تدوير البلاستيك.. فرصة عمل تحمل مخاطر صحية وبيئية لسكان المخيمات

تدوير البلاستيك.. فرصة عمل تحمل مخاطر صحية وبيئية لسكان المخيمات
انتشرت معامل صهر نفايات البلاستيك بمناطق متعددة في إدلب وشمال غرب سوريا لتشكل فرصة عمل للكثيرين في ظل سوء الأوضاع المعيشية الصعبة التي يواجهها السواد الأعظم من المدنيين وسط الفقر والنزوح والغلاء، ولتسهم باستخراج عناصر أولية لإعادة تصنيعها بأبسط الآلات وأسهل الطرق وتنظيف البيئة من النفايات ومخلفات الحرب.

 

وقال طريف الحلبي (٤٠ عاماً) لـ أورينت نت، وهو يمتلك أحد معامل صهر المواد البلاستيكية، إنه ومن خلال معمله المتواضع يسهم بإعادة تصنيع نفايات البلاستيك عبر مراحل متعددة.

 

ويشير إلى أن المهنة تعود عليهم بالفائدة من خلال الكميات الكبيرة التي يقومون بصهرها يومياً وهي لا تقل عن خمسين طنّاً شهرياً، فيما يُنجز العمل عشرات العمال من النازحين الذين وجدوا فيه فرصة عمل سرعان ما بدؤوا يتأقلمون معها ويحترفونها بما يعود عليهم بدخل شهري يساعدهم على تغطية بعض من نفقات عوائلهم القابعين في مخيمات شمال غرب سوريا المهمّشة والمَنسية على حد وصفه.

 

تبدأ عملية التدوير بمرحلة جمع وشراء كافة الأدوات البلاستيكية المستعملة والتالفة عن طريق وسطاء يشترونها من الأهالي بمبالغ رمزية خلال تجوالهم على القرى والبلدات، لتبدأ بعدها عملية الفرز والجرش والصهر لإعادة تحويلها إلى مواد خام.

 

يعمل بالمهنة شبان من مختلف الأعمار بدءاً من عشر سنوات وحتى ٥٠ عاماً، يتوزعون العمل فيما بينهم من خلال فرز أصناف القطع البلاستيكية بحسب نوعها وجرشها كل على حدة.

 

خالد العيد (٣٥ عاماً) أحد العاملين في مهنة فرز نفايات البلاستيك وصهرها يقول إنه اعتاد المهنة وبدأ يمارسها بشكل احترافي من خلال تنظيف القطع البلاستيكية وتقطيعها وصهرها في فرن ذي حرارة مرتفعة لتتحول إلى حبيبات أو مسحوق البلاستيك ويتم قولبتها وتشكيلها بما يتناسب مع الغرض المستخدم للحصول على منتجات جديدة وذات نوعية جيدة.

 

يبدأ خالد عمله في فرز القطع البلاستيكية وجرشها وصهرها منذ ساعات الصباح الأولى وينتهي بعد ست ساعات، وهو يعمل بشكل يومي ما عدا يوم الجمعة مقابل أجرة أسبوعية تقدر بـ ٣٠٠ ليرة تركية.

 

يعتقد العيد أن الأجرة قليلة نوعاً ما قياساً مع الجهد المبذول وساعات العمل الطويلة، ولكنه يبقى من وجهة نظره أفضل بكثير من الجلوس في الخيام دون عمل أو مصدر رزق يساعده في تحمل أعباء المصاريف اليومية لأسرته المؤلفة من زوجة وأربعة أبناء.

 

مخاطر كبيرة

وتعدّ مهنة تجميع النفايات وصهرها في محافظة إدلب ليست جديدة، وإنما ازداد انتشارها مؤخراً بشكل لافت بعد أن شكلت فرصة عمل جيدة، دون مراعاة للمخاطر البيئية أو الصحية الناجمة عن حرق المواد وصهرها ما يلوث الهواء بالغازات السامة والخطرة.

 

وحذّر المهندس الكيميائي حيان الشيخ علي من وجود مصانع صهر البلاستيك وسط الكتل السكنية وبالقرب من المخيمات، لما تسبّبه من أضرار صحية بالغة، إذ تسبب الأدخنة والأبخرة المنتشرة حول تلك المعامل بإصابة مئات الآلاف من السكان بالأمراض التنفّسية والسرطان.

 

وأضاف أن عشوائية تلك المعامل وعدم امتلاكها التراخيص وعدم كفاية وسائل التهوية وعدم ارتداء العاملين فيها لأدوات الأمن الوقائية، تشكل خطراً إضافياً وخاصة على الأطفال العاملين فيها.

 

وطالب الشيخ علي بمتابعة الأمر من قبل المعنيين لبناء تلك المعامل في أماكن منعزلة وبعيدة عن الأماكن السكنية والمخيمات، واتباع سبل الأمان والوقاية بالنسبة للعاملين فيها للتقليل من مخاطرها قدر الإمكان.

 

وبلغت نسبة العاطلين عن العمل من الذكور بحسب إحصائيات "منسقو استجابة سوريا" 55%، فيما ارتفعت نسبتها بين النساء إلى 86%، بينما تصل نسبة العاطلين عن العمل بين المهجّرين إلى 81%، وتتجاوزها نسبتها بين النساء المهجرات 96%، من عدد السكان الذين تجاوز عددهم قرابة 4 ملايين بين نازح ومهجر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات