من إدلب.. فنان سوري يودّع ميركل على طريقته

من إدلب.. فنان سوري يودّع ميركل على طريقته
تحدث تقرير نشره موقع "دويتشه فيله" الألماني عن الجداريات التي يرسمها الفنان السوري عزيز الأسمر في مدينة بنش بمحافظة إدلب، وقال التقرير إنّه وعندما جاءت نتيجة اختبار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سلبية لـ COVID-19 في مارس من العام الماضي، تمّ رسم لوحة جدارية لها في غرفة أطفال تعرضت للقصف في منطقة بنش التي دمرتها الحرب في مدينة إدلب شمال سوريا.

ويضيف التقرير: "اليوم رُسمت صورة للمستشارة الألمانية ترتدي سترة زرقاء، وهي تحمل قلباً أحمر مكتوب عليه (بنش)، وخلفها كان العلم السوري مكتوباً عليه رسالة باللغة الألمانية نصها السيدة ميركل، نحن في إدلب سعداء بسلامتك".

الفنان عزيز الأسمر الذي رسم جداريات عدّة قال لصحيفة الإندبندنت إن "أنجيلا ميركل رحبت بالسوريين واللاجئين من جميع أنحاء العالم، إنها إنسانة طيبة ونتمنى لها التوفيق".

رسم أسمر مع زميله الفنان أنيس حمدون هذه اللوحة الجدارية في مبنى كان يضم حضانة للأيتام، والذي تعرض للقصف الشديد قبل أسابيع فقط، كما روى كيف كانت كتب الأطفال وأقلامهم ملقاة وسط الأنقاض، بينما كان الاثنان يعملان على رسم اللوحة الجدارية.

وقال التقرير إنّ السوريين في جميع أنحاء العالم أشادوا بقرار ميركل بفتح حدود ألمانيا أمام أكثر من مليون لاجئ - كثير منهم من سوريا - في ذروة أزمة اللاجئين في أوروبا عام 2015.

ويقول التقرير إنّ أسمر تحدث لصحيفة الإندبندنت وأكد أنّهم أرادوا مقارنة طيبة ميركل بـ "قائدنا" المفترض بشار الأسد".

في وداع ميركل

يعمل الفنان عزيز البالغ من العمر 48 عاماً حالياً على لوحة جدارية أخرى تصور المستشارة الألمانية، هذه المرة كعربون للامتنان ووداع قبل أن تغادر منصبها بعد الانتخابات العامة الألمانية في 26 سبتمبر.

هذه الجدارية لميركل هي واحدة من اللوحات العديدة التي رسمها أسمر على أنقاض المباني التي تعرضت للقصف في إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية.

وقال الأسمر للمجموعة الإعلامية "ذا ناشيونال" العام الماضي، إنه يرسم عمداً جداريات على جدران المباني المدمرة، وأوضح: "عندما نرسم على جدران المباني المدمرة، فإننا نقول للعالم إنه يوجد تحت هذه المباني أشخاص ماتوا أو تركوا منازلهم".

اكتسب الأسمر أيضاً اهتماماً دولياً العام الماضي عندما رسم صورة شخصية يمكن التعرف عليها الآن على الفور لجورج فلويد، الرجل الأسود الأعزل الذي توفي بعد أن جثا ضابط شرطة في مينيابوليس على رقبته لأكثر من ثماني دقائق، بينما توسل فلويد مراراً وتكراراً، "لا أستطيع التنفس".

لقطات الفيديو التي أظهرت فلويد وهو يطلب التنفس أعادت إحياء ذكريات مؤلمة لأسمر، وكيف هاجم أسد المدنيين السوريين بغاز السارين في ضاحية الغوطة الشرقية عام 2013.

وقال أسمر لمجلة تايم في يونيو 2020: "في تلك المستشفيات، كان الضحايا يبكون ويطلبون أن يتنفسوا"، وهكذا، قام الأسمر برسم ملف تعريف فلويد بكلماته الأخيرة المؤلمة على بقايا ما كان في السابق مطبخاً، قبل أن تُحوّل الغارات الجوية لنظام أسد المبنى إلى ركام".

وأضاف: "نحاول أن نُظهر أنه وعلى الرغم من تعرضنا للقصف وفقدان الناس، ومن ثم وصفنا بالإرهابيين، إلا أننا ما زلنا نشعر بالتعاطف، ما زلنا نشعر بالتعاطف تجاه أناس مثل جورج فلويد، الذين يتعرضون للقمع في أجزاء أخرى من العالم".

الأمل والتضامن من خلال الفن

ينحدر أسمر من عائلة من الفنانين والخطاطين، ويُعلم الفن لأطفال المدارس، ويعتقد أن الجداريات يمكن أن تمنح الناس الأمل في المدينة التي مزقتها الحرب.

وشرح الأسمر كيف يأتي الناس لمشاهدته في كثير من الأحيان أثناء عمله، وكيف يشارك الأطفال في الرسم، وقال لقناة العربية العام الماضي: "إنهم يرون إعادة إحياء مبنى تمّ قصفه، وهذا يذكرهم بما كان عليه المنزل من قبل".

ركزت أعمال الأسمر الحديثة على البقاء بأمان خلال جائحة COVID-19، وعلى محدودية الإمدادات الطبية، واستهداف أكثر من 70 مستشفى من قبل الهجمات المدعومة من نظام أسد منذ أبريل 2019، وروى الأسمر كيف سخر بعض الناس من لوحاته الجدارية الخاصة بـ COVID قائلين إن التفجيرات في إدلب كانت أكثر فتكاً من الفيروس، ومع ذلك فقد بدؤوا الآن في تقدير الحاجة إلى الاحتياطات الصحية الأساسية.

ويؤكد الأسمر على أنّ الناس لن تنسى هجمات نظام أسد على المدنيين حتى أثناء الوباء، وتُصوّر إحدى جداريات أسمر خلية كورونا خضراء أمام العلم السوري، بقنبلة مرسومة على كل جانب، وجاء في الرسالة المكتوبة باللغة الإنجليزية "كورونا الأسد أخطر على العالم".

وقال "كناشطين وكفنانين نريد أن نوضح أننا مدنيون ونندد بالعنف ولنا الحق في العيش بكرامة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات