تصريح مريب للمتحدث باسم ضحايا انفجار بيروت وأصابع حزب الله حاضرة

تصريح مريب للمتحدث باسم ضحايا انفجار بيروت وأصابع حزب الله حاضرة
طالب الناطق باسم لجنة أهالي ضحايا انفجار بيروت، إبراهيم حطيط، في تسجيل "مُريب" المحقق العدلي بقضية انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار بالتنحّي، ما أثار الشكوك حول دور ميليشيا حزب الله بتهديد المتحدث لإطلاق تلك التصريحات المنافية لموقف الضحايا أنفسهم، ولاسيما إصرار الثنائي الشيعي على تنحية البيطار كونه بدأ بكشف دورهم بتفجير المرفأ.

وظهر حطيط في التسجيل المفاجئ على مواقع التواصل الاجتماعي يتلو بياناً وهو بحالة ارتباك وتلفُّت ويبدو  مُحاطاً بمسلّحين يفرضون عليه تلاوة البيان الذي قال فيه مخاطباً القاضي طارق البيطار: "نحن وضعنا دمنا عندك ولكن ما حصل يشير إلى تسييس واستنسابية فاضحة ووصلت الأمور إلى إراقة دماء الأبرياء، لذا، نحن نطالبك بالتنحي لإفساح المجال أمام محقق عدلي آخر يكون أميناً على دمائنا".

وشكك أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت بتصريحات حطيط باعتباره متحدثاً باسمهم وبموافقتهم، وقال وليام نون شقيق الضحية (جو نون)، لـ”صوت لبنان”، إن "ما صدر عن المتحدث باسم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت إبراهيم حطيط كان تحت التهديد وهذه ليست لغته، ولن نلومه على موقفه المستجد”.

ونقل "صوت بيروت انترناشونال" عن مصادر قريبة من حطيط أن الأخير تعرض للتهديد من ميليشيا حزب الله وأنه "تم استدعاؤه وتسليمه البيان المنسوب إليه لقراءته مباشرة، وتم إرسال عناصر حزبية إلى منزله لإجباره على تصوير مقطع فيديو وقراءة البيان"، مؤكدة في الوقت ذاته، أي المصادر، أن حطيط تعرض لتهديدات سابقة من الميليشيا التي حاولت مراراً التدخل لإيصال رسائل من خلال حطيط لإظهار أن أهالي الضحايا "يوافقون حزب الله الهواجس نفسها".

تصريحات مشابهة ومسرحيات سابقة

واللافت في تصريحات حطيط الواردة في الفيديو "المستغرب" كان التشابه الواضح مع تصريحات متزعم ميليشيا "حزب الله" حسن نصر الله حول الاتهامات الموجهة لقاضي التحقيق البيطار، وخاصة مصطلحات "تسييس واستنسابية التحقيق" وربط التحقيقات بالضغوط الأمريكية ورفض تدويلها على غرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، وهي أسطوانة الثنائي الشيعي التي ترددت في تصريحات مسؤوليهم خلال الأيام الماضية.

كما استذكر اللبنانيون مسرحية "الفيديو المفبرك" التي ألفها وأخرجها "حزب الله" عام 2005، حين ظهر المدعو "أحمد أبو عدس" يتبنى فيه اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من ميليشيات حزب الله ونظام أسد لإبعاد الاتهامات عنهم بما يخص اغتيال الحريري في ذلك الوقت.

أهالي الضحايا يرفضون

بدورهم رفض أهالي ضحايا إنفجار مرفأ بيروت، الموقف المفاجئ لمتحدثهم، إبراهيم حطيط، عبر بيان قالوا فيه: "نَحنُ أهالي أَكثَر مِن مئتي شهيد وضحيّة وآلاف المصابين وَمِئات آلاف مِن المتضرّرين، وضعنا ثقتَنا بالمحقّق العدليّ القاضي طارق البيطار وَمِن ضمنِنا السيّد إبراهيم حطيط ٱلَّذي كانَ خِطابُه عَلى الدوام يصبُّ بِهٰذا الاتّجاه. إِنَّما يبدو أَنَّ ظروفًا مستجِدّة أدّت بِهِ إِلى إصدار بيانِه الأخير المستغرَب باسم عوائل الضحايا، علمًا أنَّ هٰذا الموقف لا يمثّلُهم وَلا يمثّلُنا أَبَدًا".

وأضاف الأهالي في بيانهم: "َما زلنا نَحنُ، أهالي وذوي الضحايا كَما الجرحى، ثابتين عَلى مواقفِنا السابقة فيما يخصُّ الثقة الَّتي أوليناها للقاضي البيطار لتولّي التحقيق بالقضيّة. ونؤكّد هُنا أَن قضيّتَنا أَعَلَى وأسمى مِن زَجّها في التجاذبات السياسيّة والطائفيّة والسلطويّة. ونشدّد مجدّدًا عَلى ضرورة امتثال كافّة المطلوبين إِلى العدالة أَمام التحقيق، ونجدّد الوعد أَن دماء أهلِنا وأولادِنا وأخوتِنا وجرحانا لَن تذهب سُدًى وسنقوم بِكُلِّ الخطوات الرامية إِلى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة، واقفين سَدًّا منيعًا ضدّ أَيّ تدخلات في عمل القضاء".

ويتهم الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) القاضي البيطار بتسييس تحقيقات انفجار مرفأ بيروت بعد إصدار البيطار مذكرة توقيف غيابية بحق أحد الوزيرين السابقين في "حركة أمل"، علي حسن خليل وغازي زعيتر، حيث قام الوزيران (خليل وزعيتر) برفع دعوى قضائية ضد البيطار وطالبوا بنقل قضية التحقيقات إلى قاضٍ آخر، ليتم تعليق التحقيق بموجب تلك الدعوة مع ضغوطات إضافية يتعرض لها البيطار من مسؤولي ونواب الثنائي. 

كما لوّح الثنائي بالتصعيد بكافة الوسائل لوقف التحقيق ولأجل ذلك نزل مسلّحوهم إلى شوارع بيروت أول أمس بهدف فرض مطلبهم بالسلاح والتشبيح والتحريض المذهبي والطائفي، وهو أمر وصل لاشتباكات عنيفة مع مجموعات مناهضة وسط المدينة، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.

wZLw_0boD0w

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات