"قراءة نقدية بـ""فارس الحلو..الخروج عن النص"": تسجيلي بومضات روائية"

"قراءة نقدية بـ""فارس الحلو..الخروج عن النص"": تسجيلي بومضات روائية"
تهدف دراسة فيلم (فارس الحلو..الخروج عن النص)، إلى التعرف على كيفية معالجة الفيلم التسجيلي للصراع في سوريا، وما يحمله هذا الفيلم من حيوية الطرح وما تثيره مادته من تساؤلات حول سبل الوصول للحقيقة، ولا سيما إزاء الثورة السورية، الثورة التي تشكل نقطة محورية في الحياة السورية العامة وانقلاباً جذرياً في مرحلة من أصعب مراحل التاريخ السوري المعاصر.  هكذا يمثل فيلم (فارس الحلو..الخروج عن النص) شكلاً من أشكال معالجة قضية الثورة السورية من منظور أحد الفاعلين بها.

بدايةً لماذا فيلم (فارس الحلو..الخروج عن النص) فيلم تسجيلي؟!

لأنه يجسدالواقع بكل تفاصيله وأبعاده، مكتسباً ميزة النوع الإعلامي، والبحث في الواقع هو هدف مشترك للإعلام والفيلم التسجيلي. وكذلك يعالج الفيلم الواقع بأسلوب فني ويرصد حياة المجتمع الديناميكية، بشكل مؤثر ومقنع، يحاول الفيلم مداعبة عقلنا وقلبنا وذاكرتنا.

الإقناع

لغة التواصل هي فكرة ومضمون مراد توصيله للمتلقي، وهي جوهر الفيلم، فارس الحلو فنان سوري معروف يصدح مع السوريين "الله أكبر حرية" و"خاسر خاسر النظام السوري خاسر". تصل هنا الرسالة بطريقة مفهومة للمتلقي، وهو ما يحتاجه المتلقي السوري اليوم، الخبرات والتجارب والجوانب السيكولوجية، أشياء تضفي على حركة الكاميرا واللغة البصرية واللغة الحوارية تشكلات جمالية بالمعنى البصري.

المعالجة تتناول قضية فنان وكوميدي سوري هو فارس الحلو، حيث يخرج عن صمت باقي الفنانين، هنا حركة كاميرا المخرج السوري رامي فرح، ترصد هذه الشخصية منذ البدايات، تقدم صورة للثورة مغايرة عن تصنيفها كصراع سياسي، وكيفية المعالجة. والمضمون هنا فنان يخوض معركته الشخصية ضد النظام الحاكم على إيقاع ثورة شعب واقف.

جوهر الفيلم

يُعد الفرنسيون أول من استخدموا مصطلح الأفلام التسجيلية عام 1916، يعتمد المخرج رامي فرح على الواقع من منظور واقعية الفنان فارس الحلو، وتمثيله للواقع بحوادث جرت وتجري، الحلو يزور عزاء لشهداء الثورة في القابون، قبلها خرج بالتظاهرات الحاشدة؛ هنا تنقلب حياة الحلو، رأساً على عقب، يطارَد من قبل الأمن والشبيحة، والجيش الإلكتروني للنظام ينشر عنوانه وأرقام تلفوناته وعائلته، ليكونوا موضعاً للمضايقات المباشرة.

الفيلم على الرغم من كونه تسجيلاً لا يحتاج أداء ممثلين، رغم ذلك تشعر حينما يؤدي ويتحدث الحلو، تشعر نفسك أمام ومضات سينمائية روائية. لا يحتاج الحلو حب الظهور والإعلام، لذلك لا يتوخى الربح الشخصي، بل يتوخى أن يربح المتلقي. الفيلم التسجيلي لا يحتاج الكثير من النقود، ولا يجلب الكثير من النقود؛ هذا عكس الحاصل في ربح الفيلم المتناول. الفيلم من إنتاج ليانا صالح، وسيني بيرجي سنوريسن وسيندي لوتامبليه. وقد حظي بدعم جهات عديدة أبرزها: مؤسسة صنداش غير الربحية، برنامج الأفلام الوثائقية التابع للمجتمع المفتوح، ومؤسسة الدوحة للأفلام، والصندوق العربي للثقافة والفنون.

في نفس الوقت؛ اعتمد الفيلم التسجيلي على التنقل، حيث نجد في بداية الفيلم مقطعاً من الأرشيف، يرمز لديكتاتورية النظام الحاكم، وملاحظة الفرق بين الماضي والحاضر، الماضي المرعب والحاضر المنتفض على الماضي من خلال شخصية جديرة أن تُروى بصرياً وإعلامياً.

عيوب وثقوب

وما يُعاب على الفيلم غياب بعض المشاهد الحية والوقائع الحقيقية، على حساب اصطناع بيئة مؤلفة أو مجسدة. ناهيك عن محدودية التواصل بين الحلو وثقافته الواسعة من جهة واستجواب الكاميرا الذي بقي قاصراً على استنطاق الحلو في العمق من جهة أخرى.

 يحاول مخرج الفيلم رامي فرح في بعض الوقائع الحية إبعاد المناظر المصطنعة، وتظهير المشاهد الحية بأمانة، لكنها محاولة تبقى رهن الشخصية المتناولة. تلك الشخصية الاحترافية التي رقعت الثقوب السوداء لكاميرا المخرج والبقاء على السطح لكن بعيداً عن هذه الملاحظات يبقى فيلم (فارس الحلو..الخروج عن النص)، مادة منتقاة بعناية بسبب خصوصية بطلها وعناده،  وهي ترمز للصراع بين طلاقة الحرية المنشودة وثقل الاستبداد المرعب، وأحد أبطالها الأحياء الفنان والكوميدي السوري فارس الحلو.. الذي يخرج هنا على نص الاستبداد والحكم الشمولي لا على نص مخرج أو كاتب في مسلسل أو فيلم. 

التعليقات (2)

    فادي فارس

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    هاد الممثل الزنخ - البشع - الغليظ شكلاً ومضموناً (الذي يقف مع الإرهابيين) لماذا يختار الأدوار القذرة (الحقيرة). الحق يقال: في مسلسل عربيات (الابريق السحري) يقول بغسل قدمي المقرف باسم ياخور ثم يضع رأسه في الطشت. وفي فيلم علاقات عامة يقوم بتقبيل قدمي سلافة معمار بمشهد مخجل وزبالة تقوم بالتحدث من معك لكي نلتهي حتى ينتهي من حقارته. وفي مسلسل أبو الهنا ينزل في نهر غليط (مجاري) فعلا إنسان حقير.

    سالم

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    المشكل السوري مشكل تربوي منهجي .. السوري بطبعه متعاطف مع كل الإثنيات ( الأقليات) في وطنه .. رغم أن الشخصية التي تبنى بها هذه الإثنيات أفرادها شخصية مقيتة تكره المكون العربي السني وتكيد له وتربيتها بعيدة عن الشخصية العادية محبة للوطن محبة للمجتمع الذي تعيش فيه عندها الحد الأدنى للضمير الإنساني ... هذا الترهل هو الذي أوصل للكارثة المسكوت عنها حتى مجتمعيا .... المسيحي في نكاته يتنكت بأم على والفه كفاية
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات