وكتب رايبون عبر حسابه في "تويتر"، تعليقاً على قرار الأردن حول فتح المعابر الحدودية: "الأسد يفرغ الكبتاغون في الأردن والخليج. ماذا ستكون عواقب قرار الأردن فتح الحدود؟ ألن يصبح من الأسهل على الفرقة الرابعة لماهر الأسد تهريب الكبتاغون إلى (أو عبر) الأردن؟ ألن يهرّب ماهر السجائر مرة أخرى إلى الأردن؟".
واعتبر الدبلوماسي الأمريكي أن فتح المعابر بين الأردن ونظام أسد، سيكون فرصة جيّدة لأسد وميليشياته لترويج المخدرات والحشيش وقال: "يجب أن يعرفوا جيداً أن عائلة الأسد، التي تسيطر على الحدود السورية مع الأردن ، ستسمح للأردن بالاستفادة بشكل كبير من التصدير إلى السوق السورية. في غضون ذلك ، يفرغ الأسد المنتجات والمخدرات والسجائر في الأردن".
كلام رايبون يأتي بالتزامن مع عودة العلاقات بشكل رسمي بين المملكة الأردنية ونظام أسد، بعد نحو عقد على انقطاعها بسبب الثورة السورية التي ادّعت عمّان دعمها والوقوف بجانبها حتى النهاية، لكنها اليوم ساهمت مع عدد من الدول الأخرى بإعادة تعويم بشار أسد ونظامه من خلال فتح المعابر الحدودية واستئناف الرحلات الجوية والبرية وتفعيل الاتفاقيات المشتركة وخاصة التجارية.
وفد أسد في عمان
واستقبلت الحكومة الأردنية اليوم، وفداً وزارياً من حكومة أسد في العاصمة عمّان بهدف بحث الاتفاقيات المشتركة وإعادة العلاقات بشكل كامل بين الطرفين اللذين اتفقا على "استئناف رحلات طيران (الملكية الأردنية) لنقل الركاب بين الأردن وسورية اعتباراً من 3 تشرين الأول المقبل"، كما تم التوافق على آليات عمل مشتركة وتفاهمات وجداول زمنية لـ "تعزيز التعاون في مجالات التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل بما يعود بالفائدة على البلدين".
ويشكّل الموقف الأردني دعماً واضحاً لنظام أسد وميليشياته من خلال دعمه اقتصادياً وسياسياً ونكث الاتفاقات السابقة المتعلقة بالثورة السورية التي دعمتها عمان منذ عام 2011، خاصة أن تبدّل السياسة الأردنية تزامن مع تغيرات دولية غير مسبوقة في الجنوب السوري، سمحت تلك المتغيرات لميليشيا أسد باستعادة السيطرة على المنطقة وإعادة الانتشار على حدود الأردن وإسرائيل.
وشغل جويل رايبون منصب المعبوث الأمريكي الخاص لسوريا في وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وفي نهاية منصبه وجّه رسالة وَداعية للشعب السوري جاء فيها أنه خلال فترة ولايته، استطاع أن يشهد على كل الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري، وأضاف: "لقد كانت الأدلّة على جرائم نظام الأسد ساحقة".
وخلال ولايتها، رفضت الإدارة الأمريكية السابقة (إدارة ترامب) بمن فيها رايبون إعادة تعويم بشار أسد ونظامه وفرضت عليه عقوبات اقتصادية "خانقة" بسبب جرائمه الكبيرة ضد ملايين السوريين، لكن إدارة جو بايدن تعمل منذ تسلمها السلطة مطلع العام الحالي على فك الطوق عن نظام أسد من خلال غضّ الطرف عن جرائمه وتسهيل اتفاقيات متعددة تسمح له بالعودة إلى الشرعية الدولية، رغم ملايين الجرائم المرتكبة تجاه السوريين.
التعليقات (6)