رسالة نشرتها إحدى الصفحات الموالية وجهها أحد المتطوعين في ميليشيا أسد وقال فيها: "لا نُريد أحد أن يُزاود علينا، ولا يبيعنا وطنيات" يقول إننا لم نُجبر على التطوع في الجيش؟!، نعم تم إجبارنا، الفقر أجبرنا نتطوع، تطوعنا ليكون حالنا أفضل، تطوعنا حتى نخدم الوطن ونأخذ راتب ننستر به نحنا وأولادنا، لكن اليوم كُشف المستور، فبعدما أصبح الوضع الأمني "شبه مستقر" بحسب زعمه، أصبح الوضع المعيشي مُميت".
وأضاف المتطوع في تلك الميليشيا مُخاطباً قيادته: "أنتم غير قادرين على رفع رواتبنا بشي يتناسب مع الوضع المعيشي الحالي لماذا لا تفتحوا باب التسريح، يوجد أناس تموت وراتبهم يذهب كتكلفة للمواصلات، لدينا أطفال يذهبون إلى المدارس، والجميع يعلم ما هي مصاريف تلك المدارس، المعيشة أصبحت غالية والجميع يعرف ما هي مصاريف المعيشة في بلدنا".
عقود وهميّة
وأكد العسكري وجود متطوعين يريدون التسريح، وأنهم تطوعوا بعقد، غير أنّه وبعد انتهاء ذلك العقد قام نظام أسد بتمديده دون إخبار المتطوعين، يقول: "نحن تطوعنا لكن أنتم استعبدتمونا، وضعتمونا أما خيارين، إمّا أن نموت أو نبقى نخدم في ٣٠ سنة، وإمّا أن نفر إلى بيوتنا".
وكشف المُتطوع في رسالته بوجود قرار يخصّ تسريح المتطوعين، يقول: "لماذا تمّ إيقافه، يوجد أُناس تُريح أن تتسرح، ولا تُريد ذلك الراتب، نُريد أن نتسرح ونعيش، نُريد إطعام أطفالنا، لماذا هذا الاستعباد".
وكان أحد جنود ميليشيا أسد وبعد أن ضاقت به السبل أرسل رسالة إلى أورينت مُطالباً إيّاها بنشر مأساته وإيصال صوته إلى زعيم تلك الميليشيا، علّه وزملاءه يستطيعون الخلاص مما أسماه بالـ "سفر برلك" السوريّ.
وقال الجندي -الذي طلب عدم كشف هويّته لما سيلحق به من أذى في حال تمّ التعرف إليه-: "عساكر الاحتياط والاحتفاظ، 90% منهم غير صالح لخدمة الاحتياط والاحتفاظ يعني زيادة عدد، وإذا أراد أحد أن يتفلسف أو يقول يوجد لجنة أو لجان طبيّة أو يتم تحويلك ليقيّموا وضعك إذا كنت مريضاً فهو كاذب".
وقارن العسكري بين حال الجنود في ميليشيا أسد وحال جنود ميليشيا قسد: "قسد عملاء أمريكا أثبتوا وبالدليل القاطع أن حليفتهم أمريكا أقوى قوة على وجه الأرض بإصدارهم قرار إعفاء مواليد 90/98، بالمقابل أثبتت الدولة السورية بتمسّكها وعدم تسريح الاحتياط والاحتفاظ أنّ حلفاءها أوهن من بيت العنكبوت وأكسل من الحيوان الكسلان وأجرب من الأجرب"، حسب تعبيره.
وتابع: " نحن نحبّ الوطن، لكن نكره الكذب علينا وخداعنا بهذه الطريقة الشيطانية طيلة هذه السنين من قِبل أشخاص دأبهم إيجاد حلول خبيثة على حساب الاحتياط والاحتفاظ، وتدمير شباب البلد وتهجيرهم. أشخاص وضعتهم الدولة في مركز القرار، ما سيجعل عناصر الاحتياط والاحتفاظ يخرجون عن صمتهم وبقوة".
وتمنّى العسكري أنْ لو كان معارضاً على أن يكون عسكرياً بميليشيا أسد. يقول: "تبّاً جعلتمونا نكره الوطن، تباً لدولة ووطن يستعبد شعبه ويخدعه، تباً للوطن والوطنية، والوحدة والحرية والاشتراكية الشفهية".
إذاً؛ تكشف الرسالتان السابقتان وغيرهما العشرات مما يصل إلى أورينت وما يُنشر حتى على الصفحات الإخبارية الموالية أن السوريين المُجبرين على الحياة تحت سيطرة أسد ضاقت بهم السبل، وما عادوا يثقون بما يُروّجه أسد وإعلامه الرسمي من قَبيل (انتهاء الأزمة) أو (خلصت وفشلت) وما إلى ذلك من شعارات، وباتوا يضعون أنفسهم تحت الخطر لإيصال صوتهم عبر القناة التي كانت ولا تزال صوت السوريين جميعهم، وهو ما قاله العسكري برسالته إلى أورينت.
التعليقات (3)