مُوالٍ طالب بتطبيق الدستور فجاءه الرد سريعاً من مخابرات الأسد

مُوالٍ طالب بتطبيق الدستور فجاءه الرد سريعاً من مخابرات الأسد
في دولة علي بابا والأربعين حرامي؛ لا صوت يعلو فوق صوت الزعيم، وأيُّ صوتٍ يعلو سيكون مصيره الكتمان، ومصير صاحبه السجون حتى لو كان من المحسوبين على "علي بابا"، أو من ضمن "الحرامية الأربعين"، في دولة العصابات هكذا تُدار الأمور، وهكذا يُحكِم "علي بابا" سطوته على تلك البلاد التي يُسميها دولة.

آخر ما كشف عنه مُستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في محافظة طرطوس، قيام مُخابرات النظام باعتقال المدعو يونس سُليمان للمرة الثانية، كونه -وكما يقول المُطالبون بإطلاق سراحه- طالب بتطبيق الدستور في تلك البلاد.

ومن خلال مُتابعة صفحة يونس سليمان والمنشورات التي يكتبها على المجموعة التي يُديرها يظهر أنه لم يكن من المُطالبين يوماً بإسقاط النظام علناً، كما إنّ تلك الصفحة وصفها البعض بأنها للتنفيس عن الموالين.

أسد هو المسؤول

ومن المنشورات التي كتبها يونس واتهمت أسد بشكلٍ غير مُباشر بالفساد في سوريا بعد مسرحية الانتخابات: "خلافات ع تعيين رئيس الحكومة.. ما بتهمني.. لأن من يُعين رئيس الحكومة هو رئيس الجمهورية.. وهو يتحمل فشله.. أو ينال شرف نجاحه.. أما الخبز لا تظنون أنه سيمر.. وإنها هجمة فيسبوكية وتنتهي.. الخبز يعني الحياة.. وموت عالسكت لا تحلموا فيها.. الخبز دعوة لتفجير الوضع.. لا للبطاقة الغبية.. لا لتحديد كمية الخبز.. سيعود الخبز للأفران.. لا للمعتمدين".

في المنشور السابق تحدّث يونس عن الشيء الذي يعمله السوريون كافة، ولا سيما المُجبرون على البقاء تحت سيطرة أسد، ونفى أكذوبة أن أسد لا يتحمل المسؤولية عمّا آلت إليه الأوضاع، بل هو المسؤول المباشر عن أيِّ عمليات فساد مُمنهجة، كونه السلطة الأعلى في البلاد، لكن رأى البعض أنّ تلك المنشورات ليست أكثر من بابٍ للتنفيس عن الموالين.

دستور أعرج

ونشر سليمان عدّة فصول من الدستور الذي يتحدث عنه أسد في إعلامه والتي أتت بمجملها تحت بند الحقوق والحريات وسيادة القانون، وهي المواد الثالثة والثلاثون، والرابعة والثلاثون، والخامسة والثلاثون، والسادسة والثلاثون، والثامنة والثلاثون، والتاسعة والثلاثون، والأربعون، والحادية والأربعون، والثانية والأربعون، وذلك في إشارة منه إلى أن ما يحدث تحت سيطرة أسد وميليشياته لا يمتُّ للدستور الذي كتبه أسد بنفسه، من قريب ولا من بعيد.

وقال موقع سناك سوري الموالي إن جريمة سليمان هي مطالبته بتطبيق الدستور، في إشارة إلى آخر منشور كتبه "سليمان" على المجموعة، والذي تحدث فيه عن ضرورة تطبيق الدستور في البلاد.

ومن التعليقات التي وردت على ذلك المنشور استغراب البعض من وجود هذه المواد في دستور أسد، وتساءل: "وين هدول عنا؟ والله فكرت بدولة أخرى، هذا كلام حلو بس حبر على ورق، وفي سوريا بليتو وشربت ميتو من زمن، هنا أي أحد بيتفوه بكلمة أو بيطلع خارج السرب، بيتصنف إرهابي أو شخص غير وطني ومخرب، يعني بلد الله بكون بعونها حاطين مبادئ بس كذب بكذب، للأسف يعني كلام بكلام". 

تضامن

إيداع يونس سليمان السجن دفع عدداً من أصدقائه على التضامن معه، وكتبت فاتن مارديني تعليقاً على اعتقال سليمان: "مواطن بأوجاع وطن قضية وطن فلاح الضيعة، اعلموا أن سياسة تكميم الأفواه ما عادت تجدي، يونس سليمان معتقل، اللهم نسألك الفرج القريب، ونسأل أنفسنا الاستمرار، صيدكم فلاح وعامل وموظف وطالب، سجونكم مسرح للمظلومين وقصوركم مسرح لكل لص وفاسد وخائن للوطن، يونس نموذج وأيقونة وقدوة لكل الشرفاء، غيبتم يونس لكن لن تغيبوا المسار ولن تنهكوا المسيرة، كلنا يونس ومستمرون حتى يشرق فجر الحق على كامل الوطن، نحن مستمرون في فضح فسادهم ولن نتوقف فإما أن ننتصر على الفساد أو نلقاك في غياهب سجونهم، على العهد باقون ومستمرون بإذن الله".

وقالت مارديني في منشور آخر قبل ساعات إنّها وبمبادرة فردية منها تم اليوم توكيل مُحامٍ لمتابعة قضية يونس سليمان، حتى يكون معه في سير التحقيق ومتابعة القضية في المحكمة إلى حين ينال حريته الكاملة، وأضافت: "سيتوجه يوم الأحد إلى سجن طرطوس المركزي حيث كما قرأنا يتم احتجازه لأخذ توكيل شخصي منه والتحرك ضمن القانون".

وبناءً على ما سبق؛ فنظام أسد لا يتورع عن سجن أيِّ شخص مهما كانت درجة موالاته له، وشهد جميع السوريين سجن المئات ممن تحدّثوا عن سوء الأوضاع المعيشية، وكما هجّر آلاف السوريين من المعارضين له، سيبدأ الآن بتهجير مواليه ممن لن يستطيعوا الصمود أكثر من ذلك، فعشر سنوات من الحرب التي شنّها أسد على السوريين كانت كفيلة بإنهاك المجبرين على البقاء تحت سطوته، والذين لن يستطيعوا الصبر أكثر من ذلك مع انسداد أي أفق لحلحلة الأمور في الداخل، بل الإرهاصات تشي بأنّ القادم أعظم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات