مركز أبحاث أمريكي يكشف صفقة بايدن الخفية لدعم الأسد

مركز أبحاث أمريكي يكشف صفقة بايدن الخفية لدعم الأسد
ربما يضيء  منزل الأمين العام لميليشيا حزب الله حسن نصرالله عما قريب بفضل الغاز الطبيعي الإسرائيلي الذي تنتجه شركة نفط وغاز أميركية. كيف يكون ذلك؟ بتأييد من الولايات المتحدة وبتمويل من البنك الدولي، يتطلع قادة مصر ولبنان وسوريا والأردن إلى تزويد لبنان بالغاز الطبيعي المصري والكهرباء الأردنية. 

 وفقا لتقرير نشره المجلس الأطلسي، يتم خلط أي غاز طبيعي من مصر بالغاز الإسرائيلي قبل وصوله إلى الأردن، في حين يتم أيضاً توليد جزء كبير من كهرباء الأردن من الغاز الإسرائيلي.

ياله من علاج مرير يتجرعه حزب الله وزعيمه. ليس من الواضح ما إذا كان المسؤولون الأمريكيون أو نصر الله نفسه يعترفون أو يتطلعون إلى إخفاء الدور الذي قد يلعبه الغاز الطبيعي الإسرائيلي في إنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي الذي فرضه على نفسه إلى حد كبير.

لجعل صفقة الطاقة هذه حقيقة واقعية قد تمنح الولايات المتحدة تنازلاً عن قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا لعام 2019 ، والذي يفرض عقوبات شديدة على نظام بشار الأسد ، حيث إن أي شحنات من الغاز أو الكهرباء من مصر والأردن - وإسرائيل - يجب أن تمر عبر سوريا.

قد تحدث إدارة جو بايدن ثغرة في جدار العقوبات مفادها أن عمليات نقل الطاقة هذه ليست "كبيرة"، وبدلاً من تقديم تنازل، تختار تجاهل العقوبات. إلى جانب قانون قيصر، سيتعين على إدارة بايدن أيضاً تجاهل قواعدها الجديدة التي تحظر دعم البنوك متعددة الجنسيات، بما في ذلك البنك الدولي، من تمويل مشاريع الوقود الأحفوري.

يصبح السؤال إذاً لماذا تزود الولايات المتحدة الأسد بنقل الغاز لدعم الحكومة اللبنانية المشكّلة حديثاً والمدعومة من حزب الله - وهي جماعة إرهابية مصنفة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؟

قبل أن تلقي الولايات المتحدة والبنك الدولي حبل نجاة للأسد أو لبنان، يجب أن يطالبا بتنازلات تقلل من النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة تشمل تقليص الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وتراجع نفوذ حزب الله ودعم الإصلاحات الاقتصادية في لبنان، والسماح بحصة من الغاز بدلاً من التحويلات النقدية إلى الأسد.

من الناحية المثالية، تتجنب الولايات المتحدة خطأ إقليمياً آخر  قد يفقدها مرة أخرى المزيد من النفوذ والسمعة الإقليمية بدلاً من المطالبة بتنازلات تتماشى مع مصالحها.

أزمة الطاقة في لبنان

أزمة الطاقة الحادة في لبنان هي عرض صارخ لانهياره والنفوذ المتنامي للحرس الثوري الإيراني ممثلاً بحزب الله داخل مؤسساته السياسية والعسكرية.

أصبح نصر الله حريصاً بشكل متزايد على إبعاد اللوم عن حزب الله بعد الانهيار الاقتصادي للبنان، ووعد في آب بالحصول على الوقود الإيراني الذي من شأنه أن ينقذ شبكة الطاقة اللبنانية المنهارة. ولأن حزب الله لم يتمكن من استلام هذه الشحنات، ألقى نصر الله باللوم على الولايات المتحدة، وبالتالي إسرائيل. لكن في منتصف أيلول وصلت إمدادات الوقود الإيرانية عبر سوريا، ما أثبت قوة حزب الله وفشل الدولة اللبنانية.

ربط لبنان بالطاقة المصرية والأردنية ليس مفهوما جديدا. ومع ذلك ، تجاهلت إدارة دونالد ترامب الفكرة لأنها ستفيد نظام أسد مادياً في سوريا وستدعم الحكومة اللبنانية المدعومة من حزب الله دون إصلاحات.

في الواقع، كان لبنان مستعداً للاستثمار في محطة بحرية للغاز الطبيعي، تُعرف باسم وحدة التخزين العائمة (FSRU) ، من خلال كونسورتيوم بين شركة قطر للبترول وشركة الطاقة الإيطالية إيني وشركة أمريكية تابعة.

لكن تلك المناقصة أخذت كرهينة من قبل الأحزاب السياسية اللبنانية، وبدلاً من وحدة تخزين عائمة واحدة،  اعتمد لبنان ثلاث وحدات: "واحدة للشيعة وواحدة للسنة وواحدة للمسيحيين"وفق ما أشار رئيس الوزراء السابق سعد الحريري.

ومع ذلك، بغض النظر عن كيفية إلغاء هذا الترتيب، فإن الغاز الإسرائيلي هو في قلب هذا الحل المقترح.

في آب، أعربت السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا عن دعم الولايات المتحدة للصفقة، دون أن تذكر كيف تدعم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة. ومع ذلك  فإن الخطوط العريضة للمنطق الأمريكي ظهرت ببطء.

وبحسب ما ورد أثار العاهل الأردني الملك عبد الله القضية مع الرئيس بايدن خلال لقائهما في 19 تموز بحجة أنه بدعم روسي، فإن ربط إمدادات الطاقة الأردنية والمصرية سيقلل بطريقة ما من نفوذ إيران لدى نظام أسد وفي المنطقة.

في 9 أيلول اجتمع وزراء الطاقة من مصر والأردن وسوريا ولبنان لوضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق هذه، والتي ستبدأ بالغاز المصري ثم تليها الكهرباء الأردنية.

يتطلب جزء كبير من خط الأنابيب السوري الذي يربط مع لبنان إصلاحات كبيرة ويمر عبر المنطقة الجنوبية التي يسيطر عليها المعارضون في محافظة درعا.

في 8 أيلول، في صفقة تفاوضت عليها روسيا وبدعم من الولايات المتحدة على الأرجح، تحركت ميليشيا أسد إلى درعا لبسط السيطرة - وهي خطوة أخرى محيرة حيث مكنت الولايات المتحدة نظام أسد من استعادة سطوته القمعية . ويبقى من غير الواضح ما هي التنازلات التي حصلت عليها الولايات المتحدة بخلاف توقع آخر لتغيير في سلوك الأسد وإيران.

في الأساس، بررت الولايات المتحدة أن لبنان يقع على طريق التطبيع مع سوريا وبطريقة ما ستصبح بيروت ودمشق أقل انسجاماً مع طهران من خلال دعم الطاقة. وهذا مفهوم يصعب تصوره بقدر صعوبة الكتابة.

في 9 أيلول، حذر المبعوث الأمريكي الخاص السابق جيمس جيفري من تضاؤل سمعة أمريكا وعدم قدرتها على الحصول على تنازلات من الخصوم ولاسيما بعد  فشل مفاوضات الولايات المتحدة مع طالبان، وهو ما قد يدفع إدارة بايدن للتحرك  لدعم خطة الأردن.

ومع ذلك فإن الولايات المتحدة حتى الآن لم تبلغ عن الشروط التي قد تطلبها لدعمها لهذا النهج السياسي وما هي الإجراءات التي ستطلبها لضمان هذه النتيجة.

طلب التنازلات

في حين أنه من الواضح أن الملك عبد الله يتطلع إلى حل عبء اللاجئين السوريين في الأردن، إلا أن القيام بذلك لا ينبغي أن يأتي على حساب التغاضي عن تصرفات الأسد التي خلقت الأزمة أو الجهود الأمريكية لمحاسبته على ما اقترف من جرائم.  

لذلك، على الولايات المتحدة أن تطالب الأسد بتنازلات قبل رفع العقوبات يجب أن يشمل ذلك تقليصاً واضحاً للوجود الإيراني والبدء بوقف شحنات الذخيرة البرية والجوية عبر العراق وسوريا والتي تزود حزب الله وحماس في قطاع غزة في نهاية المطاف.

يجب على الولايات المتحدة أيضاً ضمان عدم حصول نظام أسد على أي رسوم مالية مقابل مرور الغاز إلى لبنان والاكتفاء بحصة عينية فقط من الغاز الطبيعي لكيلا يتمكن النظام من الاستفادة مادياً من هذا الترتيب على حساب السوريين.

بالنسبة إلى التنازلات اللبنانية ، من المؤكد أن الشروط الأمريكية للإصلاح الاقتصادي يجب أن تدعم تلك التي يدفعها أيضاً صندوق النقد الدولي.

تعهد رئيس الوزراء اللبناني الجديد نجيب ميقاتي بالإصلاح مثل أسلافه. ومع ذلك فإن حكومته مليئة بأعضاء مختارين بعناية من الأحزاب الحاكمة المسؤولة عن الفساد والخلل في لبنان. وقد يبدو من الحكمة والضروري أن تطلب الولايات المتحدة شكلاً من أشكال فك قبضة حزب الله على المؤسسات السياسية والاقتصادية اللبنانية مقابل دعم الولايات المتحدة.

أدى نفوذ حزب الله المتزايد مع الجيش اللبناني إلى نقاش سنوي داخل إدارة ترامب ووزارة الدفاع حول ما إذا كان ذلك الأمر يتطلب المزيد من التدابير الأمريكية الأمنية.

وعلى أمل التوصل إلى نتيجة مختلفة، حافظت واشنطن على الوضع الراهن للمساعدة الأمنية التي يقدمها البنتاغون على الرغم من الأدلة على أن نفوذ حزب الله وبالتالي نفوذ إيران زاد فقط.

في أعقاب استيلاء طالبان على كابل، ينبغي للمرء أن يأمل أن تصبح مثل هذه التبريرات للدعم في لبنان أكثر صعوبة في المستقبل.

سيكون من الرائع أيضاً أن نرى كيف تمارس إسرائيل دورها في هذا الترتيب، لتشمل جزيئاتها و كهرباءها من الغاز الطبيعي لتغذي غرفة نوم نصر الله. ولكن يجب أن تحدد الولايات المتحدة وإسرائيل معاً وبدعم من رقابة الكونغرس الكبيرة، ما إذا كان شريان الحياة الآخر للبنان والأسد سيؤدي إلى تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

التعليقات (2)

    منطقي

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    بايدن هو سيد حاكم مستعمرة سوريا وسيد مستعمرة اسراطين وسيد حاكم مستعمرة ايران واذنابها وعليهم السمع والطاعة

    Asyrian

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    يالغازات زينب.. بحق المازوت والبنزين، لن تسبى زينوبة مرتين
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات