حيث إن لا وطن إلا في ظل الدكتاتورية،ومن يحب الوطن فيجب أن يحب الدكتاتور.

لقد سادت جملة تقويمة عند الطغام حين يريدون ذم شخص أو مدحه،خائن الوطن،وخائن الوطن يعني خان الدكتاتور،ويحب الوطن يعني يحب الدكتاتور.فصار حب الوطن وكره الوطن مرادفين لحب الدكتاتور وكره الدكتاتور.

مع إن الحقيقة هي إن الوطني الحق أي الذي يحب الوطن هو الذي يكره الدكتاتور الذي يستبد بالوطن،ويتخذ موقفاً مؤيداً لأية حركة متجاوزة للدكتاتورية أياً كانت.

فمن يمتلك العواطف النبيلة وهو يرى أطفال الغوطة ملائكة أشلاء مكدسة بفعل أدوات القتل الهمجية ويسمع صرخات اﻷمهات الثكالى سيكون ودون أي تردد متعاطفا مع الغوطة وأهلها.والعواطف النبيلة لا تتجزأ.إذ لا يمكن أن تكون في اﻵن نفسه ضد قتل اﻷطفال هنا ومع قتل الأطفال هناك.

وبالمقابل لا يمكن لكائن بشري قادر على الحزن والفرح والحب أن يكون إلى جانب النظام الدكتاتوري القاتل. ولأن العلاقة وطيدة بين العواطف واﻷخلاق فإنك واجد أن من لا عواطف نبيلة له منحط أخلاقياً ومن هو منحط أخلاقيا منحط عاطفياً.

ولهذا ليس مصادفة أن ترى أن جميع الدكتاتوريين منحطين أخلاقياً وعاطفياً.

والأكثر انحطاطاً منه أولئك الذين يقدمون خطاب التمجيد لجرائمهم.

هناك من يعلنون عن حب الطاغية لأنهم يكرهون الأصولية العنفية،إنه لأمر يدعو للضحك.

وبالمناسبة حب الطاغية ليس حباً أبداً،إنه تبعية مرتبطة بغرض وضيع،تماماً كما إن حب العنف الأصولي ليس سوى الانتماء إلى نوع آخر من الدكتاتورية.

ولذلك حين نصف جماعة بأنها ذات عواطف نبيلة أو شخصاً بأنه يصدر في موقفه من عاطفة نبيلة فإننا نربط مباشرة بين النبالة والعاطفة المرتبطة بالموقف من الحياة.

فالعاطفة، كما أشرت مرتبطة دائماً بموقف أخلاقي،ولهذا فالإنسان الأخلاقي لا يتعاطف مع الشر،فالتعاطف ذو صلة وطيدة بحب القيم الإيجابية.

ويجب أن نميز بين العاطفة بوصفها شعوراً نبيلاً والانحياز،كل عاطفة نبيلة هي انحياز أخلاقي،ولكن ليس كل انحياز هو عاطفة.

فمن لا يهزه دمع اﻷم الثكلى حتى ولو كانت أم قاتل شخص بلا قلب وبلا ضمير أخلاقي. فالثائر قلب يفكر وعقل يشعر، فيما المجرم بلا قلب وبلا عقل.

الثائر هو الممتلئ بحب الوطن بوصفه وطن الحرية والكرامة الإنسانية وحب العيش المشترك.

التعليقات (1)

    HOPE

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    بداية عهد حافظ اسد كانت بيع الجولان والثمن ضمان حكم سوريا له ولاولاده . بكل بساطه فاقد لشيء لايعطيه العلويه اعطوا سوريا الكراهيه والحقد والدم وبالمقابل دفعوا الثمن من دمائهم لبقاء حاكم ارعن لايفهم من معاني الوطنيه الا كم من السوريين يقتل بداعي الارهاب لبقاءه في الحكم. القاتل لا يناقش بالوطنيه لانه حيوان بلا احاسيس. ويسمحلنا فيها هي دريد لحام فريد عصره.....
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات