هكذا تم اعتقالي
يقول السوري والمعتقل السابق في سجن صيدنايا (إبراهيم توتنجي) في حديث لـ "أورينت نت": "تم اعتقالي خلال إقامتي في دمشق مطلع 2019، فبعد أن باتت حلب في مرمى براميل أسد منذ عام 2013، تركت وغادرت إلى دمشق برفقة عائلتي، رغم امتلاكي العديد من المحلات والمنازل في حلب، ومكثت في دمشق نحو 6 سنوات، وأواخر مدة إقامتي حاولت الحصول على (لا حكم عليه) من أجل استصدار جواز سفر، وقد توجهت إلى فرع الأمن الجنائي بدمشق في حي البرامكة، وتقدمت بالوثائق المطلوبة لاستخراجه، على أن يتم تسليمه لي في اليوم التالي".
يضيف: "في اليوم التالي ذهبت لاستلامه، إلا أنه تم اعتقالي بتهمة التعامل مع الإرهابيين بريف حلب، وتم اقتيادي إلى داخل الفرع ولكني كنت أقنع نفسي أن الأمر على ما يرام لكون الفرع (فرع شرطة) وليس فرع أمن، ولكن ما جرى لم يكن في الحسبان، تم جلدي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وأنا معلق رأساً على عقب، ومن ثم وفي اليوم التالي جرى تسليمي إلى دورية من الأمن العسكري والتي تكفلت بنقلي إلى سجن صيدنايا، هناك رموني ثلاثة أيام في زنزانة منفردة دون أن يوجه لي أي سؤال، قبل أن تبدأ حفلات التعذيب التي لا تنتهي بعد نقلي إلى المهجع واستجوابي في أول جلسة تحقيق".
هكذا يتم علاج المرضى
يتابع (توتنجي) حديثه عن كيفية علاج المرضى من المعتقلين داخل صيدنايا قائلاً: "بسبب حشرنا بالعشرات داخل مساحات ضيقة، كان أي وباء يتفشى بسرعة وخاصة الأوبئة الجلدية، إذا كان الغالبية يعانون من الجرب والتقرحات، وقد كانت تلك التقرحات في الغالب تشفى إما عبر علاج بدائي بين السجناء يتضمن خدشها بالأظافر ومن ثم تجفيفها، أو أنها تشفى بعد عطب الجزء الذي تحتها، وفي بعض الأحيان يصبح الألم شديداً فيبدأ الصراخ على الحراس لاستدعاء الطبيب".
وأردف قائلاً: "الويل لمن تتطلب حالته طبيباً، فقد كان علاج التقرحات تلك بالنسبة للسجانين أمراً بسيطاً، حيث يتم جلد المعتقل بخراطيم غليظة فوق مكان الألم بالتحديد، واستخدام بعض الأدوات الحادة أحياناً كالسكاكين وزجاج علب (البيرة)، لقد كانت عمليات طعن بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، أما تجفيف الجرح فقد كان المصيبة، حيث يتم إجبار المعتقل على خلع سرواله ومن ثم يتم وضعه على الجرح"، مشيراً إلى أنه وفي إحدى المرات قال أحد السجانين لمعتقل ساخراً (رح داويك بالطريقة الصينية) وقام بالتبول على جرح الرجل".
50 مليون
وحول خروجه، ذكر توتنجي أن أقاربه تمكنوا من الوصول إلى ضابط (تقيل) يعمل في صفوف الحرس الجمهوري، طلب مبلغ 50 مليون ليرة لإطلاق سراحه، وبالفعل سارع أقاربه وعائلته إلى بيع جميع أملاكه في حلب وجمع ما لديهم من أموال وتقديمها للضابط، ليخرج منتصف عام 2020 بموجب (براءة) مع توصيف جرمي (تشابه أسماء)، وليهرب بعد فترة وجيزة مع عائلته إلى مناطق إدلب خوفاً من إعادة اعتقاله.
التعليقات (2)