إقصاء مفاجئ للسوريين والعرب من صفوف الميليشيات الإيرانية

إقصاء مفاجئ للسوريين والعرب من صفوف الميليشيات الإيرانية
في ظل تكرار الهجمات والقصف الذي طال مواقعها، وفي محاولات حثيثة ومستمرة منها لتأمين مقراتها ومستودعات الأسلحة التابعة لها، أقصت ميليشيات إيران غالبية عناصرها السوريين والعرب من المناطق المحيطة بمقراتها، ونقلتهم إلى أماكن أقل حساسية في أرياف الرقة وحلب، واستقدمت عناصر من ميليشيا الحرس الثوري بدلاً عنهم، لتتولى الأخيرة حماية كافة المقرات والمستودعات التابعة لإيران في بادية دير الزور.

وتشهد مواقع إيران بين الحين والآخر هجمات تستهدف قواتها من قبل عناصر مجهولين، يعتقد أنهم يتبعون لتنظيم داعش في مناطق البادية وخاصة أرياف دير الزور، فضلاً عن القصف الذي تشنه مقاتلات التحالف أو مقاتلات الجيش الإسرائيلي على مواقع إيرانية بين الحين والآخر.

إقصاء للسوريين

وقال الناشط الإعلامي (أحمد العلي) في حديث لـ أورينت نت، إن "الميليشيات الإيرانية وعلى مدار الأسبوع الماضي، أرسلت أرتالاً من دير الزور إلى مناطق جنوب الرقة وجنوب شرق حلب، وقد كان من الواضح أنها تعزز بعض المواقع هناك، ليتبين لاحقاً أن إيران أفرغت جلّ عناصرها السوريين والعرب من ريف دير الزور، وخاصة المدن الحيوية التي تضم أكبر عدد من المقرات ومستودعات الأسلحة في كل من (البوكمال والميادين) ومدينة دير الزور، واستعاضت عنهم بعناصر إيرانيين".

وبالمقابل استقدمت تلك الميليشيات 4 أرتال عسكرية ضمت عناصر من الحرس الثوري الإيراني ووزعتهم في محيط المقرات ومستودعات الأسلحة التابعة لها، وخاصة مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، والتي تعد من المناطق الاستراتيجية التي تلقى اهتماماً كبيراً من قبل إيران، كما استقدمت أسلحة ثقيلة جديدة إلى المنطقة، من بينها قاذفات مدفعية موجهة بالليزر وغيرها من الأسلحة التي تستخدمها في قصف المناطق المأهولة بريف إدلب".

اتهامات بالخيانة

وعن سبب تلك الانتقالات والتغييرات، رجح العلي أنها جاءت نتيجة خلافات بين قادة الكتائب والقوات التابعة لها من السوريين والعراقيين، وبين القادة الإيرانيين، الذين كعادتهم حمّلوا مسؤولية جميع الهجمات والقصف للعناصر السوريين، متهمين إياهم بالخيانة والتواطؤ مع العدو، سواءً بالتغطية على هجمات داعش والسماح لهم بالمرور إلى مناطق حساسة أو إعطاء الإحداثيات لطائرات التحالف الدولي أو الاسرائيلي لقصف المواقع الإيرانية، مستندين بذلك إلى رواية (مسؤولية سوريا والعراق عن اغتيال قاسم سليماني).

وأشار إلى أن ميليشيات إيران اعتادت في كل موقف توجيه الاتهامات للعناصر السوريين والعرب وتبرئة عناصرها، بدعوى أن عناصرها (مجاهدون أخيار)، وأنهم جاؤوا للدفاع عن المقدسات وحقوق (آل البيت) لذا فمن غير الممكن أن يرتكبوا الخيانة سواء لدولتهم أو لأئمتهم وفق تعبير القادة الإيرانيين.

الشيعة فقط

من جانبه أكد الناشط الإعلامي من دير الزور (محمد الحمادي) في حديث لـ أورينت نت أن "الميليشيات الإيرانية، قامت بنقل قسم  من عناصرها المحليين من أبناء ديرالزور وريفها واستبدالهم بعناصر من الساحل وحماة وحمص ومن الطائفة الشيعية تحديداً، فيما تبقي عناصر محليين في بعض الأماكن (غير الحساسة) كـ اللواء 47، إلا أنه تم منع هؤلاء من الاقتراب أو الوصول إلى المقرات الإيرانية".

التمويه المستمر

ولجأت إيران لاتباع "الحيلة" من أجل حماية مقراتها والحفاظ على أرواح عناصرها من عمليات الاغتيال التي باتت تطالهم بكثرة وخاصة في بادية "الرقة ودير الزور وحمص"، حيث وبعد اعتمادها على علم نظام أسد بدلاً من راياتها الطائفية، أوعزت لعناصرها الموجودين في مدينة تدمر وما حولها، بنزع العصائب التي توضع على اليد والرأس، وقد ذكرت مصادر لـ أورينت أن الأوامر جاءت من قيادة الحرس الثوري في مطار التيفور العسكري شرق حمص، وتم تطبيقها على كافة الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني مثل لواء فاطميون الأفغاني وحركة النجباء العراقية وحزب الله العراقي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات