مسؤول يفضح مزاعم إنجازات نظام الأسد في قطاع الصناعة

مسؤول يفضح مزاعم إنجازات نظام الأسد في قطاع الصناعة
عمل الصناعيون في نظام أسد في الأيام الأخيرة على تصدير الإنجازات الوهمية، طمعاً في إرضاء أسيادهم في سدة الحكم، وخاصة بعد حملة "مكافحة الفساد" التي تقودها أسماء الأخرس، في محاولة منها للسيطرة على الصناعة والتجارة في سوريا، إذ يُحمّل هؤلاء أنفسهم أكثر من طاقتها، في ترويج صناعة ما يحتاج لسنوات من العمل والتخطيط، أسوة بباقي الدول، فتارة نشاهد طائرة محلية الصنع في سوريا، وتارة أخرى أجهزة تنفس صناعية، تشابه بالشكل تلك التي تُنجزها الدول المتقدمة والتي جاءت بعد سنوات من البحث والتجارب العملية.

أسميناها "أمل"!

"أمل" هو الاسم الذي أطلقه رئيس اتحاد غرفة الصناعة في سوريا حاليا، وعضو مجلس الشعب السابق في نظام أسد “فارس الشهابي"، على مشروعه الجديد لصناعة جهاز للتنفس، حيث أعلن الأخير قبل سنتين عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، أن صناعة جهاز التنفس السوري أصبح في مرحلة الأسبوع ما قبل الأخير، قبل تسليمه لوزارة الصحة من أجل اختباره والإعلان عن نجاحه.

وحول مواصفات الجهاز، أكد الشهابي حينها: أن مواصفاته تضاهي المواصفات الأوروبية والعالمية، وأن الجهاز يتم تصنيعه في سوريا بشكل كامل، مضيفاً (أمل) تقدم خدمات متميزة، وعملها متطور، وصناعتها معقدة، ونتائج اختباراتها كانت ممتازة جدا.

عاد فارس الشهابي في 16 أبريل 2020، وعبر مؤتمر صحفي، للإعلان رسمياً عن إطلاق أول جهاز تنفس صناعي، من صنع سوري 100%، حيث صرّح الشهابي قائلا: بدأنا من الصفر في عملية تصنيع جهاز التنفس الصناعي، الأكثر تطوراً في سوريا، والصالح للاستخدام في المستشفيات ولم نقلد أجهزة مصنعة خارجياً، قمنا بتجميع الأفكار، وكلفنا فريقاً علمياً مختصاً، والجهاز يُحقق المعايير العالمية والمعيار البريطاني تحديدا.

رئيس جالية نظام أسد في الصين يكذب رواية تصنيع جهاز التنفس الصناعي 

عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، سخر "فيصل العطري" رئيس جالية نظام أسد الصناعية في الصين من رواية الإعلان السابق عن البدء بتصنيع أجهزة التنفس الصناعي، متسائلاً: أين الـ “أمل"؟

حيث قال العطري: عزيزي المهندس فارس الشهابي المحترم، تحية طيبة: بداية أحيي جهودك لدعم الصناعة السورية، وأود سؤالكم عن أجهزة التنفس الصناعي، ذلك أنكم بتاريخ 16/4/2020، أعلنتم عن نجاحكم بصنع جهاز تنفس اصطناعي "منفسه" متطورة، و قلتم: إنها تضاهي وتحقق معظم المعايير العالمية، والمعيار البريطاني تحديداً.

وأضاف العطري: اليوم سوريا بحاجة لهذه الأجهزة التي أعلنتم أنها باتت متوفرة، وكذلك نشرت الصحافة خبر قيامكم بصناعة عشرة أجهزة خلال أسبوع، ما يعني أن حصيلة إنتاجكم حتى الآن يجب أن تكون حوالي 120 جهازاً تقريباً!".

ويضيف العطري ساخراً: 120 جهازاً، قادرة على حل أو تخفيف أزمة أجهزة التنفس الصناعي التي تعاني منها المشافي السورية، فهل يتكرم سيادتكم بتوضيح عن سبب أزمة أجهزة التنفس الصناعي التي تعاني منها المشافي السورية؟ علماً أن الجهاز صناعة محلية وكل مكوناته حسب قولكم من الأسواق السورية، وأنه أصبح متاحاً للمستشفيات بفرعيها العام، والخاص!.

ولم يسلم فيصل العطري بالرغم من المنصب الذي يشغله من حملة تخوين وتشبيح شنها بعض الموالين لفارس الشهابي وبعض الموالين لنظام أسد باعتباره يستهدف بمنشوره الصناعة الوطنية حسب تعبيرهم، الأمر الذي دفع فيصل العطري إلى حذف المنشور من صفحته الشخصية على فيسبوك.

فيروس كورونا يُكذب رواية الجهاز المزعوم 

وعجزت المنظومة الصحية في مناطق سيطرة نظام أسد عن مواجهة أزمة كورونا، حيث ظهر الدكتور "نبوغ العوا" -عضو الفريق الاستشاري لمواجهة فيروس كورونا - في عدة مناسبات بعد الإعلان عن نجاح تصنيع "أمل" ، وكشف عن النقص الكبير الحاصل في أجهزة التنفس الصناعي، مناشداً من أسماهم بالدول الصديقة تقديم تلك الأجهزة، تجنباً لانهيار المنظومة الصحية بشكل كامل داخل مناطق سيطرة أسد، حيث لم يعلق الأخير على ذاك الجهاز، وعن نجاح المنظومة الصناعية في تصنيعه، بالإضافة إلى كشف منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته في 12 تشرين الثاني الماضي أن المشافي العامة لا تستقبل المرضى بسبب نقص الأسرّة وخزانات الأوكسجين وأجهزة التنفس الصناعي .

إنجازات وهمية تكرس حالة الانفصام التي يعيشها إعلام أسد

إعلام نظام أسد، لم يكُفّ عن الترويج لتلك الاختراعات الخُلبية، عديمة الجدوى، خاصة أنها تأتي ضمن سياق التصدي "للمؤامرة الكونية " التي تستهدف الخبرات السورية والدولة السوريّة التي ما زال يروج لها نظام أسد عبر إعلامه.

وسبق الإعلان عن جهاز "أمل" أيضاً الكشف عن طائرة محلية الصنع أُطلق عليها اسم "سحاب73" والتي كُشف النقاب عنها في 7 سبتمبر 2018، ضمن معرض دمشق الدولي، والتي روّج لها إعلام نظام أسد على أنها صناعة محلية، وبخبرات وطنية خالصة كما يزعم، في حين لم ير السوريون سحاب 73 تطير حتى اليوم مشككين في قدرتها على الطيران، وساخرين من أخبار كهذه، حيث ظهرت عبارات السخرية على مواقع التواصل حينها، واعتبارها الطائرة الأكثر أماناً في العالم كونها لا تطير!، ليتضح فيما بعد أنها طائرة سوفييتية منسقة من زمن طويل جرى العمل على إعادة صبغها وعرضها ضمن معرض دمشق الدولي.

والجدير بالذكر أن مناطق سيطرة أسد تشهد هجرة كبيرة للصناعيين في الآونة الأخيرة، حيث لم تتخذ غرف الصناعة أي إجراءات في سبيل الحد من تلك الهجرة، واكتفى نظام أسد بتكليف فارس الشهابي برئاسة غرفة صناعة حلب، وسامر الدبس بغرفة صناعة دمشق دون اتخاذ أي إجراءات لحماية الصناعة والصناعيين وحفظ حقوقهم، لا بل يبدو نظام أسد اليوم عاجزاً عن تأمين أبسط المشتقات النفطية والكهرباء، للشعب فما بالك للصناعة والصناعيين!.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات