لماذا فبرك نظام أسد حادثة انفجار خط الغاز العربي؟

لماذا فبرك نظام أسد حادثة انفجار خط الغاز العربي؟
عشراتٌ من الأمتار كان يبعد أحد مُعسكرات الحرس الثوري الإيراني عن المكان الذي استهدف به تنظيم داعش خطّ الغاز العربي الذي يُنتظر منه أن يُغذي لبنان بالطّاقة، تسلل عناصر التنظيم وفجّروا الخط، لا أحد أحسّ بهم من عشرات الدوريّات والمفارز المنتشرة بمنطقة حران العواميد بريف دمشق التي تعجُّ بمعسكرات الاحتلال الإيرانية أو تلك التابعة لعصابات حزب الله، غير أنّ أحدا منها لم يلحظ ذلك الهجوم الذي قام به التنظيم.

رواية سوريالية عمّا جرى لخط الغاز العربي قدّمها إعلام أسد، وذلك المحسوب على ما يُسمى بمحور المقاومة، غير أنّ الجميع ولا سيما أبناء المنطقة يعلمون أنّه ما من طيرٍ يطير إلّا ولا دابةٍ تدب إلّا بعلم من العصابات الطائفيّة المنتشرة هناك، وأكثر ما يُدلل على كذب رواية إعلام أسد هو الانفجار ذاته، فلا آثار للانفجار أو الحريق، وكلُّ ما هُنالك عبرة عن حفرة صغيرة يمرُّ منها أنبوب الغاز الذي قُصَّ ولم ينفجر، لكن لماذا يقدم إعلام أسد هذه المسرحية، وماذا يُريد من ورائها؟. 

يقول المحلل السياسي درويش خليفة لأورينت نت إنّ أقل مراقب معني بالشأن السوري يعلم أن بلدة "حران العواميد" المنطقة المشار إليها بالتفجير، محاطة بالفرق العسكرية التابعة للنظام، بالإضافة إلى ووجود 80 نقطة تتبع للميلشيات الإيرانية، وهي على بعد 2كم عن الطريق الدولي M5، وتبعد 24 كم عن مطار دمشق الدولي. 

الأزمة الخانقة التي يعيشها نظام أسد ما عادت تخفى على أحد، والبحث عن مصادر للتمويل هو الآخر ما عاد خافياً على أحد، ومن أفضل من الدول المُشتركة بهذا الخط للبحث عن تأمينه، ليبدأ إعلام أسد بالحديث عن ضرورات تأمين هذا الخط أمنياً، الأمر الذي يتطلب من تلك الدول دفع المال لتأمين الخط، ويتساءل خليفة هل يمكن لعاقل أن يصدق رواية النظام؟، يقول خليفة: "بالنسبة لي أرجح سبب الحادثة هو ابتزاز النظام للدول المعنية في المشروع وتحصيل مبالغ خاصة لحماية الأنابيب، وإلا ستصبح خطوط الغاز عرضة للتفجيرات، وبالتالي يتم طي صفحة الصفقة أو تخصيص مبلغ لحمايتها".

وأضاف خليفة: "تحركات المجموعات المتبقية من تنظيم داعش يتم مراقبتها عن كثب، خصوصا وإنها بمنطقة مكشوفة في البداية السورية، فكيف لنا أن نقتنع بأن التنظيم كان خلف تفجير خط الغاز العربي وهو السبب الرئيس في ذلك، الأمر الذي أدى إلى قطع الكهرباء عن العاصمة دمشق وريفها، بحسب رواية إعلام أسد".

أكثر من ذلك؛ وما إن بدأ الحديث عن خط الغاز العربي الذي سيُغذي لبنان بالطّاقة؛ حتى بدأت تخرج تصريحات عن الإدارة الأمريكية المُتماهية مع المشروع الإيراني في المنطقة، بشأن التخفيف من عقوبات قيصر عن نظام أسد بهدف تسهيل مرور خط الغاز، وهو الأمر الذي انتظره النظام بفارغ الصبر، وكانت مُقايضته مع الدول الثلاث (مصر والأردن ولبنان) على تخفيف عقوبات ذلك القانون، ليتمكّن من إعادة بناء آلته العسكرية التي فتكت بالسوريين.

وأتى خط الغاز -العربي اسماً والإسرائيلي منشأ- كبداية وشرط لتخفيف عقوبات قيصر، حيث اشتركت الدول الثلاث عملياً في تخفيف العقوبات عن نظام أسد، وافتعل النظام تفجير خط الغاز في مُحاولة منه للضغط على الدول الثلاث وأمريكا أيضاً لتمرير الخط عبر أراضيه لما يحمله ذلك من منافع اقتصادية من جهة وتعويميّة من جهةٍ أخرى، مُعتقداً أنّه بهذا الأمر يقوم بالضغط على تلك الدول، وهنا يقول درويش خليفة: "يبدو أن النظام في سورية مازال يعتقد أنَّ روايته تنطلي على الغرب والعرب بآنٍ واحد، أو أنه يظن بأنَّ الدول تتابع الشأن السوري من خلال وكالة الأنباء سانا، وكأن الوسائل عدمت ونحن في أوج الثورة الرقمية والأقمار الصناعية، أو إنَّ سوريا دولة معزولة وشعبها يعيشون في أسوار مغلقة، ولا سيما بعد دخول تنظيم داعش إليها".

إذن، ومن خلال الصور التي نشرها نظام أسد بنفسه وربّما بغباءٍ منه يدحض كل الادِّعاءات التي قدّمها عن تعرض أنابيب الغاز لأي تفجير، وإنّ هدفه من افتعال ذلك التفجير هو الضغط على الدول المُستفيدة من ذلك الخط، في محاولةٍ منه لجني أكبر قدر ممكن من الأموال لمواصلة حربه على السوريين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات