بالوثائق.. الكشف عن "مافيا" فساد مرتبطة بالنظام للسطو على المازوت في السويداء

كشف موقع "السويداء 24" بأنه حصل على معلومات مؤكدة عن قيام "مافيا" فساد من شخصيات متنفذة لدى نظام أسد، تحتكر توزيع مادة المازوت الواردة إلى السويداء وتهريبها، لتجني عشرات الملايين يومياً، وتحرم الأهالي منها. 

وذكر الموقع أنه يدخل إلى محافظة السويداء يومياً من 9 إلى 10 طلبات مازوت، سعة كل طلب 24 ألف لتر، أي إن المحافظة يدخلها أكثر من 200 ألف لتر مازوت يومياً، وتُقسم الطلبات بين مخصصات لمؤسسات حكومة أسد كمديريات الصحة والمياه والنقل والزراعة والصناعة والتدفئة المنزلية، دون وجود آلية واضحة للتوزيع، بحسب الجداول الرسمية التي تنشرها شركة المحروقات. 

وأضاف أن الجداول تُبين وجود محطات معينة، تحصل على طلبات مازوت بشكل يومي، بينها محطة المحروقات والفلاحين في مدينة السويداء، والشاعر في بلدة عتيل شمال السويداء، نظراً لارتباطات مستثمريها مع مسؤولي شركة المحروقات وفرع حزب البعث والفروع الأمنية التابعة للنظام التي لها دور بارز في تحديد آلية توزيع الطلبات الواردة للمحافظة دون أي صيغة قانونية.

في حين تحصل بقية المحطات في المدينة والريف على طلب واحد كل شهر أو شهرين، بعد أن يدفع متضمنوها "خوة" لأمناء الفرق الحزبية في مناطقهم، تصل إلى مليون ونصف مليون ليرة عن كل طلب. 

وتابع الموقع: "آلية التوزيع تعتمد على تعاميم موقّعة من لجنة المحروقات برئاسة المحافظ، وتوزع على الأفران والمصانع وباصات النقل، لكن مصادر من المحروقات، تؤكد أن معظم هذه التعاميم وهمية، ولا صحة للأرقام الموجودة فيها، وإنما يتم التركيز على المحطات المذكورة، ليصار إلى سحب المادة منها وبيعها إلى مراكز السوق السوداء في الثعلة والدور والمزرعة وعرى، ومنها إلى درعا أمام أعين الناس في كل صباح". 

وأشار الموقع إلى أنه يستطيع المواطن الوقوف يومياً على طريق المزرعة أو الثعلة ومشاهدة صهاريج المازوت تغادر من المحطات المذكورة غرباً.

 175 مليون ليرة

وأكد أنه بشكل يومي، يتم تهريب حوالي 4 طلبات مازوت من محطة المحروقات والشاعر والفلاحين إلى القرى الغربية، اثنين إلى الثعلة، واحد إلى المزرعة، وطلب واحد يتم تقسيمه بين بلدتي الدور وعرى، ما يعادل 70 ألف لتر تقريباً، سعر اللتر 500 ليرة في المحطات، يدفع مستثمرو المحطات 500 ليرة إضافية على اللتر، كثمن قطع البطاقات (حتى يكون التهريب قانونياً)  ويتم بيعه ب 3500 ليرة إلى مراكز التهريب، وبالتالي الربح 2500 ليرة باللتر الواحد، وبحسبة بسيطة نجد أن المبلغ اليومي الذي تجنيه منظومة الفساد يصل إلى 175 مليون ليرة، ما يعادل 50 ألف دولار أمريكي.

ولفت الموقع أن الأرباح تُقسم بين منظومة الفساد، تبدأ بفرع الحزب وفرع أمن الدولة، المسؤولين عن تحديد الطلبات بشكل يومي إلى المحطات التي تهرب المادة، ويحصلان على حصة "الأسد" من الأرباح، كذلك مستثمرو المحطات، ومسؤولو شركة المحروقات، أما سيارات تهريب المادة تتقاضى مبلغا معينا عن كل لتر، ناهيك عن المجموعات المسلحة أيضاً كونها ترتبط بالمستثمرين وتحميهم وتمتثل لأوامرهم بقطع الطرقات عندما لا يحصلون على طلبات، من بينها جماعة راجي فلحوط التي تحصل على 6 آلاف لتر بنزين شهرياً. 

وللعلم فإن ملف الفساد لا يقتصر على مادة المازوت، فمادة البنزين أيضا تشرف عليه ذات المنظومة أو "المافيا" كما يسميها الأهالي، خصوصاً بعد تنسيق آلية جديدة تسببت في تأخر الرسائل للمواطنين، وسببت بتهميش محطات المحافظة، ليصبح الربح محصوراً في مجموعة محطات بالمدينة.

سرقة المازوت من المدارس

وفي سياق آخر، تحدثت مصادر خاصة لصحيفة "الوطن" الموالية عن سرقة 450 ألف لتر من المازوت التي تم تزويد مديرية التربية التابعة للنظام به بعد إغلاق المدارس مع بداية الصيف الحالي.

وأشارت المصادر إلى أن المديرية قامت بتوزيع المازوت على المدارس في جميع أنحاء المحافظة من أجل استخدامها في فصل الشتاء القادم لكن الذي حصل أن كميات كبيرة منها سرقت من داخل الكثير من المدارس ومن الخزانات التي وضعت فيها خلال الصيف.

وقال مدير تربية طرطوس التابع للنظام علي حشود، إنه بخصوص وجود نقص في المادة الموزعة على عدد من المدارس فقد قامت مديرية التربية بتشكيل لجان تدقيق للقيام بجولات من أجل تفقد الكميات المسلَّمة للمدارس وقد تبين حصول سرقة ونقص بمادة مازوت التدفئة عندها وتم تنظيم ضبوط قانونية بشأن ذلك.

لا شك أنه لن يتم القبض على السارقين لأن من يجرؤ على الدخول للمدارس وسرقتها من المؤكد أنه مرتبط بنظام أسد الذي يتعاقد مع أي جهة أو شخصية فاسدة مقابل الحصول على نصيبه من الأموال. +