وأشارت الصحيفة التركية إلى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2023 زاد انخراط زعماء المعارضة في سياستهم العنصرية المناهضة للاجئين عموماً والسوريين خصوصاً، وبدأت المنافسة تشتد بين "أوميت أوزداغ" مؤسس حزب النصر، ورئيس حزب الشعب الجمهوري "كمال كيليجدار أوغلو" حول من يعادي ويتهجّم أكثر على اللاجئين السوريين.
ولفتت الصحيفة إلى أن من سمّتهم "القوميين المزيّفين" بدؤوا منذ اليوم الأول الذي دخل فيه اللاجئون السوريون إلى تركيا بممارسة مواقف عنصرية تجاههم والسير بقضيتهم إلى أبعاد مختلفة تتّسم بالفاشية ومعاداة اللاجئين، على الرغم من اعترافهم بأن بشار الأسد هو من دمّر سوريا وقتل الأطفال.
وأوضحت (يني أكيت) أن المعارضين الذين تنافسوا ضد بعضهم للإطاحة بحزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات الأخيرة عام 2018 عانوا من هزيمة كبيرة، وذلك لأنهم لم يتبنَّوا أي قيم أخلاقية أو وطنية للأمة، ولم يطرحوا أي برنامج إصلاحي من شأنه رفع الاقتصاد وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين، مضيفة أنهم الآن وبعد فشلهم الذريع يحاولون اللعب على ورقة اللاجئين السوريين والتنافس في من يكون أكثر فاشية وعنصرية تجاههم.
وأشارت الصحيفة في مقالها المقتضب إلى تغريدة شاركها "أوميت أوزداغ" على حسابه في تويتر انتقد فيها كيليجدار أوغلو واتهمه بالتناقض في ردود فعله تجاه اللاجئين السوريين، ولاسيما في السنوات الأولى لقدومهم قائلاً: "لقد شاهدتَ وصول الملايين من طالبي اللجوء في صمت بين عامي 2011 و 2020 والآن تقول إنك ستعيد أولئك الذين ذهبوا طواعية، ليس لديك متطوّعون.
وختم تغريدته بكلمات" النصر قادم، السوريون يرحلون".
كما اعتبر أوزداع تصريح زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي قال فيه "إنه سيعمل على إنشاء وزارة للهجرة والاندماج في تركيا، وإن حماية السوريين حق دستوري" مناقضاً لما يقوم به الآن وما يصرّح به، كقول "كليجيدار أوغلو" في إحدى تغريداته منتقداً الرئيس رجب طيب أردوغان: "لقد أعطيت أحياء بلدنا للإمبرياليين، وغيّرت التركيبة السكانية للدولة بملايين اللاجئين، # لن أنسى".
وبينت الصحيفة أنه على الرغم مما يفعله ويقوله "أوميت اوزداغ" من ردود تُظهره بمظهر الإنسانية، وخاصة في انتقاده للخطاب العنصري لرئيس حزب الشعب الجمهوري "كليجيدار أوغلو"، إلا أنه مع ذلك يبقى في حقيقة الأمر أقل عنصرية فقط! وليس أكثر إنسانية.
وتزداد مؤخراً الحملات العنصرية والخطابات التحريضية ضد اللاجئين السوريين من قبل زعماء الأحزاب المعارضة في تركيا، بهدف تحقيق مكاسب سياسية والضغط على اللاجئين لإجبارهم على العودة رغم جميع القرارات الأممية والدولية التي تنص على وجوب حماية اللاجئين وتقديم يد العون لهم وعدم إجبارهم على العودة دون إرادتهم.
التعليقات (2)