نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية.. إيران تخسر حليفها الأبرز

نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية.. إيران تخسر حليفها الأبرز
أفرزت نتائج الانتخابات العراقية التي جرت أوّل أمس نتائج لم تكن بحسبان إيران وميليشياتها في العراق، لتخسر كتلة تحالف الفتح، المظلة السياسية لميليشيا الحشد الشيعي والفصائل الموالية لإيران، نحو 34 مقعداً، نزولاً من 48 مقعداً حققها في انتخابات عام 2018، الأمر الذي اعتبره سياسيّون رفضاً من الشارع العراقي لتلك الميليشيا.

إيران.. أكبر الخاسرين

وذكرت سكاي نيوز عربية في تقرير لها أنّ التحالف الذي يضمُّ عدداً من الكتل، مثل منظمة بدر وعصائب أهل الحق وغيرها، يأمل في الحصول على نتائج وازنة، تؤهله للمشاركة في تشكيل الحكومة أو فرض رؤيته عليها، لكن ما حصل هو العكس. 

الميليشيات المُرتبطة بإيران والتي تلقت خسارة فادحة أعلنت اليوم الثلاثاء كما ذكرت قناة العربية، أنها ستطعن في النتائج المعلنة، مؤكدة عدم قبولها بها، وقالت تلك الميليشيات إنّ مفوضية الانتخابات لم تلتزم بالإجراءات القانونية، على حد تعبيرها.

وفي السياق ذاته؛ أعلن التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر حلوله بالطليعة في الانتخابات التي شهدت نسبة مقاطعة غير مسبوقة (نحو 41%، من بين أكثر من 22 مليون ناخب مسجل)، وفي كلمة له مساء أمس الإثنين، دعا الصدر "الشعب أن يحتفل بهذا النصر بالكتلة الأكبر، لكن بدون مظاهر مسلحة".

وذكر موقع التلفزيون الفرنسي أنّه وفي حال تأكدت النتائج الجديدة، يكون التيار الصدري قد حقق تقدماً ملحوظاً عن عام 2018، بعدما كان تحالف "سائرون" الذي يقوده التيار في البرلمان المنتهية ولايته، يتألف من 54 مقعداً، وقد يتيح ذلك للتيار الضغط في اختيار رئيس للوزراء وفي تشكيلة الحكومة المقبلة.

وتفاجأت الأوساط السياسية بخسارة تحالف قوى الدولة، المشكل من تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي، حيث حقق الجانبان في الانتخابات الماضية 61 مقعداً، غير أنهما لم يكونا متحالفين آنذاك.

وفسر الكاتب السياسي الفضل أحمد ذلك، بالقول إن "ائتلاف قوى الدولة راهن على الجمهور المدني المعتدل، في مواجهة التيار الصدري وتحالف الفتح، لكن ما لم يدركوه أنّ رغبات هذا الجمهور ميالة للمستقلين وللأحزاب الجديدة أكثر من أي حزب قديم".

وأضاف أحمد لموقع سكاي نيوز عربية: "تحالف قوى الدولة لا يمتلك جمهوراً يعتنق أيديولوجيا معينة، وبالتالي فهو تحالف هلامي فكرياً، ولم تكن مواقفه واضحة تجاه الميليشيات أو المظاهرات، وأدت محاولاته لإرضاء جميع الأطراف إلى عدم إرضاء أي طرف".

وفي السياق ذاته؛ قال موقع قناة الحرة إنّ الانتخابات العراقية شملت أكثر من 80 دائرة انتخابية في 18 محافظة عراقية، شارك فيها أكثر من 3 آلاف مرشح، وأشادت الحكومة العراقية بالانتخابات، وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الانتخابي، مهند نعيم، إن "هذه الانتخابات هي الأكثر نزاهة منذ 2003".

المتظاهرون في البرلمان

وتوقّع الصحفي العراقي حيدر الجنابي في حديث مع أورينت نت دخول جيل جديد إلى قبّة البرلمان خرج من بين صرخات المتظاهرين ومعاناة العراقيين مع طغمة فاسدة حكمت البلاد منذ عام 2003، "بالتأكيد فإن التسريبات الأولية حول نتائج الانتخابات التي تعلنها بعض وسائل الإعلام تبقى غير واقعية لأن النتائج النهائية تصدر عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، كما إن نتائج التصويت يمكن أن تنقلب خلال ساعة واحدة، هذا فضلاً عن كون هذه التسريبات هي جزء من حرب نفسية دعائية تحاول من خلالها تيارات حزبية تحييد جمهور غير متحزب وثنيه عن المشاركة في الانتخابات، وبالتالي صعود الأحزاب الفاسدة التي يكون بالعادة جمهورها ثابت لا يتغير كثيرا.

وأضاف: "هناك تيارات مستقلة وأخرى تنتمي إلى حراك تشرين حصدت أصواتاً كثيرة وفق نتائج أولية جاءت من بعض المحافظات، وهناك محافظات عراقية ظلت مُحافظة على حماسة التظاهر وحولته إلى صناديق الاقتراع، حيث تشير نتائج أولية إلى صعود تيارات مستقلة وأخرى تنتمي إلى المتظاهرين في بعض الدوائر الانتخابية".

وتمثل المقاعد التي حصلت على القوى المنبثقة عن الاحتجاجات الشعبية، التي انطلقت عام 2019، أبرز مفاجآت الانتخابات في العراق، حيث تمكن حزب "امتداد" في محافظة ذي قار، برئاسة الناشط والمتظاهر علاء الركابي، من تحقيق 9 مقاعد على مستوى البلاد، فيما حقق حزب "إشراقة كانون" نحو 6 مقاعد، فضلاً عن نحو 10 مستقلين آخرين، ما يمنحهم كتلة وازنة في مجلس النواب المكوّن من 329 مقعداً.

وكان المحلل السياسي العراقي عمر عبد الستّار قال في حديث سابق لأورينت إنّ هذه الانتخابات أزمة جديدة تُضاف إلى أزمات العراق، وليست حلّاً، وهي من تداعيات ثورة تشرين ومقتل سليماني وإزاحة حكومة عادل عبد المهدي، لذلك ربما سيكون دور الحكومة في الأعوام الأربعة القادمة محاولة لضبط الأزمة من أن تنفجر، في وقت لا تستطيع الحكومة أن تُسيطر عليه، ولا يوجد تحالف دولي يستطيع أن يتعامل معه، وهذا متوقع في ظل انصراف أمريكا عن العراق والحوار السعودي الإيراني وفي ظل خريف إيران الساخن على حدود أذربيجان.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات