ميليشيا أسد تلغّم شاطئ الفرات بدير الزور ومصادر تكشف السبب

ميليشيا أسد تلغّم شاطئ الفرات بدير الزور ومصادر تكشف السبب
في خطوة غير مسبوقة في محافظة دير الزور عمد عناصر الفرقة السابعة عشرة التابعة لميليشيا أسد ب"تلغيم" شاطئ نهر الفرات، في عدة مناطق من ريف دير الزور الغربي، حسب ما قال موقع "دير الزور الآن " المحلي.

وجاء قرار التلغيم مفاجئاً للسكان المحليين هناك، على اعتبار أن نهر الفرات مصدر رزق للكثير من الناس وملجأ لهم خصوصاً الأطفال ورعاة الأغنام.

وكما ذكر الموقع فإن عمليات تلغيم شاطئ الفرات حصلت صباح يوم الأحد الماضي 26 سبتمبر / أيلول الجاري، وشملَ التلغيم مناطق البغيلية والشميطية والخريطة بريف دير الزور الغربي، وكذلك أجزاء من الشاطئ الفاصل بين بلدة خشام الخاضعة لميليشيا قسد من جهة منطقة مظلوم وهي بلدة خاضعة لسيطرة ميليشيا أسد.

وعن الموضوع قال الناشط "أبو محمد الفراتي" من ريف دير الزور الغربي إن قرار تلغيم شاطئ نهر الفرات كان مخيفاً لسكان المنطقة هنا كون الفرات يعتبر قِبلة لمختلف الناس، ولم يمض يوم واحد على زرع عشرات الألغام قرب النهر حتى استيقظ أهالي بلدة البغيلية بالريف الغربي على انفجار أحد تلك الألغام بطفل يرعى الأغنام وشاب يدرس قرب النهر، وتم إسعافهما لمشفى الأسد.

وبعدها بيوم انفجر لغم أرضي آخر بالشاب "خضر محمد الشلاش" قرب نهر الفرات قرب بلدة خشام بريف دير الزور الشرقي ما أدى لوفاته، ومكان الانفجار كان مُلغماً حديثاً من قبل عناصر ميليشيا أسد. 

ويضيف الفراتي أن قرار التلغيم جاء بعد قرار ‏رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية بدير الزور التابعة لنظام الأسد "جمال محمود يونس" والذي قررّ إغلاق كافة المعابر النظامية وغير النظامية على نهر الفرات بشكل كامل والإبقاء فقط على معبرين "معبر الصالحية" في بلدة الحسينية ومعبر" العشارة" في مدينة العشارة وللحالات الإنسانية فقط حسب زعمهم.

 

أسباب التلغيم الحقيقية

ولكن القرار وبحسب الفراتي كان القصد منه منع عمليات التهريب المتواصلة على الفرات، والتي يقوم بها مدنيون لتأمين مستلزمات حياتهم اليومية من مناطق الجزيرة الخاضعة لسيطرة ميليشيا قسد، حيث الأسعار هناك أرخص بكثير من مناطق سيطرة ميليشيا أسد خصوصا الطحين والمحروقات، وقرار منع المعابر الفرعية كان مُتعمد لحصر عمليات التهريب بيد مسؤولي النظام وقادة ميليشيات الحرس الثوري فقط لاستغلال المدنيين فهم يأخذون الإتاوات على كل شيء يمر عبر الفرات أو من حواجزهم عموماً، وأشهرُ عرّابي التهريب في الريف الغربي بدير الزور هو "مهنا الفياض" أحد وجهاء قبيلة البوسرايا.

وتُعتبر المعابر النهرية أحد أهم الطرق التي يستخدمها مسؤولو ومتنفّذو ميليشيا أسد لجني المال، فهي طريق لتجارة المحروقات، والمخدرات، والبشر كذلك.

وفي مناطق سيطرة ميليشيا قسد بدير الزور لا يختلف الأمر كثيراً عن مناطق ميليشيا أسد، فالألغام كذلك ومخلفات الحرب لا زالت تحصد أرواح المدنيين في دير الزور، ففي يوم الثلاثاء الماضي 28 سبتمبر انفجر لغم أرضي من مخلفات الحرب في بلدة البحرة بريف دير الزور الشرقي أدى لوفاة طفلين هما شهاب الحمد (٣ سنوات) وناظم الحمد (سنتان) وإصابة اثنين آخرين لم يتجاوزا السابعة من العمر بحالات بتر، حسب ما  قال ناشطون من دير الزور.

ولنفس الأسباب تقوم قسد بتلغيم الشاطئ لمنع المدنيين من التهريب واحتكاره بعناصرها وبعض الشخصيات المتعاونة معها، فالعديد من قيادات قسد يقومون بعمليات التهريب وينسقون مع قياديين من ميليشيا أسد في الطرف المقابل.

ويأتي النفط ومشتقاته في مقدمة المواد المهربة من مناطق سيطرة قسد إلى مناطق سيطرة أسد بدير الزور ويلي ذلك المواد الغذائية وغيرها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات