باريس تهدد طهران بعقوبات صارمة وتطالبها بكبح نشاطها الصاروخي

يوماً بعد آخر تشتدّ على نظام العمائم الإيراني حبال المشنقة التي نسجها بيده، ظنّاً منه أنّه ينسجها لغيره، وبعد الاتفاق النووي المُذل الذي فرضته مجموعة الدول (5+1) على طهران، وعلى الرّغم من أنّه لم يُلبِّ حينها أدنى مطالب طهران النووية، غير أنّ واشنطن خرجت منه وفرضت مزيداً من العقوبات على ذلك النظام.

طويلاً انتظر مُعمّمو طهران حتى خروج ترامب من السلطة في طهران أملاً بعودة واشنطن إلى ذلك الاتفاق، وإزالة العقوبات المفروضة عليها، غير أنّ الرئيس الأمريكي الجديد بايدن لم يكن مُتساهلاً أكثر من سلفه ترامب، ليُصرَّ الأخير على مطالب ترامب ويبقي الاتفاق النووي مُعلقاً إلى إشعار آخر.

دور طهران

اليوم، وعلى عكس ما تشتهي السفن الإيرانية؛ هبّت الرياح الفرنسية وخرج وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ليؤكد أنّه على طهران وإضافة إلى التزاماتها ببنود الاتفاق النووي لعام 2015، يجب عليها أن تضبط أنشطتها في المنطقة، الأمر الأساسي بالنسبة لفرنسا بحسب تعبير لودريان.

وقال لودريان في تصريحات لقناة العربية إنّ نافذة المفاوضات لن تبقى مفتوحة لوقتٍ طويل أمام طهران.

وذكرت وسائل إعلامية إيرانية مُعارضة أن لودريان أكد في تصريحات صحفية على ضرورة أن يشمل الاتفاق الجديد (في حال توقيعه) الصواريخ البالبستية الإيرانية التي تُهدد أمن واستقرار المنطقة برمّتها.

تصريحات لودريان الجديدة تأتي امتداداً لتصريحات سابقة للوزير ذاته، إذ أكّد في وقتٍ سابق أن بلاده ستفرض عقوبات وصفها بالصارمة على إيران، إذا لم يُفض حوار تجريه باريس مع طهران بشأن أنشطتها الباليستية ونفوذها الإقليمي إلى نتيجة، مؤكداً أن بلاده تريد أن تكبح طهران نشاطها الصاروخي، وأن لدى باريس مطلبين هما، أن تتخلى طهران عن إنتاج الصواريخ، وأن تتوقف عن تسليحها لبعض الفصائل المسلحة في الشرق الأوسط ولجماعة الحوثيين في اليمن.

حكومة مُتشددة

ومنذ وصول رئيس النظام الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي إلى سُدّة الحكم، بدأ يعدُّ المراقبون أيام الاتفاق النووي التي وصفوها بأنّها باتت معدودة، فرئيس النظام الإيراني الجديد القادم من أكثر أجنحة الصقور تشدداً في النظام الإيراني؛ يعتقد بأنّ العودة إلى الاتفاق النووي يجب أن تكون وفق ما تمّ التوقيع عليه عام 2015، مُتناسياً أنّ الحال اليوم يختلف عمّا كان عليه قبل 6 سنوات.

وذكرت صحيفة كيهان الناطقة باسم زعيم النظام الإيراني علي خامنئي لتؤكد أنّ طهران ليست في عجلة من العودة إلى الاتفاق النووي، مُرجعةً ذلك إلى ضرورة وجود مراجعة جادة ومتعمقة لأسلوب واستراتيجية التفاوض من قبل إيران، تقول الصحيفة: "تفاوضنا بالفعل على 6 جولات في فيينا، ولم تسفر عملياً عن أي نتائج، وليس من الحكمة مواصلة المفاوضات بالاستراتيجية السابقة، ويجب على طهران إعادة النظر فيها".

الخطة "ب"

أمريكياً وإسرائيلياً؛ نقل موقع أكسيوس الإلكتروني (Axios) عن مسؤولين إسرائيليين كبيرين لم يُسمّهما قولهما يوم الخميس الماضي إن الولايات المتحدة وإسرائيل ناقشتا الخطة (ب) البديلة لمواجهة برنامج إيران النووي إذا لم تستمر محادثات فيينا.

وأشار الموقع إلى أنّه وبتقييم جهود النظام الإيراني فإنها ليست على بعد أكثر من بضعة أشهر للحصول على قنبلة نووية، فإنه ينبغي على إسرائيل تطوير خطة بديلة أو "خطة ب" في حال الوصول إلى طريق مسدود "محتمل" في محادثات فيينا.

ووفقاً لأكسيوس فإنّ مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي إيال حولتا، ناقشا الخطة البديلة لمواجهة البرنامج النووي للنظام الإيراني في مؤتمر بالفيديو الأسبوع الماضي، ويبدو أن مؤتمر الفيديو هذا هو أوّل اجتماع تشاوري بين البلدين منذ تولي الحكومة الإسرائيلية الجديدة السلطة في يونيو، وبعد ذلك تمّ تشكيل "مجموعة عمل استراتيجية سرية للغاية" بشأن النظام الإيراني.