مخابرات أسد تساوم على حياة شابين بابتزاز أهالي مدينة بريف دمشق

مخابرات أسد تساوم على حياة شابين بابتزاز أهالي مدينة بريف دمشق
 لحظات عصيبة تلك التي عاشتها أسرتا أحمد وباسل بعد مرور ثلاثة أيام على فقدانهم أثناء توجههما نحو عملهما في منطقة خان الشيح، إذ ينحدر الاثنان من مدينة زاكية في ريف دمشق المجاورة لتلك المنطقة، وبعد رحلة بحث مُضنية، لم تؤت بثمرة واحدة من ثمارها تفاجأ ذوو المعتقلين باتصال هاتفي نزل كالزلزال عليهم ومفاده أنّ  منشوراً على صفحة الفيسبوك لعنصر من الفرع (215) المعروف لدى السوريين بسرية المداهمة التابعة لشعبة المخابرات العامة التابعة للنظام  يقول فيه " كمين محكم للسرية تم تنفيذه في خان الشيح واعتقال اثنين من أخطر المطلوبين في مدينة زاكية " لتبدأ مع هذا الاتصال رحلة أخرى لمحاولة إخراجهم من غياهب سجون نظام أسد، وخاصة أنّ أحمد أصيب في محاولة منه للهروب من الكمين الذي نُصب لهما "حسب ما جاء في منشور عنصر مخابرات نظام أسد

برسم البيع 

وعبر معرفة مسبقة من تجارب الآخرين في المدينة بأن نيل حرية المعتقلين في أقبية نظام أسد ليست بالتمني بل يُؤخذ المعتقل بعد دفع مبلغٍ مالي كبير، عرضت أسرتا أحمد وباسل منزلهما في المدينة للبيع ونقشت بواسطة الطلاء عبارة "برسم البيع" قبل الشروع بأي عملية لإخراجهما، إذ جرت العادّة بأن الحد الأدنى الواجب تأمينه يقارب (30) مليون ليرة سورية لكل شخص معتقل أسوةً ببعض المعتقلين من المدينة الذين خرجوا من معتقلات نظام أسد بعد دفع المبلغ ذاته، ولا يملكوا منه سوى دراهم معدودات.

مصّدر خاص لأورينت نت مقرب جداً من عائلة أحمد يقول: لا نعلم حتى الآن التهمة التي بسببها تم اعتقاله، وما سر هذا الكمين المُحكم الذي تم نصبه لهما، هما يعملان في مهنة صب الأسطح وطُلب منهما الحضور إلى منطقة خان الشيح عبر اتصال هاتفي نجهل من يكون صاحبه لرؤية مشروع وتقدير تكلفة إنجاز سطحه، ومنذ ذاك الوقت انقطعت أخبارهما بشكل كامل ولم نعرف باعتقالهما إلا عبر الفيسبوك.

 ويضيف المصدر : لا يوجد خيار لدى العائلتين سوى بيع ما يمكن بيعه لإخراجهما والبدء سريعاً برحلة البحث عن الشخص المطلوب "الواسطة" للتفاوض معه لقاء الإفراج عنهما، أحمد في المشفى العسكري ومن المؤكد أنه يتعرض للتعذيب وهو على سرير المشفى، نعرف جيداً أن هذا النظام لا يفرق بين مصاب أو معافى والتعذيب الممنهج هو إحدى سماته. 

 شروط تعجيزية وضعت الطاولة 

يقول المصدر: لم نكن على علم أن عرض المنازل للبيع سوف يتبعه سيلٌ جارف من عروض السماسرة المقربين من الأفرع الأمنية لقاء الإفراج عنهما، غير أن الأسلوب الذي يأتون به بغرض الابتزاز مشين للغاية، أحد السماسرة يقول بأن أحمد يصارع الموت في المشفى العسكري ويجب التصرف بأسرع ما يمكن ودفع المال لإخراجه ومعالجته، وأن جرحه بليغ، وطلب مبلغ (35) ألف دولار للبدء بعملية إخراجه.

 سمسار آخر جاء بنفس الرواية ولكن مع إضافة بعض الكلمات وهي أنهما على علاقة مع مجموعات تابعة للمعارضة لذلك السبب تم اعتقالهما، وبالتالي قضيتهما صعبة وطلب مبلغاً وقدره (150) مليون ليرة.

يتابع المصدر حديثه: بعد أخذ ورد والتفاوض مع السماسرة، جاءت الطلبات الرسمية لشعبة المخابرات العامة عبر أحد المتنفذين في المدينة وطلب مبلغا ماليا وشراء 25 قطعة من السلاح الحربي وتسليمها ضمن صفقة تسوية، وتأمين عدد من الشبان المطلوبين من المدينة في إطار التسوية، على أن يكون مقر التسوية في مكان يحدده الأمن العسكري لاحقاً إما داخل المدينة أو خارجها، بالإضافة إلى أنهم يريدون توقيعا خطيا من جميع من يريدون تسوية أوضاعهم، واشترطوا توقيع (35) اسما تحديداً من أبناء المدينة كانوا ضمن المعارضة المسلحة، وقاموا بعمليات التسوية سابقاً بعد رفضهم التوجه نحو الشمال السوري، لتبدأ رحلة جديدة ومهمة مستحيلة هي البحث عن السلاح لشرائه.

المهمة المستحيلة  

البحث عن سلاح يكفي لتسليح كتيبة عسكرية في مدينة كانت قد أجرت عملية تسوية من قبل ما هي إلا مهمة مستحيلة أشبه بالبحث عن إبرة في كومة من القش وحتى أصعب من إيجاد متطوعين لإبرام تسوية.

أحد المطلوبين من ال(35) المشترط خضوعهم لعملية التسوية يقول لأورينت نت: لا مشكلة لدينا في الخضوع لعملية تسوية في سبيل إخراج معتقل من المدينة لأنها بمثابة إحياء نفس بشرية من جديد، لديهما عائلة وأطفال بانتظارهما، ولكن هي شروط تعجيزية والقصد من ورائها مكشوف هي معرفة إن كان السلاح متوفراً في المدينة أم لا لإعطاء مبررات لاقتحامها واللعب على وتر وجود سلاح ومسلحين معارضين للنظام داخلها، حتى إننا لا نعرف ما سبب اختيارنا بالذات لهذه العملية ربما بسبب تقارير تصل للأفرع الأمنية عن وجود سلاح بحوزتنا.

وأضاف: "بعملية الخطف التي قاموا بها لشابين من المدينة يستطيعون ابتزاز ذويهما للضغط علينا بحجة إخراجهم من جهة والحصول على العائد المادي منهما من جهة أخرى، لا سبيل لنجاح تلك المفاوضات تلك مهمة مستحيلة، حتى الآن لم يستطيعوا تنفيذ البند الأول وتأمين المبلغ المالي المرافق للسلاح فكيف بالبند الثاني وتأمين السلاح، ستفشل تلك المفاوضات وأرجو من الله أن لا يحدث ذلك، لا ناقة لهما ولا جمل، ولكن هذا نظام أسد وهذه أفرعه الأمنية، لا جديد يضاف إلى سجلهم الإجرامي".

يُذكر أن عملية اعتقال باسل وأحمد ليست العملية الوحيدة التي قامت بها سرية المداهمة (215) بحق شبان من المدينة، فمنذ شهرين قامت باعتقال شابين جامعيين من أحد المطاعم في جديدة عرطوز بريف دمشق، واعتقال طبيب أسنان أثناء توجهه إلى منطقة حوش بلاس بدمشق لإصلاح سيارته جميعهم تم اعتقالهم بنفس الطريقة كمائن مُعدّة مسبقاً بعد استدراجهم، وبلغ عدد الذين تم اعتقالهم من المدينة منذ ستة أشهر حتى الآن 10 معتقلين موثّقين، ولم يخرج أي منهم حتى الآن.

التعليقات (1)

    nadim

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    مختار سوريا بشار الأسد جعل منها محافظة إيرانية فهو لا يعرف كل تجمعات ميليشياتهم المنتشرة في كل أرجاء سوريا. الأردن ستصبح المحافظة الإيرانية الخامسة وبمساعدة ملك الأردن والشعب نائم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات