وقال الجندي -الذي طلب عدم كشف هويّته لما سيلحق به من أذًى في حال تمّ التعرف إليه-: "نحن عساكر الاحتياط والاحتفاظ، نحن ختايرة الاحتياط والاحتفاظ من مواليد 82 / 83 / 84 / 85 /86 / 87 /88 / 89 / 90 / إلى 98، و90% منهم غير صالح لخدمة الاحتياط والاحتفاظ يعني زيادة عدد، وإذا أراد أحد أن يتفلسف أو يقول يوجد لجنة أو لجان طبيّة أو يتم تحويلك ليقيّموا وضعك إذا كنت مريضاً فهو كاذب".
وأضاف العسكري في رسالته: "يتمّ القبض على الاحتياط حتى أولئك المقطوعة أرجلهم أو مقطوعة أيديهم، كل المواليد من 82 إلى 90 كلهم مرضى وذوو عاهات، دُمِّرت حياتنا أيها الفاسدون، أنتم أيها المسؤولون في موقع القرار، أيها الوزراء وحيتان البلد تجلسون في بيوتكم مع أولادكم وتعيشون برفاهية ونحن (ختايرة) عساكر وأولادنا الآن يخدمون في قطع أخرى، تدمرت بيوتنا وعائلاتنا ومستقبل أولادنا، أليس هذا ظلماً؟!.
وقارن العسكري بين حال الجنود في ميليشيا أسد وحال جنود ميليشيا قسد: "قسد عملاء أمريكا أثبتوا وبالدليل القاطع أن حليفتهم أمريكا أقوى قوة على وجه الأرض بإصدارهم قرار إعفاء مواليد 90/98، بالمقابل أثبتت الدولة السورية بتمسّكها وعدم تسريح الاحتياط والاحتفاظ أنّ حلفاءها أوهن من بيت العنكبوت وأكسل من حيوان الكسلان وأجرب من الأجرب"، حسب تعبيره.
وتابع: " نحن نحبّ الوطن، لكن نكره الكذب علينا وخداعنا بهذه الطريقة الشيطانية طيلة هذه السنين من قِبل أشخاص دأبهم إيجاد حلول خبيثة على حساب الاحتياط والاحتفاظ، وتدمير شباب البلد وتهجيرهم. أشخاص وضعتهم الدولة في مركز القرار، ما سيجعل عناصر الاحتياط والاحتفاظ يخرجون عن صمتهم وبقوة".
وتمنّى العسكري أنْ لو كان معارضاً على أن يكون عسكرياً بميليشيا أسد. يقول: "تبّاً جعلتمونا نكره الوطن، تباً لدولة ووطن يستعبد شعبه ويخدعه، تباً للوطن والوطنية، والوحدة والحرية والاشتراكية الشفهية".
وختم العسكري بأنّه اختار لهذه المناشدة قناة أورينت التي يسمّيها نظام أسد بـ "الإعلام المُغرض" لإيصال صوته وأضاف: "تباً لإعلام دولتنا الذي يسمّي نفسه بمنبر الحق، وهو منبر الحق فقط لمصالحه".
إذاً؛ تكشف هذه الرسالة وغيرها العشرات مما يصل يومياً إلى أورينت وما يُنشر حتى على الصفحات الإخبارية الموالية، أن السوريين المُجبرين على الحياة تحت سيطرة أسد ضاقت بهم السبل، وما عادوا يثقون بما يُروّجه أسد وإعلامه الرسمي من قَبيل (انتهاء الأزمة) أو (خلصت وفشلت) وما إلى ذلك من شعارات، وباتوا يضعون أنفسهم تحت الخطر لإيصال صوتهم عبر القناة التي كانت ولا تزال صوت السوريين جميعهم، وهو ما قاله العسكري برسالته إلى أورينت.
التعليقات (5)