تغطية إعلامية واسعة بحضور الإعلام الإيراني واكبت دخول قافلة سميت "قافلة الوعد الصادق"، تضم 20 صهريجا من المازوت الإيراني وقادمة من سواحل بانياس بمناطق سيطرة نظام أسد، لتحط رحالها بمنطقة الهرمل، أبرز معاقل ميليشيا حزب الله اللبناني، لاسيما أن صور بشار أسد وحسن نصر الله وخامنئي كانت حاضرة خلال الاحتفالات إيذانا بانتصار "غزوة المازوت".
وظهرت جموع كبيرة من الناس ترفع لافتات النصر وصور "أذرع إيران" أثناء استقبال الصهاريج بالقرب من الحدود السورية اللبنانية، وبدأ المحتفلون برش الأرز والورود على القافلة التي "قهرت أمريكا وإسرائيل" ودخلت جهارا نهارا من مناطق سيطرة نظام أسد إلى دويلة حزب الله اللبناني، وفي ظل غياب المشهد الرسمي لما يسمى "دولة وحكومة لبنان" التي رهنت قرار البلاد وسيادتها بيد ميليشيا حسن نصر الله.
وأطلق مناصرو "حزب الله" مسميات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن انتصارهم المزعوم بدخول القافلة، أبرزها (قافلة الوعد الصادق) وشعارات المقاومة والنصر على إسرائيل وأمريكا و(شكرا إيران) و(شكرا سوريا)، معتبرين أن زعيمهم نصر الله "وعد ووفى بوعده" في إشارة لناقلة النفط التي استقدمها من أسياده في طهران والتي فرغت حمولتها على سواحل بانياس السورية قبل أيام، ليتم نقلها برا إلى لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية هي الأسوأ بتاريخه.
في لبنان ناقلات محملة بالوقود الايراني وصلت الى الاراضي اللبنانية عبر #سوريا ، أنصار حزب الله اللبناني يحتفلون بوصول الشاحنات pic.twitter.com/Qg3bmjs7GB
— Âla hacıoğlu ???????????? (@ala_hacioglu) September 16, 2021
مشهد الذل والخنوع
لكن الانتصار المزعوم لمحور إيران رد عليه لبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي وفضحوا "ألاعيب" حزب الله المتهم بتهريب المحروقات إلى مناطق نظام أسد في سوريا خلال الأشهر الماضية، ومحاولة إعادتها ضمن مسرحية مكشوفة تمكنه من التحكم بالسوق الاقتصادية اللبنانية وتزيد نفوذه واستحواذه على القرار اللبناني السياسي والاقتصادي.
وغردت الإعلامية والوزيرة اللبنانية السابقة، مي شدياق على "تويتر" تعليقا على دخول صهاريج المازوت الإيرانية إلى لبنان بقولها: "مشهد الذل والخنوع! يهرّبون مازوت وبنزين عبر الحدود لسوريا، واليوم يستقبلون بنثر الأرز والورود وصول ٢٠صهريج مازوت آتية من إيران لتُفرّغ في خزانات حزب الله في بعلبك، بزغاريد وتمجيد لإيران وبشار ونصرالله. إذا لم تكن هذه مظاهر دويلة ضمن الدولة فماذا تكون! أين الموقف الرسمي من هذا المشهد".
أما الكاتب الصحافي والمحلل السياسي، إياد أبو شقرا فقال معلقا: "الدليل القاطع على "عجز" طائرات التجسس الأميركية والإسرائيلية عن رصد صهاريج المحروقات الإيرانية الداخلة من #سوريا إلى #لبنان، دعكم من الكلام، لو كل العداوات مثل هذه العداوة، "أبشر بطول سلامة يا مربع"، فيما عدت Alia أنه "ليست وحدها الدولة اللبنانية هي الغائبة، المجتمع الدولي والولايات المتحدة كلهم غائبون عن سابق تصميم.. إنه زمن التفاهة الأميركية.. إنه زمن الإفلات من العقاب ومكافأة الإرهاب.. إنه زمن بايدن".
وكما وصفت الصحافية اللبنانية Larissa Aoun أن بلادها "ليست بخير" وعلقت على "تويتر": "صهاريج المازوت الإيراني تدخل الأراضي اللبنانية عبر #سوريا، #حزب_الله سيخزن المازوت في البقاع قبل توزيعه
صفقة الحزب لم تمر بوزارات الدولة المعنية فالدويلة تثبت مجددا تفردها بالقرارات !! #لبنان_ليس_بخير".
وكتب أيضا عمر ساخرا: "قصة قصيرة من المجتمع الدولي: #إيران من محور الشر.. وعقوبات اقتصادية.. وحصار وتضييق وتعطيل اتفاق نووي.. ثم تحت سمع وبصر المجتمع الدولي (المتشدد) تجاه إيران .. تُبحر بواخر النفط الإيرانية إلى #سوريا .. ثم تفرغ حمولتها في #لبنان! وكل هذا -بالتأكيد- من أجل التضييق والتشديد على إيران!"، فيما اعتبر حساب موالٍ يسمى "استراتيجي": أنه "ما زالت الصهاريج تتواصل تباعا من #سوريا الشقيقة والصديقة والوفية وجمهور المقاومة يستقبلها استقبال الأبطال، الصورة تعطي انطباعا مماثلا لما حصل في انتصارات ٢٠٠٦ و٢٠٠٠".
وكان حسن نصر الله أعلن خلال الأسابيع الماضية عن سفينة إيرانية محملة بالوقود ستصل لبنان، وقال حينها محذرا من التعرض للسفينة الإيرانية خلال كلمة متلفزة "أقول للأمريكيين والإسرائيليين إن القارب الذي سيبحر خلال ساعات من إيران هو أرض لبنانية"، مضيفا: “لا نريد الدخول في مشكلة مع أي شخص. نريد مساعدة شعبنا.”
ويحاول زعيم "حزب الله" ذو الولاء الإيراني التعامل من داخل معاقله (الضاحية الجنوبية) على أنها محافظة إيرانية أو دويلة خاصة بجماعته ومنفصلة عن بقية المناطق اللبنانية الغارقة بأزمات صنعتها الميليشيا بهيمنة السلاح بهدف السيطرة على كامل السيادة اللبنانية وسلب ما تبقى من قرارها وإمكانياتها لمصلحة مشروع نظام الملالي الإيراني.
وسبق أن حذر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري من عواقب وخيمة قد تجنيها تصريحات نصر الله الأخيرة، رافضا وصف السفن على أنها "أراض لبنانية" والتعامل مع لبنان كمحافظة إيرانية، إضافة للتحذير من "تعريض البلاد لمصير فنزويلا التي تخضع لعقوبات شديدة"
ويعيش لبنان أسوأ ظروفه السياسية والاقتصادية مع تراكم الأزمات، ولاسيما الانهيار الاقتصادي وتبعات قضية انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، وذلك بسبب هيمنة أذرع إيران على البلاد وجرها إلى مصير مجهول ينذر بكارثة غير مسبوقة، في وقت بات الشعب اللبناني على شفا كارثة حقيقية بسبب انعدام الخدمات الأساسية كالمحروقات والكهرباء والأدوية، إلى جانب فوضى أمنية نتيجة تسلط الميليشيات المحلية وتجار الحرب.
التعليقات (7)