هل ستحل القوات التركية محل الأمريكية في سوريا؟.. أردوغان يجيب

رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن توجد بلاده في المكان الذي لا يُريدونها أن تكون به، وذلك في ردّه على سؤال حول الانسحاب الأمريكي من شرق سوريا، وإنّ كانت القوّات التركية ستحلُّ محل القوّات الأمريكية.

وقال أردوغان بحسب ما ذكرت قناة روسيا اليوم نقلاً عن شبكة "سي بي إس" الأمريكية أمس الأحد: "دعني أقول بوضوح تام وصدق: لن نبقى أبداً حيث لا يريدوننا أن نبقى، ولن نكون حاضرين أبداً حيث لا يتم الترحيب بنا".

وأشار أردوغان خلال اللقاء إلى أنّ السبيل لإحلال السلام في العالم ترك الشعوب لتقرير مصيرها: "إذا أردنا إحلال السلام في العالم، فلم يعد هناك أي جدوى من البقاء في هذه المناطق من العالم، يمكننا ببساطة منح هذه الشعوب وهذه الإدارات الفرصة لاتخاذ قراراتها".

وقال أردوغان إن بلاده تود أن ترى القوات الأمريكية تنسحب من سوريا والعراق، تماما كما غادرت أفغانستان قبل ذلك، يقول "إذا كان لدي خيار، أود أن يغادروا سوريا والعراق بنفس الطريقة التي غادروا بها أفغانستان".

وتزايدت في الآونة الأخيرة الأحاديث حول انسحاب القوّات الأمريكية من سوريا، حيث أقر مجلس النواب الأمريكي مؤخراً إجراءات وتعديلات قانونية في ميزانية وزارة الدفاع من شأنها ضرب أبرز قطاعات الاقتصاد التي يعتمد عليها نظام الأسد في تمويل حربه ضد السوريين.

سوريا إلى النواب والكونغرس

وكان الدبلوماسي المنشق عن نظام الأسد والمقيم في واشنطن بسام برابندي قال لأورينت في وقتٍ سابق إنّ تعديلات وإضافات جرت على ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية فيما يتعلق بالملف السوري، جاء أبرزها في 4 بنود، وتنتظر تصويت مجلس النواب ثم مجلس الشيوخ، مشيراً إلى أنه إضافة للبندين المتعلقين بنظام أسد واللذين تمّت الموافقة عليهما كان هناك بندان يتعلقان بتهيئة الأجواء للانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا خلال عام بعد تهيئة ميليشيا قسد ومساعدتها لتكون مستعدة لذلك، غير أن مجلس النواب صوت ضد هذين البندين.

وشكل رفض مجلس النواب البندين المتعلقين بالانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا ضربة مزدوجة لنظام الأسد، فمن جهة حرمه القرار من إرغام ميليشيا قسد على العمل تحت سلطته بشكل مباشر وبشروطه، ومن جهة ثانية حرمه مؤقتاً من السيطرة على آبار النفط بشكل كامل، ليبقى رهيناً للاتفاقات التي تجمعه مع قسد عبر ذراعه في هذا المجال المتمثلة بـ "شركة القاطرجي".

لكن، ومع ذلك لا يعني عدم موافقة مجلس النواب على قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا أن الإدارة الأمريكية لا يمكنها أخذ قرار الانسحاب إذا أرادت ذلك بحسب بربندي الذي ذهب إلى تعزيز ذلك بقوله إن السبب الحقيقي في عدم تصويت النواب على الانسحاب الأمريكي ووضعه كإجراء قانوني يعود إلى أن الجيش الأمريكي دائماً يعمل بدون ضوابط زمنية من الكونغرس (مجلس النواب والشيوخ) ليحقق المهمة المكلف بها في أي مكان بالعالم، معتبراً أن طرح فكرة الانسحاب في مجلس النواب بحد ذاتها تعكس ازدياد عدد المشرعين الذين يريدون انتهاء التدخل الأمريكي العسكري بكل مكان في العالم.

قسد تستجدي

وقبل أيام توجهت إلهام أحمد القيادية في ميليشيا قسد إلى أمريكا وقبلها إلى موسكو لمناقشة انسحاب أمريكي محتمل من شمال شرق سوريا، كما ذكر الإعلامي والمعارض السوري أيمن عبد النور من لوس أنجلوس في رسالته الستين الموجّهة للسوريين.

ومطلع الشهر الجاري نفت وزارة الدفاع الأمريكية صحة تقارير إعلامية إيرانية تحدثت عن انسحاب قوات الولايات المتحدة من بعض قواعدها العسكرية في سوريا، ونقل موقع روسيا اليوم كلام متحدث باسم البنتاغون: "هذا ليس صحيحاً، معايير مهمتنا في سوريا لا تزال كما كانت عليه، أجرينا اتصالات صباح اليوم من أجل التأكد حول ذلك".

يشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن عام 2019 الإبقاء على عدد "محدود" من الجنود الأمريكيين في سوريا، لحماية النفط فقط، حيث نقلت وكالات الأنباء حينئذ أن ترامب أعلن سحب ألف جندي، بينما كان يُقدّر عدد الجنود الأمريكيين في سوريا بحوالي ألفين.