وقالت وسائل إعلام إيرانية "حكومية" إنّ عدم مشاركة رئيسي في تلك الاجتماعات تعود إلى عدّة أمور ومنها الفيزا التي رُبّما لن تُعطى لرئيسي، ويقول الكاتب نعمت أحمدي إنّهم في إيران لا يعلمون هل حاول رئيسي استصدار فيزا لحضور تلك الاجتماعات أم لا، لكن والحديث لأحمدي، على كل حال فإنّ الظروف غير مناسبة أبداً لسفر رئيسي إلى أمريكا.
ويقول أحمدي في صحيفة "جهان صنعت": "رؤساء الدول يتمتعون بالحصانة، ولا يمكن اعتقال رئيس دولة ما في دولة أخرى إلا إذا حكمت عليه محكمة الجنايات في لاهاي، حتى الآن لم يصدر حكم بحق رئيسي".
ومن أسباب امتناع رئيسي عن السفر للولايات المتحدة الأمريكية هو المحاكمات التي يخضع لها صديقه وشريكه في مجازر الثمانينات حميد نوري في السويد، بتهمة القتل الجماعي، يقول نعمتي: "لا أعتقد أنّ الظروف مناسبة لهذه الرحلة، على سبيل المثال ما تزال محاكمة حميد نوري جارية حالياً في ستوكهولم بالسويد، وقد تم ذكر السيد رئيسي مراراً وتكراراً هناك، ولم يصدر أي حكم قضائي ضد رئيس الجمهورية، ومن ناحية أخرى يتمتع رئيسي بحصانة قضائية ولا يمكن أن يتعرض له أحد".
أكثر من ذلك؛ لعب الإيرانيون المعارضون في الخارج دوراً مهماً في منع رئيسي من السفر إلى أمريكا والمشاركة باجتماعات الأمم المتحدة، حيث يُشكّل الإيرانيون خارج البلاد لوبياً قوياً من شأنّه إيجاد حالة من الضغط على رئيسي في حال سفره إلى هناك، وفي هذا الصدد يقول نعمتي: "أعتقد أن ما دفع رئيسي ومستشاريه إلى عدم حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة هو تجنب التوترات المحتملة التي قد يخلقها الإيرانيون الذين يعيشون في الخارج وما شابه ذلك".
عامداً أو عن غير قصد؛ يُلمح نعمتي إلى أنّ القضاء في بلاده غير مستقل، وأنّ هذا أحد أسباب عدم سفر رئيسي، مستذكراً شكوى تقدّم بها مجموعة من المعارضين الإيرانيين ضدّ رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، آية الله محمود هاشمي شاهرودي بسبب جرائم إنسانية، الأمر الذي دفعه للهرب من ألمانيا وعلى عجل، حتى قبل البدء برحلة العلاج التي اختار ألمانيا مكاناً لها.
وتعليقاً على هذا الأمر يقول نعمتي: "رئيسي يتمتع بحصانة قانونية ولا توجد مشكلة، لكن ولأن المحاكم في تلك الدول مستقلة، فإن الإيرانيين المقيمين فيها أو المؤسسات والمنظمات قد تتخذ إجراءات ضده، كما رأينا خلال زيارة هاشمي شاهرودي إلى ألمانيا، لذلك، أعتقد أن مستشاري السيد رئيسي أدركوا أنه في ظل هذه الظروف، فإنّه لن يشارك في إجراء احتياطي".
التعليقات (2)