سببان يجعلان "التعليم عن بعد" نقمة على أبناء المحرر بزمن كورونا؟

سببان يجعلان "التعليم عن بعد"  نقمة على أبناء المحرر بزمن كورونا؟
مع تفاقم انتشار فايروس كورونا (كوفيد19) في مناطق الشمال السوري المحرر، قررت مديرية التربية توقيف إرسال الطلاب إلى المدارس لمنع انتشار الفايروس والاكتفاء بتعليمهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولاقى الأمر موجة سخط واسعة بين المدنيين بسبب عدم قدرة الطلاب على إكمال تعليمهم، بالإضافة إلى أن الكثير من الأهالي وضعوا أبناءهم في مدارس خاصة مقابل مبالغ تصل إلى 30 دولاراً على الطالب شهرياً.

ويشكو الكثير من الأهالي من دفع مبالغ طائلة شهرية كنفقات تعليمية لأبنائهم مقابل جلوسهم في المنزل، وحصولهم على دروس عن طريق الإنترنت لا تساعد الطلاب على فهم موادهم خصوصاً المواد العلمية والرياضيات والفيزياء.

"خالد الأيهم" وهو عامل في مجال مواد البناء لديه طفلان في الصف الأول والثاني الابتدائي قام بإرسالهم إلى مدرسة خاصة في منطقة سرمدا بعد توقف مدارس التربية عن العمل بسبب انقطاع الدعم.

يشكو الأيهم من توقف أولاده عن التعليم بسبب انتشار فايروس كورونا واقتصار  تعليمهم على الإنترنت من خلال دروس من قبل المدرسين، والتي لا تحقق نسبة ١٠ بالمئة من الفائدة للطلاب بحسب قوله.

وأكد لموقع أورينت نت: "أقتطع كل شهر من مدخولي ما يقارب 50 دولاراً من أجل تدريس أولادي، لكي لا يتسربوا عن مدارسهم ولكن بعد انقطاعهم عن المدرسة أصبحنا ندفع أموالاً بشكل شهري دون مقابل، سوى بعض الدروس على الإنترنت والتي لا تحقق أدنى شروط مستويات التعليم".

وأضاف: "يجب أن يتم إلغاء القسط في ظل الانقطاع لأن التعليم عن بعد لا يمكنه تحقيق نتائج بمقارنة بالدروس الفيزيائية، فالطلاب انقطعوا كثيراً عن التعليم أثناء الحملات العسكرية وهم بحاجة إلى برامج دراسية مكثفة من أجل تعويض الفراغ التعليمي".

وطالب الأيهم المدارس بإلغاء أيام العطلة مستقبلاً في حال تشبّثوا بقرارهم استلام القسط الشهري من الطلاب، لأن معظم الأهالي نازحون ويقتطعون من لقمتهم من أجل تعليم أولادهم.

وقررت حكومة الإنقاذ إغلاق المدارس والمطاعم والمرافق العامة بسبب تفشي وباء كورونا و عدم قدرة القطاع الصحي على تحمل أعداد الإصابات الكبيرة.

من جهته قال أحمد نجار وهو مدير مدرسة المعرفة الخاصة، إن "طرق التعليم تنوعت خلال العطلة و لكن كلها في خانة التعليم عن بعد، فمن الدروس المسجلة (صوت و صورة) إلى دروس "أوفيس"، بالإضافة إلى تسجيلات صوتية و يتبعها عملية متابعة للطلاب على مجموعات (الواتس أب) و هي عملية متعبة جداً للأهل والمعلم".

وأضاف في حديث لأورينت نت أن "هذه الطرق تعتبر السبيل الوحيد المتاح البديل عن التعليم الفيزيائي، رغم أن جدواها ضعيفة و متعبة و لكن أفضل من الانقطاع".

وأوضح النجار: "بالنسبة للأقساط الشهرية لن يتم حسم أي مبالغ مالية و لكن بالمقابل سيتم تعويض هذه العطل بأيام أخرى، تُضاف في آخر العام، فيما نواجه صعوبة بإيضاح طريقة التعويض وبالمقابل صعوبات في تحصيل الأقساط".

وأكد أنه "بالنسبة للخطط المستقبلية سيكون التعليم عن بعد ضمن مجموعات الواتس فهي أفضل من الانقطاع مع إمكانية تخفيض الأقساط بما يتناسب مع جهد المدرسين".

وقالت منظمة "أنقذوا الأطفال" إن اثنين من بين ثلاثة أطفال في الشمال السوري لم يعد باستطاعتهم الذهاب إلى المدرسة وإكمال تعليمهم، بسبب تفشي فيروس "كورونا المستجد"، إضافة إلى الفقر الشديد، وغياب الدعم عن قطاع التعليم.

بدوره، كشف محمود الباشا رئيس دائرة التعليم الأساسي في مديرية التربية والتعليم أنه "بالنسبة لأسباب إغلاق المدارس خلال الوقت الماضي كان بسبب عدم الجاهزية للتعقيم أو توصيل اللوجستيات الكاملة للمدارس والكمامات، كذلك نحن بحاجة لوقت من أجل إعطاء اللقاح للكادر التعليمي".

وأضاف في حديث لأورينت نت أنه "بالنسبة للتعليم عن بعد ليس له منافع كثيرة بسبب أن قسماً كبيراً من الطلاب لا يملك جوالاً وخاصة الطلاب الذي يقيمون بالمخيمات وربما العائلة التي فيها أكثر من طالب لا تملك غير جوال واحد وهم يحتاجون إلى 4 جوالات".

وأوضح أنه "بالنسبة للمشاكل الذي تواجهنا الآن هي أن اللوجستيات قليلة ونحن بحاجة لكمامات لكل الطلاب والكوادر، و كذلك تحقيق عملية التباعد في حال حصلت إصابة في المدرسة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات