الموالون يدفعون ثمن تأييدهم للأسد ويتجرعون كأس التشبيح

الموالون يدفعون ثمن تأييدهم للأسد ويتجرعون كأس التشبيح
كان لا بد للموالين لنظام أسد أن يتجرعوا نفس كأس الظلم والتشبيح التي ذاقها شركاؤهم في الوطن حين ثاروا ضد نظام أسد وميليشياته قبل نحو عقد من الزمن، وذلك باصطدامهم بالجدار التشبيحي الذي طالما بنوه بتأييدهم للإجرام الممارس ضد المعارضين في سوريا، حيث بات هؤلاء الموالون يشتكون من ظلم واضطهاد ضباط أسد عندما تعرضت أرواحهم ومصالحهم الشخصية للخطر.

قصص كثيرة تنشرها صفحات موالية تباعاً ومنها صفحة "فساد دواعش الداخل" تكشف حجم الفلتان الأمني في مناطق سيطرة نظام أسد، وكيف بات الموالون أنفسهم يعانون الظلم والملاحقات التعسفية والتسلّط الواضح من ضباط أسد لإجبارهم على دفع فاتورة التأييد، إذ لم يشفع لهم تأييدهم وشرعنتهم لميليشيا أسد حين كانت تفتك بالمعارضة السورية بشتى وسائل الإجرام والتشبيح والقتل، وتحت ذرائع مختلقة وكاذبة.

ونشرت الصفحة ذاتها أمس، رسالة وصلتها من مدير محطة محروقات وسط دمشق، أخفى اسمه "خوفاً من وحوش الوطن" بحسب وصفه، وقال في الرسالة إن ضابط مخابرات برتبة مقدم يجبره بشكل متكرر على تعبئة كميات كبيرة من الوقود بشكل غير قانوني تحت وطأة التهديد الأمني والملاحقة التعسفية في معتقلاته المخصصة لقتل السوريين.

ويوضح مدير المحطة: "طالما أننا نقوم بالتوزيع بالطريقة الصحيحة لا توجد مشكلة، ولكن عندما يأتينا شخص في سيارة فاخرة من نوع (GMC يوكن 2020 سوداء) ويظهر بطاقته الأمنية ويقول إنه مقدم في المخابرات ويضع سلاحه على خصره و يجبرني على تعبئة الوقود له تحت التهديد قائلاً: ( بدك تعبي وبصرمة فوق راسك ولا بشحطك انت وكل شغيلتك ، أنا عم أحميك وأحمي أمثالك يا .... ، قادر جيب ملفك وبعرف عنك كل شيء ، وبس تصير عندي رح تندم كتير )".

ويتابع صاحب الرسالة قصته بأن ضابط المخابرات "يأخذ ما يقارب 60 لترا من البنزين في كل مرة، وعندما أقول له إنني سأتعاقب من قبل الرقابة والتفتيش، يقول لي: (تتعاقب عندون وتدفع كم ليرة لتطلع، أحسن ما تتعاقب عندي لأن بحياتك مرح تطلع)".

ضباط التعفيش 

قصة ثانية ترويها الصحفة مدعّمة ببعض الوثائق في منشورها حول ضابط آخر برتبة مقدم في الجمارك ويُدعى "المقدم سليمان غضبان" وهو الذي يتقاضى رشاوى ويفرض إتاوات خلال عمليات السرقة الممنهجة للمحروقات بسياراته العسكرية، وأنه " يأخذ ١٠٠ لتر بنزين من كل مفرزة وهذه صورة أمام أحد المفارز غير المال وما شابه لتظلم وتفسد في الأرض.. وتقول أنك الرجل الأول لأمن الرابعة في الجمارك لتسليط ظلمك على الجميع ".

أما الضابط المقدم في ميليشيا الحرس الجمهوري، زهير نمر الساعود، نشرت الصفحة فيديو يثبت سرقته الممنهجة للمازوت والطحين بسيارته العسكرية "جيب واز" من داخل الأفران الحكومية بدمشق، ليقوم ببيع تلك المواد لأفران ومنشآت خاصة، وقالت إنه: "يقوم بتعبئة مادة المازوت داخل البيدونات ويخرجها من الفرن عبر السيارة أو الفان الأبيض بكمية تتراوح ما بين ال ١٥٠ لتر لـ ٣٠٠ لتير يوميا، ويقوم ببيع الطحين لفرن الدردار السياحي في دمّر بشكل يومي وهو شريك بالنسبة (ينقله بواسطة الفان الأبيض صباح كل يوم)".

كما تشير الفضيحة إلى أن "هناك سيارة من نوع أفانتي (نمرة اللاذقية) تدخل لتحمل مادة الطحين و أكياس الخبز من داخل الفرن (صاحب هذا السيارة ينادونه أبو عارف) ويقوم بتزوير فواتير شرائية وهمية لأكياس الخبز (سوف يتم نشر الفواتير قريبا )"، بحسب الصفحة.

ولا يتسع المجال لذكر عشرات القصص اليومية التي تؤكد عمليات التشبيح والتعفيش التي تمارسها مخابرات أسد وميليشياته بحق السكان في مناطق سيطرتها، لكن تلك الروايات الواردة حديثاً تكفي لتكون عيّنة وأنموذجا يلخّص الوضع الحالي في "مزرعة أسد"، خاصة بعد عشرة أعوام على انطلاق الثورة السورية ضد أسد وأركان حكمه بسبب الظلم والطغيان والإجرام الممنهج.

ويمكن القول إن الموالين الذين شرعنوا حرب ميليشيا أسد تجاه بقية الشعب السوري بمسيرات مؤيدة وهتافات رنانة وتقديس أعمى، باتوا يذوقون اليوم من نفس الكأس التي جرّعوها للفئة المسحوقة من السوريين، حين أفلت نظام أسد ميليشياته للفتك بهم وتدمير مدنهم وتهجيرهم، بينما كان هؤلاء المؤيدون يبررون تلك الجرائم إن كان بتصريحاتهم العلنية ودعمهم المباشر أو حتى بصمتهم الذي يوازي صواريخ الحقد والتشبيح.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات