وجاء في الرسالة التي كتبها سواري: "بعد الكشف عن ملفات الفيديو التي صُوِّرت داخل سجن إيفين، والتي أظهرت لمحة عن الحالة المؤسفة للسجون الإيرانية والمعاملة اللاإنسانية وغير القانونية للسجناء من قبل المسؤولين، جميعه سبق أن ذكره العديد من السجناء السياسيين في تقاريرهم من داخل السجون، لكن تمّ نفيها دائماً من قبل السلطات، وفي بعض الأحيان تمّ فتح قضايا مزدوجة للسجناء بتهمة الابتزاز وبث الأكاذيب، وبعضهم أُصدرت بحقهم عقوبات جديدة في ذات القضايا".
وتابع سواري: "خلال عقود كان سجن كارون، وهو سجن تم إغلاقه مؤخراً؛ تم إسكات العديد من الأصوات وإلى الأبد، تعرّض الكثير من المعتقلين للتعذيب والإذلال والمضايقة بما يتجاوز عقوباتهم القاسية؛ التعذيب الذي ستبقى آثاره على الضحايا طيلة حياتهم وسيؤثر بشكل سيئ أيضاً على حياة أحفادهم ومن حولهم".
وقال سواري في رسالته: "خلال ستة عشر عاماً من سجني وحتى الآن، أمضيت ثماني سنوات في سجن كارون، تسعة أشهر منها في الحبس الانفرادي في مراكز الاعتقال بمكتبي مخابرات الأهواز وشيراز، وثلاثة أشهر في سجن شيبان، والسنوات السبع الماضية كانت في سجن رجائي شهر، كانت هذه السنوات في سجن كارون أشد فترات سجني، وهي الفترة التي طالبت بها بالنفي الطوعي إلى سجن رجائي شهر والابتعاد عن مدينتي وعائلتي، في سجن كارون تعرضت للتعذيب الجسدي بأكبر قدر ممكن من الوحشية والإذلال والإهانة ونُقلت إلى زنازين العصور الوسطى، رأيت العديد من الأشخاص الذين شاركوني هذا المصير، رأيت أشخاصاً آخرين تعرّضوا لما هو أكثر مرارة، لم ينجوا من التعذيب، انتهت حياتهم تحت التعذيب وتمّ تبرير موتهم بحجج سخيفة كالوفاة بسبب جرعة زائدة من المخدرات".
ويصف سواري برسالته حالة السجناء وهو أحد أقاربه، يقول سواري: "أحد هؤلاء الضحايا هو محمد سواري، هو سجين ومريض وبدلاً من تلقي الدواء تم صلبه بالأصفاد ليعاقب تحت شمس الأهواز الحارقة، مات مصلوباً هناك، وبعد أيام قليلة نُسي كأنه لم يكن موجودا قط، التأثير الوحيد لوفاته هو أن السجناء لم يعودوا مصلوبين تحت الشمس، أجلسوهم على كرسي وهم مكبلو الأيدي إلى مقعد حديدي، مررت بكلتا التجربتين، لكن محمد سواري توفي بسبب ضعفه الجسدي وبسبب مرضه، وكما هو الحال دائماً، لم يتم فتح أي قضية لمتابعة أسباب وفاته، لم يتم رفع دعوى قضائية، ولم تتم إدانة أي شخص أو حتى تحميله المسؤولية".
وختم سواري رسالته: "لم يتغير وضع المعتقلين في إيران منذ عقود، ولعل أهم أسباب ذلك يمكن أن يكون الافتقار إلى الإشراف واللامسؤولية والحرمان من المعاملة اللاإنسانية وغير القانونية للسجناء، وإذا استمر إنكار النظام لهذا الحال فإنه من المُستبعد في المستقبل أن نرى تغييراً إيجابياً في أوضاع المعتقلين في معتقلات النظام الإيراني".
يُشار إلى أنّ حمزة سواري سجين سياسي ومعتقل حالياً في سجن رجائي شهر بمدينة كرج غرب طهران، اعتقلته قوات الأمن بتاريخ 1 سبتمبر /أيلول 2005، وحكم عليه بالإعدام من قبل "محكمة الثورة" في الأهواز بتهمة الإفساد في الأرض والحرابة والعمل ضد الأمن القومي، وخُففت عقوبته في النهاية إلى السجن المؤبد.
المعتقل العربي في سجون الملالي حمزة سواري
التعليقات (1)