مقتل راعٍ بسجون ميليشيا الجيش الوطني وقيادي: لم نعلم بمرضه

مقتل راعٍ بسجون ميليشيا الجيش الوطني وقيادي: لم نعلم بمرضه
لا قانون يحكم في أرض الشمال ولا حتى عُرف ولا هم يحزنون، يغيب العدل وتغيب المحاكم، لا حاضر هناك إلّا قانون الغاب وسجون، آخر ما كُشف عنه من تجاوزات مقتل حكمت خليل الدعار وهو أحد سُكّان الشمال في سجون تابعة لميليشيا صقور الشمال أحد الفصائل المنضوية في الجيش الوطني، وذلك بعد اتّهامه بالعمالة لميليشيا (بي كي كي) الإرهابية. 

تقرير الطب الشرعي الذي تمكّنت أورينت من الحصول على نسخة منه أكّد أن وفاة الدعار المباشِرة كانت بسبب ارتفاع السكّر بدمه الذي وصل إلى /500/، الأمر الذي سبّب له احتشاء في العضلة القلبيّة أدى بدوره إلى الوفاة.

التقرير ذاته أكّد أنّ آثار التعذيب كانت واضحة على ظهر الدعّار وعلى لوح الكتف ومعصم اليدين، مع تورّم في الطرف السفلي الأيمن، وجروح مُتعددة (طولية وعرضيّة)، ولم يُشاهد أي أعراض مرضيّة.

روايات متضاربة

موقع جسر نقل عن مصادر من عائلة الشاب "حكمت خليل الدعار"، الذي قُتل يوم أمس الأربعاء، أن الدعار ينحدر من بلدة الطيّانة بريف دير الزور الشرقي، وليس لديه أي توجه سياسي أو عقائدي سوى أنه معارض للنظام، مشيراً إلى أنه يعاني من مرض السكري، وحسب المصدر فإن الدعار يعمل "راعي أغنام"، وطلبته ميليشيا قسد الإرهابية قبل نحو عام، واضطُر للنزوح إلى رأس العين بريف محافظة الحسكة.

قائد فصيل صقور الشمال حسن خيرية قال لأورينت نت إنّ الدعّار ينتمي لخلية تعمل لحساب إرهابيي الـ (بي كي كي)، وعند سؤاله عن أسباب تعذيب الدعّار رفض خيرية الإجابة، ليؤكد دائماً أنّه لم يتعرض للتعذيب وأنّه مُصاب بمرض السكري، بينما لم يكن الفصيل يعلم أنّه يعاني من ذلك المرض، وبعد إلحاح طويل عن سبب التعذيب كان جواب خيرية: (اكتب ما تراه مُناسباً).

بيان مُضلِّل

لواء صقور الشمال قال في بيانٍ له إنّه "بتاريخ 18/9/2021 تم توقيف المدعو حكمت الدعار الملقب أبو سلطان بتهمة القيام بأعمال إرهابية وتفخيخ واغتيالات والارتباط مع حزب البي كي كي".

وتابع البيان: "إثر عملٍ أمني، وبالتنسيق مع الشرطة العسكرية تم كشف خلية تقوم بالتفجير برأس العين وبالتحقيقات اعترف أحد أفرادها بأن المدعو حكمت الدعار هو رئيس الخلية وأنهم يتعاملون مع حزب البي كي كي، كما أن بقية أفراد الخلية اعترفوا أن الدعار هو رأس الخلية وهو الذي يستلم ويسلم العبوات وأماكن زرعها ولصقها وهو الذي يقوم باستلام الأموال التي ترسل إلى رأس العين وتمّ الاعتراف على المدعو حكمت أنه قام بوضع عبوة في سيارة (هيونداي سانتفيه) عائدة للمجلس المحلي". 

وعن سبب الوفاة قال البيان: "في صباح يوم الإثنين الواقع في 20/9/2021 وأثناء تفقد الموقوف حكمت تبين أنه مُغمى عليه ولا يرى وعلى الفور تم إبلاغ المسؤولين وتم نقله إلى المشفى الوطني في رأس العين وبقي فيها حوالي ساعتين تقريباً حيث تبين أنه مصاب بمرض السكر وتعرض لارتفاع كبير أدى إلى وفاته وهذا ما أكده تقرير المشفى والطبيب الشرعي".

رُبّما ما ذكره بيان الصقور صحيح، وربما يحمل ما يحمل من الأخطاء، فلا محكمة تؤكد ما جاء في ذلك البيان، أو تكذّبه، غير أنّه وعلى اعتبار أنّ ما جاء به البيان صحيح، وأنّ الدعّار عميل لميليشيات (بي كي كي) الإرهابية، فهل هذا مبرر لأن يتم سجنه دون محاكمة أو تعذيبه بتلك الطريقة التي ظهرت بها جثّة الدعار؟.

لقد كانت شعارات السوريين واضحة عندما خرجوا بهذه الثورة وهي إحقاق الحق والتخلص من السطوة الأمنيّة التي كان يُمارسها نظام أسد بحقهم وسجنهم وتغييبهم دون محاكمة أو قضاء، ولهذه الغاية تحوّلت إدلب ومناطق درع الفرات وغصن الزيتون إلى مأوى للباحثين عن العدالة والحرية، ولكن يبدو أن الميليشيات المنفلتة التي لا تحتكم لأيِّ قانون وضعي أو سماوي تأبى إلّا أن تكون سنداناً للسوريين الذين عانوا من مطرقة الأسد طويلاً.

التعليقات (1)

    محمدعيد القاسم

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    نقول انه معارض للدولة ورئيس خلية تعمل لصالح كسد فيعاد انه كان يرعى القنم كان راعيا لأ كان يصلي وتم القاء القبض عليه ونال جزاء عمالته الله لايقيمه
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات