كورونا يفتك بأهالي دير الزور على ضفتي الفرات والوفيات بالعشرات

كورونا يفتك بأهالي دير الزور على ضفتي الفرات والوفيات بالعشرات
تخطت أعداد الوفيات في محافظة دير الزور حاجز الــ (50) وفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا  COVID 19- خلال أسبوعين فقط من تفشي الفيروس الذي تحول لوباء يهدد حياة مئات الآلاف من السكان في المنطقة الشرقية عموماً، أغلبها في دير الزور  والتي تتزايد فيها الإصابات بشكل متسارع، بشقيها الواقعين تحت سيطرة «ميليشيا قسد» والقسم الواقع تحت سيطرة «ميليشيا أسد»، حسب مصادر طبية من هناك. 

في مناطق سيطرة ميليشيا أسد بدير الزور الواقعة غرب الفرات بلغت نسبة الوفيات معدلاً غير مسبوق وهو الأعلى منذ تفشي الفيروس، وتعتبر هذه الموجة من كورونا هي الأخطر فقد سجلت بلدة بقرص بالريف الشرقي (15) وفاة، تلتها بلدة صبيخان (14) وفاة، بينما توزعت باقي الوفيات في بلدات سعلو والبوليل، ومدن مو حسن والميادين والعشارة، حسب مصادر طبية محلية.

وحول الموضوع قال الدكتور حسام "اسم مستعار" : إن "أعداد الإصابات كبيرة جداً وأغلبها في الريف الشرقي لدير الزور، والخدمات الصحية هنا متواضعة جداً بالأساس، والمشافي لا يوجد بها أوكسجين عموماً، وهي أشبهُ بمستوصفات لتلقي الإسعافات الأولية، أي مصاب بالفيروس لا نستطيع فعل أي شيء له، نطلب من ذويه عزله، وتأمين أوكسجين له إن أمكن ولو في محافظة ثانية، حتى مضادات الالتهاب تنقطع أحياناً من الصيدليات، ففي الأسبوع الماضي وصل العشرات من أهالي شرق الجزيرة - مناطق قسد" بحثاً عن أدوية للالتهاب وسيرومات - بسبب نفادها هناك، الوضع الصحي في مناطق النظام هنا كارثي حرفياً ولا يختلف كثيراً عن مناطق الجزيرة".

ويضيف الدكتور :"أغلب الناس هنا من كبار السن وهم معرضون دون غيرهم للمعاناة من الفيروس، وجميع الوفيات من هذه الفئة بالذات، لا يوجد وعي حول ماهية الوباء لدى السكان إلا ما رحم ربي، الاستهتار موجود للأسف، وأغلب الإصابات تأتي من التجمعات، ففي بلدة بقرص تسبب بيت عزاء لسيدة مصابة بكورونا بنقل العدوى للبلدة كلها، وتوفي جراءها الكثير، كذلك الإصابات تنتشر بسرعة هنا في الريف بحكم طبيعة حياة الناس وحبهم للاختلاط، وانتقلت كذلك لمناطق شرق الفرات بسبب تنقل المدنيين عبر جانبي النهر". 

واختتم الدكتور قوله :"لا يوجد هناك إحصائيات دقيقة عن عدد الإصابات في المحافظة، الأرقام أكبر بكثير من التي يعلن عنها من قبل وزارة الصحة التابعة لحكومة أسد، وهناك إصابات ووفيات من الفيروس بدون توثيق، الوفيات شبه يومية هنا ولا يأتي إعلام النظام على ذكرها، من ينشرها فقط هم ناشطون محليون من أبناء تلك المناطق، الوضع مخيف جداً".

مناطق قسد بدير الزور

أما في مناطق الجزيرة بدير الزور (شرق الفرات) والخاضعة لسيطرة «ميليشيا قسد» فالوضع فيها ليس بأفضل  من مناطق النظام، معدل الإصابات مرتفع جداً وأكبر من المُعلن عنه، خصوصا في مناطق الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، وهي بلدات غرانيج وأبو حمام والكشكية، وبالذات بلدة غرانيج، فلا يخلو منزل من مصاب في المنطقة، حتى إن مشفى "الفرات" الواقع في بلدة أبو حمام كان قد ناشد المنظمات الدولية والإنسانية لمساعدته على تدارك الموقف، فلا أوكسجين في المشفى ولا سيرومات حسب بيان لإدارة المشفى منذ أيام، وجاء البيان بعد ارتفاع معدل الإصابة في المنطقة وعدم قدرته على استيعاب أي مصاب فيها، ولازالت مديرية الصحة التابعة للإدارة الذاتية الكردية والتي تشرف على المشفى تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يحصل، واكتفت بفرض حظر "جزئي" على منطقة غرانيج ولمدة عشرة أيام.

وفي تصريح نشرتهُ ما يعرف بـ (الإدارة الذاتية) على موقعها في فيسبوك قال الدكتور "أحمد محمود" الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية :( بتاريخ 14 من هذا الشهر تم إصدار قرار بخصوص الحظر الجزئي في دير الزور لمنع التجمعات في المنطقة، ولكن لم يتقيد الأهالي بهذه الإجراءات، الأمر الذي أدى إلى انتشار الوباء بشكل ملحوظ، لذلك فإن هيئة الصحة في الإدارة الذاتية تدرس إمكانية فرض حظر كليّ في المنطقة ).

وفي آخر إحصائية لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية بما يخص دير الزور فقد وصل عدد الإصابات الموثقة (56) إصابة للآن خلال الأسبوعين الأخيرين. 

وخلال الأيام الثلاثة الماضية توفي خمسة أشخاص في عموم مناطق دير الزور بعضهم شباب نتيجة كورونا حسب ما أفاد موقع "دير الزور الآن" آخرهم كان الشاب "محمود الزعزوع"  من مدينة مو حسن و "أحمد إسماعيل البعاج"،  من أبناء مدينة الميادين، إضافة للشاب "خاشع السلطان" من مدينة هجين، ولا يكاد يمر يوم إلا وتحدث فيه وفاة نتيجة الفيروس .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات