بتصريحات متناقضة.. المخابرات الأردنية تُبرر التطبيع مع الأسد

بتصريحات متناقضة.. المخابرات الأردنية تُبرر التطبيع مع الأسد
بتصريحات متناقضة ومغايرة للواقع، خرج رئيس المخابرات العامة الأردني اللواء أحمد حسني حاتوقاي ليؤكد أنّ أحد أكثر التحديات إلحاحاً التي يواجهها الأردن اليوم ليست المؤامرات الإرهابية فحسب، بل محاولات تهريب المخدرات على الحدود الشمالية للبلاد مع سوريا، والتي وصفها بالكارثة، وكأنّ رئيس المخابرات الذي يُفترض به أن يعلم كلّ شاردة وواردة لا يعلم أنّ النظام الذي تعمل بلاده على التطبيع معه هو من يُدير عمليات تهريب المخدرات هناك.

وأشار حسني إلى أن "هذه هي أخطر قضية تهددنا في هذه المرحلة وقريباً ستكون هناك حملة أمنية لمعالجة هذه القضية"، القضيّة الأخطر التي تواجه الأردن كما يقول رئيس مخابراتها هي المخدرات، فهل يحتاج اللواء حاتوقاي إلى تذكيره بأنّ عمليات تهريب المخدرات التي تتم عبر الحدود السورية الأردنية يتم تحضيرها في معامل تابعة لنظام أسد وميليشيا حزب الله ومن خلفهما ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وذلك بهدف الوصول إلى الأسواق الأردنية والخليجية؟.

إيران على حدود الأردن

أكثر من ذلك؛ يرى حاتوقاي أنّ بلاده تحتاج إلى "فتح قنوات اتصال مع نظام أسد لتحقيق الهدوء في الأجزاء الجنوبية من سوريا وتطهير المنطقة، وأن "استمرار التصعيد في الأجزاء الجنوبية من سوريا لا يخدم أحداً"، غير أنّ الأحداث على الأرض أثبتت للقاصي والداني أن سبب التصعيد على الأرض هي الميليشيات الإيرانية التي أقصى ما تتمنّاه الوصول إلى الحدود الأردنية، لتبدأ من هناك عمليّات توسع جديدة إلى الداخل الأردني، حتى إنّ ذريعتهم في ذلك ستكون جاهزة، وهي المقامات التي يُطالبون دائماً بزيارتها، وربّما لن نستغرب يوماً إذا سمعنا عن حزب الله الأردني كما حدث في العراق وسوريا.

ويقول رئيس المخابرات الأردني: "إنّ عودة الهدوء إلى الأجزاء الجنوبية من سوريا لها أهمية كبيرة بالنسبة لعمّان، حيث يوجد انتشار كبير للجماعات الإرهابية بالقرب من الحدود الأردنية"، الجماعات الإرهابية التي يتحدث عنها حاتوقاي هم ذاتهم الثوّار السوريون الذين كانت تدعمهم عمّان في وقتٍ مضى، غير أنّ تحوّل حال عمّان ومحاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها الأمير حمزة بن الحسين على شقيقه عبد الله، بدّلت المواقف وحوّلت الثوار السوريين إلى إرهابيين، غير أنّ حاتوقاي لم يرَ بعد الأعمال الإرهابية التي ستقوم بها الميليشيات العابرة للحدود، وكيف ستُحوّل تلك الميليشيات الأردن من بلد كان ينعم بأمانٍ نسبي إلى بلد تعيثُ به تلك الميليشيا فساداً.

وآخر ما تحدّث به حاتوقاي أنّ بلاده بحاجة إلى التنسيق مع السوريين -يقصد النظام- للمساعدة في خلق بيئة أفضل تسمح بعودة اللاجئين إلى ديارهم، وأضاف: "إن عودة الهدوء مهمة للسماح بالعودة الطوعية للاجئين إلى ديارهم"، لتخرج المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن وتؤكد أنّ عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم "قرار مستقل يخص اللاجئ"، مشيرةً إلى أنّ عدد الأشخاص الذين عادوا إلى سوريا منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2015، قرابة 41 ألف لاجئ سوري، من بينهم 4500 لاجئ عادوا في العام الحالي، وشددت مفوضية اللاجئين في الأردن على أن حل المشاكل المتعلقة باللاجئين السوريين يأتي بإنهاء الحرب في بلادهم بدءاً من العملية السياسية.

مُحاولات إغراق الأردن والخليج العربي بالمخدرات، باتت سياسة ينتهجها نظام أسد ومن خلفه النظام الإيراني الذي يُحاول ضرب المجتمعات العربية من الداخل، غير أنّ عملية تهريب المخدرات الأخيرة تأتي بعد زيارة وزير دفاع أسد إلى الأردن قبل عدّة أيام، حيث طلب الأردن من نظام أسد ضبط الحدود معه وإبعاد الميليشيات الإيرانية.

ولا تنقطع عمليّات تهريب المخدرات رغم أن الأردن شهد زيارات تطبيع من قبل نظام أسد على مستوى عالٍ من التمثيل (وزراء)، كان آخرهم وزير دفاع نظام أسد علي أيوب، والتي تأتي في إطار سعي النظام الإيراني للاستقرار على الحدود السورية الأردنية، وهو ما بات يخشاه الأردنيون بحسب ما يقول مُراقبون.

التعليقات (2)

    فلسطيني دمشق المحتلة

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    سيسلم الملك عبد الله الأردن للمجوس من دون أدنى مقاومة وسيهرب إلى لندن. في ليلة ما وفي الشتاء وعند الفجر ستخترق جحافل المجوس بلباس الجيش السوري الأردن وسيستيقظ الشعب والرمثا وإربد ساقطة وكذالك عمان.موعدنا في الشتاء القادم. وللأسف سيهلل قسم من الشعب لهذا الغزو

    Lsd

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    أنتظر وسترى أن الأمور ستختلف عما تتوقعه. الأردن وغيره من الدول غسلوا أيديهم من المعارضة لأنهم لم يجدوا إلا قلة صادقة بينهم تم إقصاؤها وبقي شبيحة الثورة. وفي أضعف وأسوأ التوقعات سيتعاون النظامان الأردني والسوري على تأمين طريق آمن للممنوعات لإيصالها إلى دول الخليج المنفتحة بشغف على تلك الممنوعات للأسف
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات