ماذا تعرف عن لجنة الغنائم وما يجنيه الجولاني من أرزاق السوريين؟

ماذا تعرف عن لجنة الغنائم وما يجنيه الجولاني من أرزاق السوريين؟
بعد 28/3/2015، بدأ ما سمي وقتها "جيش الفتح" الذي دخل إدلب لتحريرها من النظام، تباعاً ومع مرور الوقت، بإنشاء الكثير من المجالس واللجان أو السماح بتشكيلها شرط تدخّله وإشرافه التامّ، "مجلس للشورى" و"مجلس للأعيان"، ومجلس لإدارة المدينة ومجلس محلّي ومجلس لعائلات إدلب، ومجالس بالجملة ولِجان بغرض إحكام السيطرة على جميع مفاصل الحياة والتحكّم بحرّياتهم، كذلك للتحكّم بأرزاق الناس أو السطوة عليها، ومن أجل هذا تمّ إنشاء "لجنة الغنائم"!. 

إحصاء أملاك وموارد المسيحيين!

فبعد أن سيطرت الفصائل التي شكّلت جيش الفتح (كجبهة النصرة وجند الأقصى وأحرار الشام وفيلق الشام) على مدينة إدلب ثمّ إحكامها السيطرة على كلّ المحافظة قامت بتشكيل ما أسمته "لجنة غنائم الحرب" لإحصاء أملاك وموارد المسيحيين عموماً وبلا استثناء، إضافةً لممتلكات أخرى تعود لأشخاص اعتبرتهم "النصرة وحلفاؤها" من المؤيّدين للنظام أو المعارضين لها، أو من بعض الأقلّيات (كالشيعة والعلويين والدروز) أو حتّى من أشخاص ليس لديهم ولاء معيّن لأي طرف لكنّهم يمتلكون أصولاً قيّمة وهامّة كأراضٍ زراعية كبيرة: (معاصر زيتون، معامل، وبعض الملكيات الخاصّة كالمزارع والقصور)، ولقد ترك الكثير منهم إدلب بعد أن أجّروا ملكياتهم أو باعوها بالتراضي أو سلّموها لآخرين أصدقاء أو أقرباء لإشغالها أو إدارتها أو استثمارها. 

بعد مدّة صدر قرار بتغيير اسم هذه اللجنة إلى "لجنة العقارات"، وسيطرت عليها تماماً "هيئة تحرير الشام"، التي كما يبدو لم تغيّر اسمها فقط، بل أعجبها دائماً تغيير الأسماء، فغيّرت أسماء المجالس واللجان والميليشيات التي سلّمتها الإدارة والاقتصاد والأمن في إدلب، فكما أصبحت النُصرة هيئة، أصبح مجلس الشورى مجلس إدارة، ولجنة غنائم الحرب لجنة عقارات، ومؤخّراً أصبحت "الحسبة" شرطة للآداب!، لكن طبعاً بلا أيّ تغيير في "إيديولوجيا" أو صلاحيات أو وسائل أو أشخاص. 

مكتب اقتصادي يديره رجل أمي!

منذ دخولها إلى إدلب أسّست الفصائل مكتباً سمته "المكتب الاقتصادي" ووضعت على رأسه وحتّى الآن رجلاً أمّياً اسمه "أبو عبد الرحمن الزربي" هكذا اسمه نعم، ليدير ريع وعوائد وأرباح التي تجنيها "لجنة الغنائم" من الأراضي والمحالّ والمساكن التي استولت عليها النصرة عنوةً وكأنّها خاضت في إدلب معركة "أُحد"!. 

كان يعيش في محافظة إدلب نحو 12000 من أبناء الطائفة المسيحية بمذاهبهم، موزّعين بين مدينة إدلب مركز المحافظة ومدينة جسر الشغور وعدّة قرى تتبعها وهي: القنية، اليعقوبية، الغسّانية، الجديدة، وحلّوز ، وبعد دخول ما عرف بجيش الفتح المكوّن من النصرة وعدّة فصائل متطرّفة أخرى إلى إدلب في 28/3/2015 تعرّض المسيحيون فيها ثمّ في جسر الشغور وقراها لكلّ أنواع التضييق على الحرّيات، والتعدّي على الحقوق الدينية والممتلكات الخاصّة، وكذلك على الممتلكات العامّة في الكنائس والمدارس والأديرة، ومع أنّ ذلك ظهر بدايةً كأعمال عشوائية غير مخطّط لها، إلّا أنّه اتّضح أخيراً أنّ هذه الفصائل المتطرّفة تعمل بشكل إجرامي مدروس وممنهج لإنهاء الوجود المسيحي في محافظة إدلب التي تسيطر عليها بالسلاح وتدير شؤونها بالتعسّف، والهدف المباشر السيطرة التامّة والمستمرّة على الممتلكات، لكنّ الهدف البعيد هو إفراغ الثورة السورية من مضامينها بتمزيق المجتمع السوري تنكيلاً وتشريداً وتهجيراً، ولنا في اتّفاقية "المدن الأربعة" أكبر مثال عن الدور الذي لعبته النصرة إلى جانب ميليشيات حزب الله وإيران، في إجراء تغيير ديموغرافي قسري على أساس طائفي بين شيعة إدلب في الفوعة وكفريا وبين أهل الزبداني ومضايا.  

عودة المسيحيين إلى إدلب

وأمّا عن الدعوة الأخيرة التي بدأ الترويج لها حول عودة المسيحيين إلى إدلب، وذلك بعد زيارة الصحفي الأمريكي المبعوث أو الجاسوس "مارتن سميث" ولقاء "الجولاني" له مرتديا بزّة العيد، وتكليف هذا الأخير لرئيس المجلس المحلّي المعيّن تعييناً "محمد خير سيد عيسى" بمتابعة ذلك بناءً على "التوجيهات" التي تلقّاها الجولاني من "سميث" ليجدّد شكله ويبدأ بحركة تصحيحية جديدة يظهر فيها وسطياً متعاوناً متسامحاً وابن ثورة "حاشا الثورة"، فلم تخرج عن كونها مجرّد دعاية سخيفة لحلّ مسألة لا يمكن حلّها أصلاً إلّا بالقضاء على المشكلة، كما يرى الكثير من المراقبين، والمشكلة مركّبة من جزأين على الأقلّ، كلّ جزء منهما هو نصف حياة، الحقوق، والحرّيات، فما ينفع استرجاع حقّ الملكية إن كنت مسلوب الحرّية؟، وهذا لا ينطبق على المسيحيين فحسب، بل على جميع سكّان المناطق التي باتت تسيطر عليها في إدلب وما حولها "هيئة تحرير الشام" التي ستظلّ جبهة النصرة وذراع القاعدة، مهما ارتدى "الجولاني" من ملابس الأعياد والاحتفالات والاستقبالات، ومهما حاول تغيير الأسماء والعناوين. 

مازال الكثير من الأشخاص في إدلب يدفعون إيجار بيوت استأجروها من مالكيها المسيحيين الذين فرّوا من جحيم النصرة، يدفعونها للنصرة ممثّلةً بلجنة الغنائم، بل إن اللجنة المذكورة قامت منذ وضعت يدها على ملكيات الناس مسيحيين ومسلمين وغيرهم بتخمين جديد لقيمة الإيجارات في جميع العقارات التي استولت عليها، فألزمت المستأجرين بدفع إيجارات أعلى بكثير ممّا كانوا يدفعونها للمؤجّر الحقيقي، بل إنّ هنالك عقارات يُدفع إيجارها للجنة الغنائم بالمناصفة بين صاحب العقار المؤجّر المسيحي وبين المستأجر المسلم، كي لا يشغر العقار فتستولي عليه اللجنة نهائياً. 

التعليقات (2)

    طارق

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    الجولاني نصاب محتال لا يمس للشعب السوري شي هو عباره عن مرتزقة يسرق أموال الناس حاله كحال النظام المنافق شكرا اورينت لانك عم تعري كل منافق دجال

    للمرة الالف الجولاني اصله يهودي

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    غولانيس اسم يهودي وضعه الموساد السوري للتاكد من الامور، البغدادي او بغداتيس يهود ،الجوية احضرت طيارين يهود لتصوير سوريا قبل قصف المطارات هذا عقد من حافظ مع روسيا واليونان كان اليهود خاءفون وحافظ كلفهم وقتهاالكثير لذا ضحوا بكوهين الجويةوالعسكرية بنتها اسراءيل ويضحكون على زوجته الغبية، وكان الامريكان هم من احضره، كان على علاقة مع اسرة يوانيديس اليونانية ومركز الاستخبارات باريس انا سمعتهم بالصدفة كانو يتكلمون العربي وكانو خلفي وكنت وقتها اظن انهم مجانين اغبياء ولكنه كان اهم من كوهين وهذا ماقالوه.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات